(وثائق سورية): شكوى نزيه مؤيد العظم إلى المفوض السامي الفرنسي

سعادة مندوب فخامة المفوض السامي في دمشق المحترم:
    كنت قد كلمتكم بشأن الاعتداء الذي وقع علي، ومحاولة اغتيالي، من قبل فريز الملك ورفقائه بتدبير شكري القوتلي. فوعدتموني بإعادة المجرم إلى السجن. ولكن شيئاً من هذا لم يحدث، والمجرم مازال طليقاً يروح ويجئ بين الشام وبيروت، ويهرب الأسلحة والمواد المتفجرة لصنع المفرقعات.
    ومما يؤسف له أن أوراق الدعوى التي أقامها الحق العام أرسلت لكم كي تدرسوها وتحولوها إلى الجهة العسكرية. لأن المجرم لم يكتف بالاعتداء عليَّ فقط، بل ضرب أيضاً أحد أفراد الشرطة الذي حاول أن يلقي عليه القبض. أثناء الجريمة، فأعيدت هذه الأوراق إلى محكمة الجزاء الأهلية لتنظر فيها.
    وأنا لا أعتقد بأن هذه المحكمة ستنظر بعين العدالة إلى هذه الدعوة لأن هيئتها مؤلفة من أفراد ينتمون إلى الكتلة الوطنية، وواحد منهم هو نسيب لطفي الحفار. وقد ظهر لنا تميزها فعلاً أثناء جلساتها. فقد مضى على الدعوى نحو ثلاثة أشهر، ولم تتمكن المحكمة من تبليغ الأظناء لزوم حضورهم إلى المحكمة.
    لذلك جئت بكتابي هذا راجياً أن تعيروا هذه القضية شيئاً من اهتمامكم حتى لا يضيع حقاً للمرة الثانية. وتقبلوا مزيد الاحترام سيدي.
     19 آذار 1941م.
                                                                                 نزيه مؤيد العظم
المصدر:
صفحات من حياة نزيه مؤيد العظم، منشورات وزارة الثقافة، دمشق، 2006م.

الجمل- إعداد: سليمان عبد النبي