واشنطن ولندن وباريس تهدد طهران بالعقوبات

11-12-2009

واشنطن ولندن وباريس تهدد طهران بالعقوبات

هددت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، ايران امس، بفرض عقوبات جديدة عليها العام المقبل، اذا لم تقدم «تطمينات للمجتمع الدولي» حول الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي، فيما دعت رئاسة الاتحاد الأوروبي الى «توخي الحذر» في ما يتعلق بفرض العقوبات الجديدة، التي ذكرت موسكو انها لا تزال ترفضها حتى الآن.
وقالت المندوبة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس، خلال اجتماع لمجلس الامن الدولي بشأن ايران، انه «اذا واصلت طهران واجباتها، فانه سيتوجب على المجتمع الدولي ان يبحث في خطوات جديدة». كما ذكر مندوب بريطانيا في الامم المتحدة مارك غرانت، ان المناقشات بشان فرض عقوبات جديدة على طهران ستبدأ «في العام الجديد» اذا لم تقدم الجمهورية الاسلامية تطمينات للمجتمع الدولي حول الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي.
من جهته، قال المندوب الفرنسي جيرار اورو «اننا نوجه الدعوة الاخيرة لايران للاستجابة لهذه المطالب»، مضيفا «اذا استمرت ايران في رفض أدنى إجراءات الثقة وفي رفض الحوار والشفافية، فيجب ان نستخلص كل الاستنتاجات اللازمة ونقصد التحرك بشأن قرار جديد يشمل عقوبات.. لم يعد هناك سبب للانتظار». وقد ذكر مسؤولون ان ممثلين عن مجموعة الدول الست قد يلتقون في بداية الأسبوع المقبل للبحث في تطورات الملف الايراني.
ورغم ذلك، قالت مصادر دبلوماسية في نيويورك، أنه سيكون من المستبعد التوصل الى صيغة نهائية لقرار عقوبات جديد قبل أشهر عديدة، وربما في آذار او نيسان المقبلين، وذلك في ضوء التحفظات الصينية والروسية المتوقعة على العقوبات المفترضة ودرجة شدتها.
كما بدا واضحا من كلمة مندوب الصين لدى الأمم المتحدة، يسوي زانغ، أن الطريق ما زال طويلا قبل أن توافق بكين على فرض عقوبات جديدة على طهران إذ تمسك بأن الباب ما زال مفتوحا للتفاوض وأن بلاده تتطلع لحل سلمي ودبلوماسي للخلاف القائم مع إيران. وتبنى المندوب الروسي الموقف ذاته تقريبا في التحفظ على العقوبات وإن كان أقر بالقلق من التطورات الأخيرة التي شهدها الملف النووي الإيراني.
واذ بدا موقف واشنطن أكثر هدوءا وأقل تعجلا مقارنة بموقفي فرنسا وبريطانيا في السعي لفرض العقوبات، عبر نائب مندوب ليبيا ابراهيم الدباشي، والذي كان الوحيد من أعضاء المجلس الذي تحدث الى جانب الأعضاء الخمسة الدائمين، عن تحفظ بلاده على فرض عقوبات جديدة على إيران، ولكنه ركز كذلك على ما اعتبره معايير مزدوجة من قبل المجلس في التركيز على الملف النووي الإيراني وتجاهل ترسانة إسرائيل النووية.
وكان مندوب اليابان ورئيس لجنة العقوبات المفروضة على إيران وفقا للقرارات 1737 و1747 و 1803، قد اتهم طهران بخرق هذه القرارات عبر الاستمرار في تصدير أسلحة يعتقد أنها كانت متجهة إلى «حزب الله» عن طريق سوريا، وذلك بعد مصادرة سفينتين على الأقل بناء على معلومات استخباراتية أميركية وإسرائيلية.
أما رايس، فقالت ان قضية السفينتين، «هانسا انديا» و«فرانكوب»، أظهرت أنه «يجب على كل الدول أن تمارس المزيد من الرقابة على كل أنواع الشحن بين إيران وسوريا، خاصة في حالة وجود دور لشركة خطوط شحن الجمهورية الإيرانية الإسلامية».
وفي موسكو، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية أندريه نسترينكو، إن روسيا لن تسعى إلى فرض عقوبات على إيران وإنها مازالت تأمل في التوصل إلى حل دبلوماسي لقضية البرنامج النووي الإيراني. واوضح «لغة العقوبات تلك ليست لغتنا. وهذا ما قيل مرات عديدة».
كما دعا وزير الخارجية السويدية كارل بيلت، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي حتى نهاية العام الحالي، الى توخي الحذر الشديد في ما يتعلق بفرض عقوبات جديدة على ايران. وحذر متحدثا امام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي، قبل وقت قصير من قمة أوروبية قد تفتح طريقا لعقوبات جديدة على ايران، من ان اعتماد سياسة فرض عقوبات هي «من الأدوات التي يسهل الحديث عنها غير انه يتعين توخي حذر شديد عند تطبيقها».
واعتبر بيلت انه «من السهل ان يرتد الامر علينا» ان فرضنا عقوبات، مضيفا «لن أغلق الباب منذ الان». واعترف رغم ذلك، بان «الوقت بدأ ينفد»، معتبرا ان «الاضطرابات الداخلية» في ايران التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في حزيران الماضي، تجعل على طهران إمكانية التركيز على المواضيع الخارجية.
وفي طهران، قال رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، ان «الغرب كان على خطأ عندما انتهج سياسة التهديد والترهيب ضدنا.. نحن لم ولن نتخلى عن حقنا المشروع في امتلاك الطاقة النووية السلمية»، وذلك في وقت انتقد وزير الاستخبارات الايرانية حيدر مصلحي، الرئيس السابق، معتبرا ان رفسنجاني بين من «وقفوا ضد» زعامة الجمهورية الاسلامية.
وحذر مصلحي رفسنجاني بشكل غير مباشر، قائلا «أولئك الذين اعتادوا ان يظنوا أنهم في الجانب الآمن، يجب أن يعلموا أن المجتمع لا يمكنه أن يقبل هذا الجانب الآمن بعد الآن». وشدد على ان «من يمرون بأزمة هم انفسهم يعتقدون أن البلاد تمر بأزمة.. لكن بصفتي كمسؤول مطلع أعلن أنه لا توجد أزمة في البلاد»، معربا عن أسفه لان رفسنجاني «تحدث بشكل أقسى من قادة العصيان».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...