هل خرجت سوريا فعلا من عين العاصفة؟

11-08-2011

هل خرجت سوريا فعلا من عين العاصفة؟

أمس الاول، انصبّت الاهتمامات الدولية والاقليمية على متابعة زيارة وزير الخارجية التركية احمد داوود اوغلو للعاصمة السورية. وأمس، تحولت تلك الاهتمامات إلى متابعة نتائج الزيارة المذكورة، ما يشير إلى أنّ الوضع الاقليمي برمته بات مرتبطا بشكل كامل بمصير النظام السوري، خصوصا أنّ هناك من يعتبر أنّ بقاء الرئيس بشار الاسد على رأس النظام الراهن وخروج سوريا من محنتها يعني سقوط الانظمة العربية والاسلامية الاخرى التي طالما عملت على إسقاط  نظام الاسد او ترويضه وتقليم أظافره بأضعف الاحوال.
غير أنّ واقع الحال بحسب من التقوا بعض القادة السوريين في اعقاب الزيارة التركية الاخيرة اختلف بالكامل، فواشنطن التي حاولت توجيه رسالة واضحة إلى النظام السوري الذي تعامل مع احداث "حماة" بقوة وحزم فشلت في دفع تركيا لان تكون رأس حربة الهجوم السياسي والدبلوماسي والعسكري اذا لزم الامر على النظام السوري. فالولايات المتحدة قصدت الرد على النظام الذي تجاهل الرسالة الاميركية التي كانت قد وجهتها واشنطن  لسوريا عبر سفيرها الذي زار "حماة" للقول بان المدينة هي تحت الحماية الاميركية اذا جاز التعبير وهي التي ستشكل جسر العبور إلى العاصمة دمشق، بينما لتركيا  حسابات خاصة بها تتعلق باوضاعها الداخلية وازمتها مع الاكراد وما إلى ذلك من تناقضات وخلافات داخلية بين "العسكر" والحكومة. تلك الازمة التي  كانت قد تبلورت في اعقاب استقالة القادة العسكريين منذ حوالي الاسبوعين، فضلا  عن وصول العلاقات التركية الايرانية إلى مرحلة متقدمة من الخطورة، ما يعني بان تركيا مرشحة لان تنعزل عن بعض محيطها ما قد يحرمها الدور الاقليمي التي تسعى من اجله، ناهيك عن عدم الاستعداد التركي لخوض اي مغامرة عسكرية غير مضمونة النتائج.
ومع ذلك لا ينفي الزائر المعني بان للزيارة التركية مدلولاتها ونتائجها التي ستظهر في خلال الايام القليلة المقبلة. فالحوار بالواسطة وعبر وسائل الاعلام، الذي دار بين الدولتين التي تجمعهما حدود مشتركة تناهز الـ850 كيلومتر لا يمكن ضبطها بسهولة، تحول إلى حوار مباشر نتج عنه شرح مستفيض من قبل الرئيس الاسد للخصوصية السورية، كما كشف ممارسات المسلحين التي شكلت السبب الاول لرد فعل الحكومة السورية، في وقت اعربت فيه تركيا عن هواجسها وتوجسها من حملة القمع السورية التي وصلت إلى حدود استئصال مجموعات مسلحة موالية للغرب وشل قدرتها عن الحركة، وذلك في حين كان على النظام السوري المبادرة إلى تنفيذ الاصلاحات الموعودة ووضعها في اطارها الصحيح قبل انفلات الامور ووصولها إلى الطريق المسدود.
ويضيف الزائر ان الاسد خرج منتصرا من هذه الجولة التي قد يعقبها جولات جديدة من الضغوط قد لا تتوقف عند العقوبات الاقتصادية الاخيرة التي اعلنتها واشنطن في الساعات الاخيرة الماضية. الا ان الخطر الفعلي زال بالكامل بعد ان استعاد النظام السوري المبادرة بالكامل وتمكن من القضاء على مراكز القوة العسكرية لدى معارضيه، وذلك بالاستناد إلى خطة مبرمجة قائمة على قناعة سورية بان الدول الغربية لن تتدخل عسكريا في سوريا بعد ان فشلت في ليبيا ودخلت في رمالها المتحركة، كما ان تركيا غير قادرة على تنفيذ اي خطوة عسكرية من دون مساعدة مباشرة عسكرية ولوجستية ومالية من قبل دول الاطلسي، لاسباب تتعلق بموازين القوى من جهة وخصوصية الوضع التركي الداخلي من جهة ثانية.
ويخلص الزائر اللبناني إلى التأكيد بان سوريا خرجت عمليا من عين العاصفة وباتت على حدودها، وهذا لا يعني بالطبع ان الاصلاحات ستعود إلى ادراج النظام، بل انها ستوضع على نار هادئة بعيدا عن الضغوط والممارسات العسكرية التي تثقل كاهل الملفات الاصلاحية.

أنطوان الحايك

 المصدر: النشرة الالكترونية اللبنانية

التعليقات

حفظ الله بلدي سوريا من كل مكروه..

الله يحمي سوريا بشعبها و رئيسها من كل مكروه. اما هذا التكالب القذر من العرب و الغرب فهو ليس بغريب على سوريا التي اعتادت على خيانات هؤلاء و محاولة التامر علها من الاخرين. الكل سيفشل بسوريا و ستبقى سوريا عزيزة غالية و صامدة و ستحبط كل مخططاتهم العميلة التي ارادت انهيار دولتنا و الفتك باهلنا. سوريا مهد الحضارات و ارض الانبياء و الابجديات و ارض الانسان باقية حرة بوعي شعبها و حكمة قائدنا البشار. الرحمة لشهدائنا الذين ضحوا بانفسهم لبقاء سوريا وحدة واحدة. حكام الخليج كانوا و ما زالوا و سيبقوا اناس لا قيمة لهم و لا يمتون لا للاسلام و لا للانسانية بشيء همهم المال و الجنس و من نوادر مهرجان كان كوني بفرنسا دعوة احد اغبياءهم ب 70 الف يورو شمبانيا بحفلة عشاء و هذا هو اسلامهم و الكل هنا يتندر بغباء صاحب الدعوة و حماقته و لا مبالاته و سطحيته و تفاهته. اخجل من الكلام عنهم فهم كانوا و سيبقون دون اي مستوى. سيلفظهم الشعب العربي باصالته لانهم لا يمثلون حتى انفسهم و يستخدمهم الغرب كالحمير لتحقيق غاياته التي لم و لن يكتشفوها ابدا لسطحيتهم و غباءهم اخيرا المجد و الخلود لسوريا بشعبها و قائدها و شهدائها و يجب ان يتكاتف الشعب الان للكشف عن اي بؤرة او خلية ارهابية لازالتها تماما و لنبدء ببناء سوريا الحضارة و الرقي و العلاء

أن المتصهينين الجدد من أمراء وملوك وشيوخ الخليج هم أصحاب الموآمره والممولين لها, حتى يتسنى لهم من النيل من أمن وكرامة الشعب السوري وضم الجولان إلى إسرائيل, أما أدوات هذه الموآمره فهم ليسو بسورين وأنما مجموعات إرهابية مسلحة من تنظيم القاعده الإرهابي دخلت سوريه بطرق غير مشروعه من دول مجاوره لسوريا وطبعاً ًبمباركه أمريكيه صهيونيه. فعلى الحكومه السوريه الرشيده أن تستئصل تنظيم القاعده الإرهابي من الوجود. وبالمناسبه أن السلفين الوهابين أحفاد صهيون والمتصهينين الجدد والذين يمارسون الإرهاب والقتل والتخريب في سوريا اليوم هم جزء لايتجزء من تنظيم القاعده الإرهابي ويجب إستئصالهم من الوجود حتى ولو كانو بالألوف, فهولاء ليسو فقط مصدر خطر على الحكومه السوريه وإنما هم مصدر خطر على أمن وسيادة الشعب السوري والعالم بأسره. وأي دوله في العالم تدافع بحجة الديمقراطيه وحقوق الإنسان عن تنظيم القاعده الإرهابي الذي يمارس الإرهاب والقتل وقطع الرؤوس والأطراف البشريه والتخريب في سوريا مقابل حفنه من البترودولاري الخليجي فهذه الدوله المدافعه عن الإرهاب هي جزء لايتجزء من تنظيم القاعده الإرهابي. وعلى الحكومه السوريه عدم الإصغاء إلى تلك الخزعبلات من تلك الدول, والأجدر بتلك الدول أن توفر تلك النصائح لنفسها فتلك الدول هي أول من خرقت كل المعاهدات الدوليه التي تنص على الديمقراطيه وحقوق الإنسان, وعلى حد قول أبو الأسود الدؤلي حينما قال لاتنهى عن خلقاً وتأتي بمثله عارٌ عليك إن فعلت عظيمُ. نعم المضئ قدماً من أجل تحرير سوريا من قبضة تنظيم القاعده الإرهابي, فمكافحة الإرهاب هو حق شرعي وقانوني ودولي تمارسه كل الدول وسوريا ليست بمعزل عن تلك الدول وعن هذا لحق, وماعلى الحكومه إلا أن تحذر ومن لم يصغي لتحذيرها فسيكون مصيره الموت حيث مايكون. فأمن سوريه والشعب السوري يأتي أولًا كما هو بنفس الوقت خط أحمر ممنوع تجاوزه.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...