موسكو تصد محاولة أميركية لإدانة سوريا في مجلس الأمن

21-09-2011

موسكو تصد محاولة أميركية لإدانة سوريا في مجلس الأمن

فشلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس، في إقناع نظيرها الروسي سيرغي لافروف بالموافقة على إصدار قرار من مجلس الامن يدين سوريا بالصيغة الغربية. وأكد لافروف أن لدى روسيا مشروعها الخاص لقرار من المجلس. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن مسؤولين في واشنطن قولهم إن الإدارة الأميركية تعتبر أن النظام السوري لن يتمكن من احتواء الاحتجاجات، وبدأت بالعمل سرّا على الاستعداد لمرحلة ما بعد سقوطه المفترض.
الضغط الدولي
وقال مصدر دبلوماسي مقرب من كلينتون إنها فشلت في إقناع لافروف بدعم قرار من مجلس الامن ضد سوريا بالصيغة الغربية. وأضاف الدبلوماسي ان كلينتون
دعت لافروف إلى «التفكير بدقة بالدور الذي يمكن أن يلعبه مجلس الأمن في الوقت الذي تقتل فيه الحكومة السورية شعبها وتسجن ظلما آلاف الأشخاص». واكد المصدر أن لافروف جدد خلال المحادثات التي جرت مع كلينتون في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، «أن الحوار بين الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السورية هو الطريق الأفضل».
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن لافروف قوله «نحن لسنا فقط على استعداد لدعم قرار بشأن سوريا، بل لدينا مشروع خاص (للقرار)». وأكد الوزير الروسي أن موسكو تدعو لجلوس أطراف النزاع وراء طاولة المفاوضات، مشيرا إلى ان تكرار السيناريو الليبي ليس في مصلحة أحد. وأضاف لافروف ان المشروع الروسي لقرار مجلس الأمن يهدف إلى وقف كافة أشكال العنف سواء من جانب السلطات أو المجموعات المسلحة بين المتظاهرين. كما أشار الوزير الروسي إلى أن الهدف الثاني لهذا المشروع يتمثل في إطلاق الحوار بين السلطات والمعارضة لبحث مستقبل البلاد والإصلاحات التي يقترحها الأسد.
وانهى وفد من البرلمانيين الروس زيارة لسوريا التقى خلالها الرئيس السوري بشار الاسد واعضاء من المعارضة السورية كما افاد مصدر قريب من الوفد. وقال المصدر رافضا الكشف عن اسمه «لقد كونوا رأيا حول الاحداث» الميدانية. واضاف ان لقاءات اعضاء الوفد مع مسؤولي المحافظات التي زاروها ومع السكان ومع حوالي عشرة معارضين بينهم الخبير الاقتصادي المعروف عارف دليلة «جرت بشكل جيد». وفي مقابلة مع التلفزيون الرسمي السوري دعا نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي الياس اوماخانوف الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى «تقييم ما هو موجود في سوريا بشكل عادل من أجل عدم تكرار السيناريو الليبي الذي شاهده العالم بأسره». واضاف «التقينا مع العديد من ممثلي المعارضة وكانت هناك وجهات نظر مختلفة لكن الجميع كانوا متفقين على مسألتين أساسيتين أولاهما التطور السلمي وأنه لا بديل عن التحول السلمي للإصلاحات، وثانيتهما الحصول على موافقة المجتمع السوري للتوصل لهذا الهدف وأن تكون هناك وقفة ضد التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لسوريا».
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» ان الولايات المتحدة مقتنعة اكثر فاكثر انه سيتم الاطاحة بالاسد، وتستعد لفترة من الاضطرابات بعد رحيله عن السلطة. وقالت الصحيفة ان واشنطن تتعاون بعيدا عن الاضواء مع تركيا للتحضير لمرحلة ما بعد الاسد. وتخشى واشنطن ان يؤدي سقوط النظام الى صراعات داخلية للاستيلاء على السلطة في سوريا ما يؤدي الى زعزعة الاستقرار في دول المنطقة. وتقول الصحيفة ان اجهزة الاستخبارات والدبلوماسيين المعتمدين في الشرق الاوسط باتوا مقتنعين بان الاسد غير قادر على سحق تظاهرات الاحتجاج ضد نظامه.  ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الادارة الاميركية قوله ان «هناك اجماعا على ان الاسد لن يتمكن من الاستمرار».
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن «النظام السوري وصل إلى مرحلة اللاعودة ».
وأوصى البرلمان العربي بتجميد عضوية البرلمانيين السوريين ووقف العمل في مكتب البرلمان الرئيسي في دمشق في حال عدم استجابة النظام السوري لاجراء اصلاحات سياسية فورية والافراج عن المعتقلين السياسيين.

في المقابل، اعتبر رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق عبد الرزاق عيد من باريس ان المجلس الوطني السوري الذي اعلن من اسطنبول هو «في طابعه العام ذو نفحة اسلامية اخوانية ولم يراع التعدد في المعارضة السورية». واوضح عيد ان «العمل يجري حاليا لتشكيل جمعية وطنية تستند شرعيتها الى قوى الداخل من خلال تنسيقيات الداخل وبطريقة انتخابية لتخرج من بطن سوري وليس من بطن قطري او تركي».
من جهته، اعتبر عضو المكتب التنفيذي لمؤتمر التغيير الذي عقد في انتاليا في حزيران الماضي عهد هندي من واشنطن ان اعلان تشكيل المجلس الوطني السوري «خطوة جيدة نحو توحيد المعارضة السورية الا ان التشكيلة التي اعلنت غير متوازنة ولا بد من ادخال اطياف اخرى اليه ليمثل بشكل افضل المعارضة السورية».

من جهتها، قالت وكالة «سانا» السورية للأنباء إن عنصرا من قوات حفظ النظام قتل وأصيب 3 آخرون بجروح جراء إطلاق النار عليهم من قبل «عناصر مجموعة إرهابية مسلحة» بالقرب من مدرسة خديجة الكبرى في حي القصور في حمص. وأضافت ان  عناصر هندسة الجيش فككت عبوة ناسفة تم وضعها من قبل عناصر تخريبية تحت خط نقل النفط الخام الى مصفاة حمص في منطقة جديدة العاصي غربي حي بابا عمرو. وذكر مصدر عسكري لمراسل «سانا» في حمص أن العبوة محشوة بـ 25 كيلوغراماً من مادة «تي أن تي» ومعدة للتفجير لاسلكياً موضحاً أن عناصر الهندسة قاموا بتفكيك العبوة وتأمين خط النفط.
ونقلت «سانا» عن سوريات عدن من مخيمات اللاجئين في تركيا قولهن إنهن تعرضن للاغتصاب من قبل «المجموعات الإرهابية المسلحة وبعض الأتراك» خلال تواجدهن في المخيمات، بعد إجبارهن على تناول حبوب مخدرة وتصويرهن خلال اغتصابهن والتهديد بنشر الشرائط المصورة.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...