ضابط بريطاني: مقتل معتقلين عراقيين على أيدي جنود بريطانيين

18-03-2010

ضابط بريطاني: مقتل معتقلين عراقيين على أيدي جنود بريطانيين

كشف ضابط بريطاني رفيع المستوى أمس أن ثمانية مدنيين عراقيين على الأقل لقوا مصرعهم تحت التعذيب خلال اعتقالهم على أيدي القوات البريطانية خلال الشهرين اللذين أعقبا الغزو الأميركي البريطاني للعراق في آذار من عام 2003 وذلك بالرغم من التحذيرات المتواصلة التي تلقتها قيادة الجيش من المستشار العسكر ي الأعلى حول عدم قانونية هذه الممارسات0

وذكرت صحيفة الغارديان أن اللفتنانت كولونيل نيكولاس ميرسر وصف في شهادة أمام لجنة تحقيق حول قضية مقتل العامل العراقي بهاء موسى على أيدي الجنود البريطانيين في البصرة00 كيف كان المعتقلون العراقيون في السجون البريطانية بالعراق يتعرضون للترهيب ويرغمون على وضع أكياس محكمة الإغلاق على رؤوسهم لمنعهم من رؤية ما يحيط بهم لدرجة تصيبهم بحالات اختناق 0

وأشار ميرسر إلى أنه وبعد عشرة أيام فقط من غزو العراق شاهد ما بين عشرين وثلاثين معتقلا وقد جرى صفهم في رتل ووضعت أكياس رمل كبيرة فوق رؤوسهم لافتا إلى أنه صعق لهذا المنظر وأحس وكأنه يرى ولأول مرة صورا حية من معتقل غوانتانامو الأميركي بكوبا0

وتابع الضابط البريطاني أنه اضطر فيما بعد إلى خوض مواجهة كلامية حادة مع قادة وحدة حراس كوينز دراغون المسؤولين عن هذه الحادثة بشأن التزامات الجيش البريطاني المفترضة بموجب اتفاقية جنيف الدولية حول معاملة الأسرى والمعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان0

وتابع ميرسر أنه عمد إلى مغادرة اجتماع بين مسؤولين بريطانيين ومسؤولين من لجنة الصليب الأحمر الدولية غاضبا بعد أن طلب إليه مستشار سياسي أن يبقي فمه مغلقا مشيرا إلى أن أي احتجاجات أو اعتراضات على المعاملة غير القانونية للمعتقلين العراقيين لم يكن مرحبا بها في وزارة الدفاع وأن رئيسه مارتن هامينغ رئيس قسم الشؤون القانونية هدده برفع تقرير فيه إلى السلطات العليا.

وأضاف أنه والجنرال روبن بريمز قائد القوات البريطانية في جنوب العراق رفضا التوقيع على تصريحات مكتوبة معدة مسبقا من قبل هامينغ كانت ستقدم إلى لجنة حقوق الإنسان في مجلس العموم البريطاني0

وأشار إلى أن هذه الانتهاكات وحوادث مقتل معتقلين تحت الأسر البريطاني كان بالإمكان منعها لو أن القيادة عينت قاضيا مختصا للتحقيق في أساليب الاستجواب وهو مقترح كان تم تعطيله من قبل لورد غولدسميث وزير العدل البريطاني.

ولفتت الغارديان إلى أن غولدسميث الذي ادعى بأنه لم يسمح أبدا باستخدام خمس وسائل تعذيب محظورة دوليا من بينها تغطية الرأس بأكياس قد يطلب إليه تقديم شهادته أمام اللجنة مع وزير الدفاع السابق جيف هون ووزير القوات المسلحة السابق آدم انغرام 0

ووصف ميرسر كيف رأى المعتقل فيصل سعدون وقد احتجز في وضعيات مروعة في حاوية حديدية مغلقة بدرجة حرارة تتجاوز الأربعين كما كان يرى وبشكل متواصل المعتقلين وقد أصيبوا بكدمات وجروح بليغة جراء تعرضهم للضرب والركل والكثير من الأساليب الأخرى0

وتابع أنه لا يجوز تغطية وجه المعتقل حتى يصل إلى حد الاختناق مهما كانت خطيئته مشيرا إلى أن هذا الأسلوب حظر دوليا منذ عام 1972 وهو يرتقي لمستوى أعمال العنف والتعذيب وترويع المعتقلين وإهانة الأفراد مشيرا إلى أنه وعلى الرغم من الشكاوي التي تقدم بها إلى لجنة الصليب الأحمر وإلى القيادة البريطانية فإن هذا الأسلوب لم يحظر من قبل القيادة إلا بعد انتشار فضيحة مقتل بهاء موسى0

وأشار إلى أن وضع المعتقلين أو أسلوب معاملتهم كانت في آخر سلم أولويات قيادة الجيش في لندن وكأنهم مجرد أدوات وليسوا بشرا.

من جانبه قال المحامي فيل شاينر من منظمة محامو المصلحة العامة الذي يمثل معتقلين عراقيين00 إنه كان هناك نحو 47 قضية إساءة معاملة وتعذيب بحق مدنيين على أيدي الجنود البريطانيين ولابد من إجراء تحقيقات مفصلة فيها 0

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...