نوايا إسرائيل تجاه حزب الله: تصعيد أم تهدئة أو استمرارللوضع القائم

09-09-2008

نوايا إسرائيل تجاه حزب الله: تصعيد أم تهدئة أو استمرارللوضع القائم

الجمل: خلال الفترة الممتدة من نهاية حرب صيف العام 2006م وحتى الآن، ظهرت الكثير من التسريبات والتصريحات والتحليلات التي تشير لجهة حدوث صراع وشيك في منطقة شرق المتوسط وحتى الآن ما تزال المنطقة أكثر تقبلاً للتفسيرات الثلاثة: التصعيد – التهدئة – استمرار الوضع القائم.
* ماذا تقول السرديات الأخيرة:
يتحدث الإعلام الإسرائيلي هذه الأيام عن الكثير من التسريبات والتصريحات التي تفصح عن نوايا حزب الله الانتقام لاغتيال قائده  العسكري عماد مغنية، ويمكن استعراض بعض المعلومات الإسرائيلية الواردة بهذا الخصوص على النحو الآتي:
• نشرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية الصادرة اليوم تقريراً حمل عنوان «مصادر أمنية: إسرائيل تستعد لهجوم حزب الله»، أورد النقاط الآتية:
- تستعد إسرائيل لمواجهة هجوم حزب الله داخل إسرائيل أو خارجها.
- تتضمن استعدادات إسرائيل مواجهة العديد من الاحتمالات بما في ذلك مهاجمة السفارات الإسرائيلية في الخارج أو اغتيال كبار المسؤولين الإسرائيليين أو الضباط المتقاعدين أو محاولة اختطاف أي إسرائيلي أو تنفيذ عملية ضد حدود إسرائيل الشمالية.
- يضع الإسرائيليون في اعتبارهم تصريحات حزب الله المتكررة في تهديداتها لإسرائيل.
- الأكثر توقعاً بالنسبة لإسرائيل هو قيام حزب الله باغتيال أحد المسؤولين البارزين بشكل يترتب عليه حصول الحزب على ما يعادل اغتيال قائده مغنية.
• تقرير صحيفة هاآرتس الذي حمل عنوان «خبراء المخابرات: السفارات الإسرائيلية هي هدف حزب الله الجديد»، وقد أشار التقرير إلى أن السفارات والبعثات الدبلوماسية الإسرائيلية ستكون هي الأكثر احتملاً وعرضة لعمليات حزب الله العابرة للحدود.
• تقرير هاآرتس الذي حمل عنوان «تقرير: مخاوف غربية من قيام حزب الله بوضع خلايا في فنزويلا» وأشار التقرير إلى أن فنزويلا تمثل في ظل توجهاتها الحالية مكاناً ملائماً لتمركز خلايا حزب الله وهو تمركز سيترتب عليه تهديد المصالح الإسرائيلية في أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية، إضافةً إلى احتمالات أن تنطلق هذه الخلايا لمهاجمة الأهداف الإسرائيلية الموجودة في أوروبا.
• تقرير هاآرتس الذي حمل عنوان «تقرير: صواريخ حزب الله الجديدة لن تستطيع إسرائيل تقدير مداها»، أشار إلى مدى الثقة التي يتحدث بها حزب الله في تأكيد قدرته على إصابة أي هدف داخل إسرائيل.
التقارير الإسرائيلية التي تحدثت وما زالت عن انتقام حزب الله المحتمل، لم تكن حكراً على صحيفة هاآرتس وإنما وردت مثيلاتها في الصحف الإسرائيلية الأخرى وعلى وجه الخصوص يديعوت أحرونوت وأورشليم بوست والموقع الإلكتروني الخاص بمركز أورشليم للسياسة العامة، وبعض الصحف الأمريكية كنيويورك تايمز وواشنطن بوست والموقع الإلكتروني الخاص بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.
* الأبعاد غير المعلنة : هل من سيناريو إسرائيلي قادم؟
توصل خبراء النزاعات إلى صياغة مصطلح تصعيد وتهدئة بحيث يتم استخدامهما في معرض الإشارة لحالتين متعاكستين في تفسير اتجاه الأداء السلوكي للصراع:
• مصطلح تهدئة يشير إلى مفهوم استرخاء الصراع الذي يترافق مع حالة انخفاض التوترات ويقلل من مستوى التهدئة وشدة المخاطر.
• مصطلح تصعيد يشير إلى مفهوم تحفز أطراف الصراع ومواصلة القيام بالتعبئة الفاعلة نحو المزيد من المواجهات وذلك بشكل يترافق مع التصريحات العدوانية وتبادل الاتهامات وحشد القدرات الدبلوماسية والعسكرية اللازمة في خوض المواجهة.
هذا، وترتبط حالة التهدئة والتصعيد بالعديد من المفاهيم الأخرى والتي يأتي في مقدمتها:
• مفهوم توازن القوى: الطرف الذي يميل بتوازن القوى لصالحه هو الذي يحكم في عمليات التهدئة والتصعيد.
• مفهوم الردع: الطرف الأكثر قوة هو الذي يستطيع تهديد الطرف الآخر.
ومن ثم فإن المصطلحات الأربعة: تصعيد، تهدئة، توازن القوى، الردع، من الممكن استخدامها والتأسيس عليها لجهة بناء نموذج معادلة حسابات الفرص والمخاطر على الجانب الإسرائيلي، ومن المعلوم أن حزب الله استطاع أن يتيح لنفسه الفرص الآتية:
• إنجاز صفقة تبادل الأسرى اللبنانيين مع إسرائيل.
• فرصة الحصول على حكومة لبنانية تعمل ضمن المواصفات والشروط التي سبق أن أكدت على المطالبة بها.
• انتخاب رئيس لبناني غير معادي لا للمقاومة اللبنانية ولا لسوريا.
• استعادة بنياته التحتية وحماية ما هو موجود وقائم.
• استبعاد شبح الحرب السنية – الشيعية أو الحرب المسيحية – الإسلامية في الساحة اللبنانية.
• فرصة بناء رأي عام لبناني وعربي وإسلامي قوي ومساند له.
وبالمقابل حصلت إسرائيل على المخاطر الآتية:
• مخاطر انتقادات الرأي العام الإسرائيلي لصفقة تبادل الأسرى مع حزب الله.
• مخاطر عدم وجود حكومة لبنانية داعمة للتوجهات الإسرائيلية.
• مخاطر وجود رئيس لبناني لا يحمل العداء لسوريا وللمقاومة.
• مخاطر استعادة حزب الله لقدراته العسكرية وبنياته التحتية.
• مخاطر وجود رأي عام لبناني داعم لحزب الله والمقاومة اللبنانية.
• مخاطر وجود استقرار لبنان وتماسك قوامه المجتمعي.
وبكلمات أخرى، فإن كل فرصة حصل عليها حزب الله حصلت عليها إسرائيل بالمقابل على مخاطرة، وتقول التحليلات بأن الإسرائيليين أصبحوا أكثر إدراكاً لتزايد حجم المخاطر التي تهددهم في مواجهة حجم الفرص التي عززت من قدرات حزب الله كمصدر للخطر والتهديد لأمن إسرائيل.
حتى الآن يمكن استخلاص أن التسريبات والتقارير الإسرائيلية تأتي ضمن إطار التهديد والردع اللذان لن يقودا أو يؤديا إلا إلى التصعيد.
وتأسيساً على ذلك فإن التهدئة التي حدثت في الساحة السياسية اللبنانية لا تتناسب مع منظور تأمين الحدود الشمالية الإسرائيلي وعلى هذه الخلفية من المحتمل والممكن أن تقوم إسرائيل بتنفيذ مخطط يهدف إلى تنفيذ حملة ذرائع جديدة ضد حزب الله تمهيداً لقيام الإسرائيليين بتنفيذ عملية عسكرية جديدة وبمواصفات وضمن إطار نوعي عسكري جديد يتيح لإسرائيل إلحاق الخسائر الفادحة بالحزب، على النحو الذي يعيد للإسرائيليين قوة الردع التي فقدوها بما يتيح لتل أبيب محاولة استخدام القوة الردعية في التعامل مع سوريا.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...