لقاء سوري تركي مغلق من أجل حماس

08-07-2006

لقاء سوري تركي مغلق من أجل حماس

لم تنشغل الصحافة التركية بنتائج زيارة مستشار رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، الدكتور أحمد داوود أوغلو الى دمشق ولقائه مع الرئيس بشار الأسد، بناء لطلب إسرائيل وأميركا، بقدر ما انشغلت بما إذا كان داوود أوغلو التقى رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، الساكن في دمشق، أم لا.
الناطق باسم رئاسة الحكومة عاكف بيكي، نفى في رد على أسئلة الصحافيين، ان يكون داوود أوغلو التقى مشعل. لكن هذا النفي لم يبدد الغموض الذي أحاط بهذه المسألة، وأطلق العنان لتفسيرات وتحليلات شتى. جنكيز تشاندار، مثلا، اعتبر ان عدم لقاء داوود أوغلو مع مشعل دليل على ان تركيا لا تقيم اعتبارا لحماس وذهبت مباشرة الى من يمسك بزمام أمره، أي القيادة السورية. كذلك إن نفي حصول اللقاء يعني اعترافا ب"خطأ" حزب العدالة والتنمية استقبال مشعل خلال شباط الماضي في أنقرة. وإلا ما معنى عدم الالتقاء به في دمشق؟.
لكن وضع "حماس" من جانب بعض المحللين الأتراك، في وضع المعزولة أو الفيروس الذي يريد حزب العدالة والتنمية الابتعاد عنه، ليس دقيقا.
فرجب طيب أردوغان اتصل هاتفيا برئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية الأسبوع الماضي، كما إن وزير الخارجية عبد الله غول صرّح أمس الجمعة إن لا شيء يحول دون التقائه بهنيّة إذا كان ذلك يقدم محادثات السلام، كما بغيره من الزعماء.
غير ان الجواب الأوضح جاء على لسان أحمد داوود أوغلو نفسه في حوار نشره المحلل مراد يتكين أمس الجمعة في عموده اليومي وكشف فيه مستشار رئيس الحكومة ومهندس السياسة الخارجية التركية، جوانب من ظروف اللقاء مع الرئيس الأسد. قال داوود أوغلو انه لا يستطيع ان يقول شيئا حول نتائج الاجتماع مع الأسد. كما ان عدم الكلام ليس سليما. انها عملية متواصلة ويمكن حدوث لقاءات أخرى. وقبل الوصول الى نتائج فإن أي كلام قد يفجّر العملية.
وحول ما إذا كان التقى بخالد مشعل أم لا قال داوود أوغلو انه لا يستطيع ان يقول، بمثابة تصريح، انني لم التقِ مشعل. "لقد تحدثت مع رئيس الحكومة (التركية) ووزير الخارجية لأنهما الوحيدان المخولان الإدلاء بتصريحات حول هذا الأمر، وبالفعل، اعلن الناطق باسم أردوغان انني لم التقِ مشعل.
وسرت أنباء في أنقرة ان مستشار أردوغان قد طلب من السفير التركي في دمشق خالد تشيفيك ان يترك الاجتماع مع الأسد ليبقى داوود أوغلو بمفرده مع الرئيس السوري. وينفي أحمد داوود أوغلو ذلك ويقول انه عندما دخل على الأسد كان الأخير بمفرده. ومع ذلك جلس الوفد التركي بكامل أعضائه وناقش الموقف مع الأسد. بعد ذلك ساد صمت، استأذن في اثره السفير التركي، وأعضاء الوفد الآخرون، للخروج ليبقى داوود أوغلو بمفرده مع الرئيس الأسد. وهذا ما حصل. ويقول داوود أوغلو انه لو كان اللقاء بين وفدين، لكان اعضاء الوفد التركي بقوا حتى نهاية الاجتماع. وما فعله السفير التركي، يقول داوود أوغلو، كان سليما، بينما بقاؤه، لو حصل، لكان عدم لياقة.
وفي المحصلة، هذا الاجتماع يواصل داوود أوغلو حواره، ليس متصلا بالعلاقات الثنائية بين تركيا وسوريا. انها رسالة قُدّمت الى رئيس الدولة مباشرة. ثم انني نقلت للسفير التركي في ما بعد كل الذي جرى.
واشتكى مستشار رئيس الحكومة التركية من أوساط تحاول دقّ إسفين بينه وبين وزارة الخارجية وتصويره على انه خصم لكادراتها بقوله: "وأنا أيضا سفير". وعينني رئيس الجمهورية واتولى مسؤوليات الوظيفة الرسمية ولم أقم بما يخالف تقاليد الدولة. وأنا أيضا صبري له حدود. ويجب وضع حدّ لكل ذلك".

من جهة أخرى في المرة الاولى التي سمع فيها باسمه، صادق رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في الأردن.
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تقريراً لمراسلها لشؤون الاستخبارات رونين برغمان، كشف فيه للمرة الاولى تفاصيل من محاضر لجان تحقيق تم تشكيلها في إسرائيل بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال مشعل في عمان في 25 أيلول ,1997 عبر حقنه بمادة سامة.
وأشارت "يديعوت" الى أن نتنياهو استدعى رئيس الموساد آنذاك داني ياتوم بعد وقوع عملية استشهادية في القدس الغربية، وطالبه بإعداد قائمة بأسماء قياديين في حماس بعدما صادقت الحكومة الإسرائيلية الأمنية المصغرة على اغتيال أحد مسؤولي الحركة.
وتضمنت القائمة التي عرضها قادة الموساد على نتنياهو، أسماء كل من مشعل ومحمد نزال وإبراهيم غوشة وموسى أبو مرزوق. وكان اسم أبو مرزوق معروفاً لنتنياهو ولذلك أشار إليه كهدف للاغتيال. لكن أفراد الموساد أبلغوه أنه يحظر اغتيال أبو مرزوق كونه مواطناً أميركياً وكون وجوده في الأردن جاء بعد اتفاق بين الأردن والولايات المتحدة. وأشار هؤلاء الى أن خلية تابعة للموساد عادت من الاردن وتبين أن المعلومات عن مشعل كانت أكثر بكثير من تلك التي جمعت عن ابو مرزوق.
وقال ياتوم للصحيفة إن وزير الدفاع آنذاك اسحق مردخاي ورئيس الشاباك في حينه عامي أيالون هما من أقنعا نتنياهو بالمصادقة على اغتيال مشعل. أضاف ياتوم أن اختيار مشعل هدفاً للاغتيال رداً على العمليات الاستشهادية التي نفذها مقاومون من حماس في حينه، جاء بعدما أرسل ياتوم خلية إلى دولة لم يذكر اسمها لتنفيذ اغتيال قيادي آخر من حماس ليس بمستوى مشعل.
وتابع ياتوم أن السكرتير العسكري لنتنياهو، زئيف ليفنا، أبلغه هاتفياً قرار رئيس الوزراء بإلغاء عملية الاغتيال التي تعتزم خلية الموساد تنفيذها في تلك الدولة. وقال ياتوم "لقد استشطت غضباً. وأوضح لي ليفنا أن مردخاي ويعالون أقنعا رئيس الوزراء (نتنياهو) بأن اغتيال ناشطين كبار في حماس هو مضيعة للوقت وبوجوب اغتيال شخص من مستوى زعماء حماس وقرر أن يتم اغتيال مشعل".
ولفتت "يديعوت" إلى أن ذكر محاولة الاغتيال الفاشلة لمشعل في الأردن، لا تزال تثير خجل مسؤولي الموساد وعناصره حتى اليوم.
وخلصت "يديعوت" إلى أن "مشعل خرج كرابح وحيد من هذه القضية لأنها جعلته شخصية معروفة لكل الفلسطينيين وارتفعت مكانته في حماس. والآن أصبحت إسرائيل مطالبة بمواجهة مشعل ثانية كأحد الذين يمسكون بمقاليد الأمور في السلطة الفلسطينية"

 

 

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...