فتح بين المال السياسي الأمريكي والأجندة الإسرائيلية

05-08-2007

فتح بين المال السياسي الأمريكي والأجندة الإسرائيلية

الجمل:     برغم الحديث المتكرر عن حالة الانقسام في صفوف الفلسطينيين إلى فريقين، أحدهما بقيادة حماس في قطاع غزة، والآخر في الضفة الغربية بقيادة فتح، فقد برز رأي جديد يقول بأن الفلسطينيين موحدين ومتحدين أكثر من ذي قبل.
·       مؤشرات الوحدة والتماسك الفلسطيني:
كتب المحلل الأمريكي مارك بيلي على صحيفة آسيا تايمز يقول بأن أبرز مؤشرات الوحدة والتماسك الفلسطيني تتمثل في أن الشعب الفلسطيني لم تبد عليه أي مظاهر أو ملامح انقسامية، وأضاف قائلاً: إن انقلاب غزة الذي قامت به حماس، لم يتم صنعه في قطاع غزة، وإنما تم صنعه في رام الله وبواسطة السلطة الفلسطينية التي يتزعمها محمود عباس، وتحديداً بإشراف محمد دحلان.
كذلك قال مارك بيلي بأن الشعب الفلسطيني مازال مؤيداً لحركة حماس، وكارهاً لحركة فتح، وأضاف قائلاً: إن الذي يعاني من الانقسام والخلافات حالياً ليس هو الشعب الفلسطيني وإنما هي حركة فتح التي يطالب بعض أعضائها حالياً بحاكمة محمد دحلان، وليس إقالته والسماح له بالسفر والإقامة مرتاحاً ناعماً هادئ البال في أوروبا.
وأشار مارك بيلي إلى أن قوات فتح نفسها تم تغييبها، وذلك عندما قام محمد دحلان وزعماء فتح والسلطة الفلسطينية بتدبير أمر المسلحين من خارج فتح وإرسالهم تحت إشراف إسرائيل وأمريكا ومصر والأردن إلى قطاع غزة من أجل القضاء على حركة حماس.
·       التطورات الجديدة وشعبية حماس:
تقول المعلومات الواردة على موقع أونلاين جورنال الالكتروني بأن الخسائر في شعبية حماس ليست كبيرة بعد حدوث انقلاب غزة، وقد حاولت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الإشراف على تنفيذ بعض استطلاعات الرأي التي هدفت الى (التقليل) من شأن حماس، وكان مضمون هذه الاستطلاعات يهدف إلى الآتي:
-         زعزعة الاعتقاد في استمرارية تأييد الشعب الفلسطيني لحماس.
-         الترويج والتسويق للطبيعة العلمانية البحتة للمجتمع الفلسطيني.
-         تجاهل وإغفال قوة حماس في المجتمع التقليدي الفلسطيني.
-         تضخيم وتهويل بتأثير الخطر والمقاطعة الاقتصادية والحصار على الشعب الفلسطيني.
ويشير الموقع إلى أن التقارير غير المزيفة تؤكد بان شعبية حماس كانت في حدود 9% عند نهاية حقبة ثمانينيات القرن الماضي –أي قبل 11 عاماً على وجه التقريب- ثم ارتفعت إلى حوالي 30% في الوقت الحالي، والاعتقاد الأقوى يتمثل في أن حماس استطاعت تحقيق الفوز في الانتخابات البرلمانية بسبب توافر عاملين أفسحا طريق الفوز أمامهما، هما:
-         ضعف وفساد حركة فتح.
-         تماسك شعبية حماس.
ولما كانت حركة حماس لم ترتكب أخطاء حركة فتح، ولما كان كل الفلسطينيين يدركون تماماً أن هذا الانقلاب قد تم فرضه بواسطة حركة فتح على حركة حماس لكي تقوم به دفاعاً عن النفس من خطر المذبحة الوشيكة الحدوث ضد عناصر حماس في قطاع غزة، فإنه يمكن القول: لماذا يغير الفلسطينيون رأيهم ويتراجعون عن تأييد حماس طالما أنهم يعرفون ويدركون جيداً كل هذه المعلومات.
·       آفاق الصراع في الأراضي الفلسطينية:
يرتبط أفق واتجاه الصراع في الأراضي الفلسطينية بإدراك الشعب الفلسطيني، وتحديداً الفلسطينيون المقيمون في قطاع غزة والضفة الغربية.
المعطيات الأساسية التي تشكل إدراك الشعب الفلسطيني إزاء المفاضلة بين حركتي حماس وفتح تتمثل في الآتي:
-         ان اتفاقية اوسلو تم وضعها من أجل عدم التوصل إلى حل مع الفلسطينيين.
-         ان عملية سلام الشرق الأوسط التي تسعى وراءها وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، ووزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني سوف لن تؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية التي تبشر بها العالم إدارة بوش.
-         ان حركة فتح وزعماءها والسلطة الفلسطينية ووزراءها أصبحوا جميعاً واقعين تحت مصيدة (المال السياسي الأمريكي) والأجندة الإسرائيلية.
-         ان الدور المصري والأردني، هو دور يهدف إلى القيام بما تريده إسرائيل، وذلك لجهة الحصول في نهاية الأمر على المعونات الأمريكية.
-         لم تعد حركة فتح تدافع عن الفلسطينيين في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، وحركة حماس ظلت تقف بصلابة دفاعاً عن الفلسطينيين والحقوق الفلسطينية.
-         تتلقى حماس دعمها من الأطراف التي لايشك في ولائها ودعمها للقضية الفلسطينية، بعكس حركة فتح التي يدعمها أعداء الفلسطينيين.
وعلى خلفية هذه المعطيات يمكن الاستنتاج دون كبير عناء بأن حماس ستجد المزيد من المساندة والدعم من الشارع الفلسطيني، وإذا تجرأت حركة فتح على إشعال فتيل الصراع ضد حماس في الضفة الغربية فإنها ستكون قد دقت بنفسها المسمار الأخير في نعشها.
·       محمود عباس والعزلة القادمة:
الطريقة التي يتصرف بها محمود عباس في الفترة الأخيرة سوف تجلب له المزيد من العزلة والضعف السياسي، ومن أبرز الأمثلة على ذلك:
ان عدم قيام محمود عباس بدفع رواتب بعض الموظفين الفلسطينيين لمجرد أنهم ينتمون إلى حركة حماس، سوف تكون تداعياتها المدمرة على المجتمع الفلسطيني، الذي لن يقبل الظلم بأي حال من الأحوال خاصة وأنه الشعب الذي عانى ومازال يعاني أسوأ وأقسى أنواع الظلم والتنكيل.
إن مجرد الحديث في الشارع الفلسطيني عن أن (س) تم دفع راتبه لأنه ينتمي إلى فتح، و(ص) لم يتم دفع راتبه لأنه ينتمي إلى حماس، هو حديث سوف تترتب عليه الكثير من المرارات، وسوف يؤدي إلى تحريك نخوة الشجاعة والكرم المتأصلة في الشعب العربي الفلسطيني، وفي هذه الحالة سوف يكون الخاسر الأول والأكبر هو محمود عباس قبل حركة فتح، وذلك لأن أعضاء حركة فتح أنفسهم سوف يتبرؤون من هذه الطريقة المشينة.
وسوف تكون مخططات سلام فياض رئيس وزراء السلطة الفلسطينية، ووزير اقتصادها وماليتها وخارجيتها، هي المسؤولة عن تغيير طريقة اصطفاف الشارع الفلسطيني، سعياً إلى وضع العائلة الفلسطينية ضد العائلة الفلسطينية الأخرى، والشقيق الفلسطيني ضد الشقيق الفلسطيني، وهلم جرا.
وعموماً يرى المحلل الأمريكي مارك بيري بأن محمود عباس قد (تجاوز الخط) وأصبح بمخططاته الحالية أشد خطراً على الفلسطينيين من إسرائيل، وسوف تشهد الفترة القريبة القادمة مزيداً من التأكيد على ذلك إن استمرت السلطة الفلسطينية تدار بواسطة مجموعة (جباليا) وليس مسؤولي رام الله.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...