مكتبات حلب العريقة تتحول الى محلات بيع الكنافة وغيرها

20-02-2010

مكتبات حلب العريقة تتحول الى محلات بيع الكنافة وغيرها

يزداد عدد سكان مدينة حلب السورية بسرعة ملفتة، فمن أقل من نصف مليون نسمة منتصف القرن العشرين، ارتفع عدد سكان العاصمة الاقتصادية السورية إلى ما يقرب من 4 ملايين نسمة الآن.وصل عدد سكان حلب الى اربعة ملايين

ويترافق ازدياد عدد السكان بتراجع عدد مكتبات المدينة العريقة، حتى بات مألوفا لسكانها رؤية المكتبات الشهيرة تتحول الى محلات لبيع الألبسة أوالحلويات.

محلان لبيع الاقمشة وآلات الخياطة احتلا مكان مكتبة "عجان الحديد" للادب والتراث العربي التي ظلت أكبر مكتبة في مدينة حلب طوال 220 سنة.

بينما محل للأدوات الكهربائية ورث مكتبة الاستانبولي التي كانت معروفة بالانفتاح على الثقافة الغربية، أما مكتبة "دار الفجر" اليسارية الشهيرة فباتت محلاً لبيع الكنافة.

حتى كتب دار الفجر لم تجد من يشتريها بعد مضي سنوات على تحويلها الى محل لبيع الحلويات، لتبقى رفوفها، وبعض ما تبقى من كتب عليها، شاهداً على تغير عميق اصاب العالم ووصلت آثاره الى حلب.

وسيم صادق وارث دار الفجر قال " تحولت الدار الى محل حلويات عام 1994 لان سوق الثقافة مات، فكرنا مراراً بالعودة الى بيع الكتب، لكن لا يوجد أي أفق، خفضنا أسعار الكتب بنسبة 70% ولم يشتريها أحد".

ويلاحظ افتتاح عدد قليل جداً من المكتبات الجديدة وسط مدينة حلب، لكنه لا يساوي عدد المكتبات المغلقة.

ولم يسجل افتتاح أي مكتبة جديدة في جميع الاحياء الحديثة والتي تضم مئات الألوف من السكان، فيما لوحظ تراجع كبير في عدد وحجم المكتبات المنزلية.

محمد عجان الحديد، مالك مكتبة عجان الحديد الشهيرة قال "حجم مبيعات الكتب تراجع كثيراً، لا أحد يتكلم عن الكتاب اليوم، الكل مشغول بالطعام والشراب، 60% من بيوت حلب كان فيها مكتبات قيمة، لكنها تنقرض، الكثير من الورثة يسرعون للتخلص من مكتبات آبائهم وأجدادهم ببيعها بالكيلو فور وفاتهم".

تراجع عدد المكتبات يترافق مع تراجع كمية الكتب المباعة، مما جعل المكتبات مشاريع خاسرة اقتصادياً .

محمد سليم زيد طبيب ورث عن والده مكتبة دار الرواد المختصة ببيع الكتب غير العربية، وخاصة الانكليزية منها، قال " هناك احجام عن الكتاب بسبب توفر مصادر بديلة كالانترنت، وبسبب غلاء الكتب مقارنة بمستوى المعيشة، عدد سكان المدينة يزداد وعدد المكتبات يتراجع".

نوعية الكتب المباعة تغيرت أيضاً ، الكتب الدينية حافظت نسبياً على مستوى مبيعاتها، فيما أخلت كتب الادب والسياسة والثقافة مكانها لصالح كتب المعلوماتية والطبخ والتنجيم والرجيم.

حتى ظاهرة شراء الأغنياء للكتب بغرض الزينة والديكور، تكاد تختفي، وهي كانت تساعد المكتبات على الاستمرار والتوازن الاقتصادي.

وبلغة الاحصاءات ازداد عدد سكان مدينة حلب في نصف القرن الماضي ثلاث مرات، فيما بقي عدد مكتباتها يراوح مكانه.

وهذا يعني أن نسبة المكتبات الى عدد السكان تراجعت ثلاث مرات، وبحساب تدهور عدد الكتب المقروءة ، تكون حصيلة التراجع في الحال الثقافي والتعليمي أكثر من ثلاثة أضعاف في هذه المدينة العريقة.

أحمد كامل

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...