نقولا زيادة: «حول العالم في 76 عاماً»
رحلات مثقف شامي في آسيا وأوروبا والشمال الأفريقي» كتاب صدر حديثاً للكاتب والمؤرخ الراحل نقولا زيادة عن دار السويدي والمؤسسة العربية، 2007 في سلسلة «ارتياد الآفاق». أعدّ الكتاب وقدم له الشاعر نوري الجراح.
ونقولا زيادة علم من أعلام الثقافة العربية الحديثة، وكتابه هذا يجمع، للمرة الأولى، يوميات أسفاره ورحلاته حول العالم منذ رحلته الأولى مهاجراً من الناصرة في فلسطين، حتى رحلاته الأخيرة الى الخليج العربي في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي. وبين هذين التاريخين عشرات الرحلات في بلاد الشام وتركيا والهند وباكستان وايران ومدن آسيا الوسطى: سمرقند وبخارى وسواهما من مدن أو حواضر العالم الإسلامي الذي اختص زيادة بمؤلفاته التاريخية حوله، اضافة الى رحلاته المطولة في الغرب الإسلامي والشمال الأفريقي وصولاً الى رحلاته الأوروبية، خصوصاً المانيا وانكلترا اللتين درس فيهما وأقام خلال الثلاثينات ما بين الحربين العالميتين. وكان شاهداً على ارهاصات الحرب العالمية الثانية، من أكياس الرمل في باريس الى العروض العسكرية التي كانت تنظمها برلين، ويظهر فيها الفوهرر في عربته المرسيدس السوداء.
ولد نقولا زيادة في دمشق، سنة 1907 لأب فلسطيني بسيط يعمل في الخط الحديدي الحجازي، وتوفي في بيروت خلال حرب اسرائيل الأخيرة على لبنان سنة 2006م، وبين هاتين الحربين عاش زيادة ليشهد كل المآسي التي عرفها القرن العشرون، وأكثرها ترويعاً مأساة استيلاء ارهابيين أوروبيين يهود، بتواطؤ من انكلترا، على وطنه فلسطين، وطرد شعبه من أرضه في ما عرف بنكبة 1948. هذا الكتاب هو، على نحوٍ ما، سجل شخصي موجز للقن العشرين.
وجاء في مقدمة نوري الجراح «نقولا زيادة علم من أعلام الثقافة العربية الحديثة، مثقف أكاديمي موسوعي عني بتقديم سرود تاريخية وقراءات للتاريخ العربي في محطات أساسية على مدار أكثر من نصف قرن من النشاط الفكري الخلاق. وقد ميزت عناية زيادة بالتاريخ العربي انتباهة مبكرة لديه الى أهمية الجغرافية في صناعة التاريخ وصناعة الحضارة. من هنا، ربما تولد اهتمامه بالمدينة العربية، وهو الذي اختص أساساً بالتاريخ المملوكي، فضلاً عن اهتمامه بتدوين شيء من اليوميات والملاحظات المتعلقة بالسفر، وأدب السفر ممثلاً بما تركه الجغرافيون العرب والمسلمون... ونجد هذا الاهتمام مبثوثاً أيضاً هنا وهناك في مذكراته ويومياته التي صدرت في مطلع التسعينات. وضع نقولا زيادة نحو الـ 65 كتاباً بين مترجم ومؤلف ومحرر، تغطي ثلاثة حقول: التاريخ، والتاريخ المتداخل مع الجغرافية، ثم السيرة الذاتية في أفق موضوعي(...)».
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد