كوندوليزا رايس: الضحية القادمة لإدارة بوش

17-08-2006

كوندوليزا رايس: الضحية القادمة لإدارة بوش

الجمل: أجراس الإنذار أصبحت تدق في واشنطن بشدة أكبر، وليس ذلك بسبب أن الشرطة البريطانية قد ألقت القبض على بضع أفراد يعتقد أنهم قد خططوا لتفجير بعض طائرات نقل الركاب في منتصف رحلتها بين لندن وأمريكا.. العابرة للمحيط الأطلنطي.
أجراس الأنذارن تشير إلى نذر الشؤم التي تحملها أزمات الشرق الأوسط المتزايدة التي (أنتجتها) ورعتها بوضوح إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، على نحو أصبحت فيه هذه الأزمات تفلت باطراد خارج السيطرة.. مع احتمالات بأن يترتب عليها المزيد من المضاعفات والتأثيرات الكارثية في سائر أنحاء العالم.
العدوان الإسرائيلي الأخير ضد لبنان، وفقاً لكل التفسيرات، أشعل النيران، وعمّق التطرف، بشكل أصبح منذراً بحريق هائل، وشيك الحدوث، وفي الوقت نفسه تؤكد تفسيرات أخرى أن العراق أصبح يتحرك بشكل جامح نحو محرقة الحرب الأهلية، إن لم يكن فعلاً قد دخل في أتونها، وقد أشار تقرير صدر مؤخراً بأن حوالي 1815 جثة قد أحضرت إلى مشرحة بغداد 90% منها لضحايا العنف، وهو عدد يطغى بقدر كبير على رقم الشهر السابق له والذي كان 250 جثة.
يقول ريتشارد هولبروك، سفير أمريكا السابق في الأمم المتحدة:
«أزمتان عاصفتان في لبنان والعراق، اندمجتا واختلطتا، ضمن حالة طارئة إسعافية واحدة» كذلك أشار هولبروك إلى الحماقات الدبلوماسية المشهورة والمعارك غير الحاسمة والفاشلة العزيمة، التي (أطعمت) أوروبا حرباً عالمية مدمرة كاملة الدسم في عام 1916م، مقارناً بينها وبين الدبلوماسية المشهورة والمعارك غير الحاسمة والفاشلة العزيمة، التي تقوم بها إدارة الرئيس بوش.. ضمن سلسلة التفاعلات وردود الفعل المتتابعة إزاء الأزمات التي انتشرت تباعاً وسراعاً في كامل المنطقة الواقعة بين القاهرة المصرية ومومباي الهندية، وذلك ضمن عملية سوف يؤدي توحد عواملها القابلة للاشتعال إلى أكبر وأعظم خطر يهدد الاستقرار العالمي، منذ أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962، والتي حدثت فيها المواجهة النووية الأولى من نوعها في التاريخ.
يقول هولبروك أيضاً:
تتمثل نذر الشؤم والفأل السيئ الآن في:
- نفاذ صبر تركيا المتزايد إزاء ما يحدث في شمال العراق، وتلميحاتها المتزايدة بأنها أصبحت تدرس جدياً موضوع القيام بعملية غزو لشمال العراق.
- المظاهرات الأكبر في العالم ضد إسرائيل حدثت هذه المرة في قلب مدينة بغداد.
- احتمالات أن يحدث صراع جديد في لبنان، يؤدي لإدخال سورية وإيران ضمن حلقة الصراع.
- انتعاش حركة طالبان في أفغانستان.
- تهديد الهند بـ(اتخاذ إجراءات) عقابية لتأديب باكستان بسبب تورطها المزعوم في تفجيرات مدينة مومباي الهندية.
يشارك هولبروك في وجهة نظره عدد كبير من النخب الأمريكية التي اكتسبت شهرة كبيرة في مجال السياسة الخارجية والدفاعية الأمريكية، إضافة إلى أن جميعهم أصبحوا يتحدثون باستغراب ودهشة عن حالة الدلال والاغتباط بالنفس التي أصبحت طاغية على أداء إدارة الرئيس بوش في تعاملها مع كل هذه الأحداث والوقائع الخطيرة.
برينت سكوكروفت مستشار الرئيس الأمريكي جيرالد فورد السابق لشؤون الأمن القومي، وأيضاً للرئيس بوش الأب، ريتشارد أرميتاج نائب وزير الخارجية الأمريكية السابق، ريتشارد هاآس رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، إضافة إلى آخرين، طالبوا الإدارة الأمريكية بأن تقوم بإعادة تقييم رئيسي لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وأدائها السلوكي في عملية الحرب ضد الإرهاب.
كذلك طالبوا الإدارة الأمريكية بالآتي:
• الضغط على إسرائيل من أجل التخلي عن عدوانيتها إزاء لبنان.
• الدخول في مفاوضات مباشرة مع سورية وإيران، حول العراق ولبنان.
• القيام برعاية عملية سلام جادة بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وقد أيد هذه التوجهات كل من الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر، وزبيغنيو بريجنسكي مستشار شؤون الأمن القومي السابق، ووزيرا الخارجية الأمريكية السابقان: وارين كريستوفر، ومادلين أولبرايت.
وبرغم ذلك أكدوا جميعاً مؤخراً أن إدارة الرئيس بوش تلقت هذه المطالبات والمناشدات بآذان طرشاء لا تسمع، وكانت لها استراتيجية عظمى خططت لها مسبقاً.. وأصبحت تسعى لتنفيذها حالياً.
لاحظ الجميع في واشنطن أن الضحية القادمة لإدارة الرئيس بوش سوف تكون كوندوليزا رايس، وذلك بسبب وقوعها تحت دائرة الهجوم المباشر منذ لحظة بدء العدوان الإسرائيلي ضد لبنان، بوساطة تحالف المحافظين الجدد، والقوميين الأمريكيين المتطرفين، واليمين المسيحي الصهيوني، والذي يقوده ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي، الذي شق طريقه وأصبح حالياً في مقدمة ركب المصابين بمرض بيلبوكوزيا ولع الحرب الذي أصبح مسيطراً على الإدارة الأمريكية.
كانت كوندوليزا رايس منذ لحظة وقوع العدوان الإسرائيلي، المسؤول الأمريكي الكبير الوحيد الذي كان على اتصال دائم وثابت لزعماء الأوروبيين والعرب.. وكانت تبدي داخل الإدارة الأمريكية مدى أهمية كبح جماح إسرائيل في الاعتداء على البنى التحتية والمدنيين في لبنان، وحاولت الضغط على إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإٍسرائيلي من  أجل الاستمرار في عملية تعليق الهجمات الجوية.. وتحويلها إلى هدنة كاملة.
كوندوليزا رايس تعتبر واحدة من صنائع سكو كروفت، مستشار الأمن القومي السابق في إدارة الرئيس فورد، والذي كان راعياً لها، وعلى ما يبدو استطاعت أن تتحرك بنجاح في المجال السياسي الأمريكي إما عن طريق الضغط على كولن باول لكي يغير وجهات نظره، بحيث تتطابق مع توجهات بوش التي قد قامت بتلقيمها له سلفاً من خلال علاقتها الوثيقة به، أو بالاتفاق مع ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي، بحيث يجد كولن باول نفسه في مواجهة الأمر الواقع.
مؤشر السياسة الأمريكية هذا الأسبوع يتحرك بوضوح نحو المزيد من الخلافات داخل الإدارة الأمريكية:
- خلاف بين الديمقراطية والجمهوريين حول ضرورة الانسحاب من العراق.
- خلاف بين الناخبين.. والنواب والسيناتورات.. حول أجندة انتخابات نوفمبر المصيرية للكونغرس الأمريكي.
- خلاف حول مخاطر المغامرات الحربية، التي خطط لها البنتاغون.
- وعلى ضد هذه الخلافات، يسعى المحافظون الجدد حالياً من أجل تشديد قبضتهم على دوائر صنع واتخاذ القرار.. في الإدارة الأمريكية، وفي هذا الاتجاه ينشط التحالف الذي يقوده ديك تشيني من أجل القيام بحملة تطهير واسعة في الإدارة الأمريكية.. لكل من هو غير صالح في المرحلة القادمة التي يعتبرونها حاسمة بالنسبة لـ(مشروع القرن الأمريكي الجديد).

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...