كيف استثمرت إسرائيل وقوى 14 آذار قضية ضرب قوات اليونيفيل

19-08-2007

كيف استثمرت إسرائيل وقوى 14 آذار قضية ضرب قوات اليونيفيل

الجمل:       بعد مرور ما يقرب من عام على قيام الأمم المتحدة بزيادة عدد عناصر قوات اليونيفيل الموجودة في جنوب لبنان، أدى الانفجار الكبير الذي وقع في منطقة تمركز الوحدات الاسبانية إلى المزيد من التوترات في جنوب لبنان، وإلى قيام بعض الأطراف الدولية بإثارة الأمر باعتباره يشكل سابقة خطيرة لانتهاك القرارات الدولية، وكان من تداعيات ذلك أيضاً أن سارعت إسرائيل تطالب الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي بضرورة توسيع صلاحية قوات اليونيفيل، أو إصدار قرار دولي جديد يكون أكثر انفتاحاً لجهة إعطاء قوات اليونيفيل المزيد من الصلاحيات الميدانية.
• هجوم 24 حزيران.. أبرز الخلفيات والمعطيات:
أصبحت قوات اليونيفيل التي سبق أن تم تكوينها عام 1987م، أكثر قوة وكفاءة من الناحية العسكرية بعد حرب الصيف الماضي، ويقول الخبراء العسكريون بأن يونيفيل ما بعد عام 2006م، تتفوق على يونيفيل ما قبل ذلك، بوجود الدبابات والآليات المدرعة، إضافة إلى سفن قوات المهام البحرية الخاصة، التي تعمل بالتنسيق مع قوات البحرية اللبنانية.
الهجوم التفجيري الذي وقع في يوم 24 حزيران 2007م، والذي استهدف دورية القوات الاسبانية التابعة لقوات اليونيفيل كان بمثابة التحدي الأكبر الذي واجهته اليونيفيل منذ انتهاء حرب الصيف الماضي، وقد قتل في هذا الهجوم 6 من جنود اليونيفيل ثلاثة اسبان، وثلاثة من كولومبيا، ثم أعقب ذلك هجوم آخر في يوم 16 تموز 2007م، استهدف القوات التنزانية التابعة لليونيفيل ولم يسفر عن أي ضحايا.
• الخلفيات وردود الأفعال:
في الفترة التي سبقت وقوع التفجيرات ضد قوات اليونيفيل ظلت إسرائيل والإدارة الأمريكية وحكومة السنيورة وقوى 14 آذار تقود حملة إعلامية دولية ضد سورية وحزب الله متهمة سورية بأنها تقوم بتقديم الأسلحة إلى حزب الله عن طريق تهريبها عبر الحدود اللبنانية- السورية، وأيضاً، فقد قامت الأمم المتحدة بناء على الضغوط الأمريكية بإرسال لجنة تحقيق لإعداد تقرير حول تهريب السلاح إلى حزب الله عبر الحدود السورية، والانتهاكات المتعلقة بالقرار الدولي 1701.
وبالرغم من نفي حزب الله لاستلام الأسلحة السورية ونفي السلطات السورية لذلك الاتهام مراراً وتكراراً، فقد حاولت الكثير من الأطراف اللبنانية بذل الجهود الهادفة إلى إدانة سورية وحزب الله بانتهاك القرارات الدولية.
بعد وقوع انفجار يوم 24 حزيران الذي أوقع ستة قتلى من صفوف قوات اليونيفيل، ظهرت الكثير من المعلومات حول الأداء السلوكي الميداني لعناصر الوحدة الاسبانية، ويقول أهالي المنطقة وشهود العيان بأن أفراد القوة الاسبانية التابعة لليونيفيل يتعاملون بوحشية وهمجية مع سكان المنطقة وذكروا العديد من الأمثلة التي تدلل على رأيهم ولاحظ المراقبون أن إسرائيل كانت الأسرع في رد الفعل إزاء الانفجار، وحاولت إظهار الأمر باعتباره سبباً لقيام مجلس الأمن الدولي بالتحرك السريع من أجل القيام بالآتي:
- زيادة عدد قوات اليونيفيل بحيث تصل إلى 20 ألفاً.
- إقامة المزيد من الحواجز للقوات الدولية بحيث تقوم بتشديد الرقابة على مناطق جنوب لبنان الواقعة جنوب الليطاني، وحملات التفتيش وبالذات في مناطق الخيام ومرجعيون وغيرها من المناطق الغربية للحدود السورية- اللبنانية.
- تزويد قوات اليونيفيل بطائرات الهيليكوبتر وأجهزة الرؤية الليلية.
- تنشيط قوات اليونيفيل لتقوم بالمزيد من الدوريات على النحو الذي يقلل من ساعات تواجد قوات اليونيفيل بحيث تكون في حالة جاهزية كاملة.
- إعطاء قوات اليونيفيل صلاحية القيام بعمليات عسكرية استباقية ضد الأهداف التي تشكل مصادر محتملة للخطر والتهديد.
- توسيع نطاق صلاحية واختصاص قوات اليونيفيل بحيث تكون مسؤولة عن كامل المنطقة من خط الحدود اللبنانية- الإسرائيلية وحتى (الضاحية الجنوبية) في بيروت.
- إعداد خطة للتنسيق بين قوات اليونيفيل والجيش وقوات الأمن اللبنانية.
- تقليل تنوع مصادر عناصر قوات اليونيفيل وذلك بالتركيز على عناصر قوات بلدان حلف الناتو، مثل بريطانيا وبلجيكا واسبانيا وفرنسا، والتقليل إلى أدنى حد من عناصر البلدان الأخرى مثل تنزانيا وغيرها، وذلك بسبب عدم قدرتهم على تنفيذ العمليات المشتركة التي سوف تقوم بها قوات اليونيفيل في الفترات القادمة.
وعموماً، فقد جاء الهجوم ضد قوات اليونيفيل، والذي حاولت حكومة السنيورة وقوى 14 آذار تحميل المسؤولية عنه لسورية وإيران وحزب الله، والحركات السنية الأصولية الفلسطينية، قبل يوم واحد من قيام رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بمطالبة مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بتجديد فترة عمل قوات اليونيفيل لفترة عام جديد. وذلك على أساس اعتبارات أن فترة عمل قوات اليونيفيل الحالية سوف تنتهي يوم 31 آب الجاري.
إن محاولات أمريكا وإسرائيل الهادفة لاستخدام وتوريط قوات اليونيفيل في صراعات الشرق الأوسط سوف لن تنتهي، وسوف تعمل أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية والفرنسية بالتعاون والتنسيق التام مع قوى 14 آذار في إحداث المزيد من الانفجارات واغتيال أكبر عدد ممكن من قوات اليونيفيل وذلك على النحو الذي يوفر الذرائع لإسرائيل ولأمريكا وفرنسا من أجل دفع مجلس الأمن الدولي لإصدار القرار الذي يقال بأن مسودته قد أعدها الخبراء الإسرائيليين، والهادف إلى نشر القوات الدولية على الحدود السورية- اللبنانية، و توسيع صلاحيات اليونيفيل لتقوم بشن الهجمات العسكرية، وأيضاً استخدام القوات الدولية في الضغط على حزب الله من أجل إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين، مع تمسك إسرائيل بحقها في الاحتفاظ لفترة غير محددة بالأسرى والمعتقلين اللبنانيين الذين ظل حزب الله اللبناني يشترط إطلاق سراحهم مقابل الجنديين الإسرائيليين.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...