الأسـد: أزمـة سـوريا فـي نهايتهـا وقتلـة مديـر أمـن حمـص فـروا إلى لبـنان

18-05-2011

الأسـد: أزمـة سـوريا فـي نهايتهـا وقتلـة مديـر أمـن حمـص فـروا إلى لبـنان

أكد الرئيس بشار الأسد أمس، خلال استقباله وفدا من حي الميدان الدمشقي، أن الأزمة في نهايتها، ورأى أن ثمة أخطاء داخلية تراكمت وساهمت في تكوين أرضية للوضع الحالي مما سمح للتحريض الإعلامي بالاستفادة من ذلك، فيما أعلن مصدر عسكري مسؤول عن مقتل رئيس الأمن السياسي في حمص على ايدي مسلحين فرّوا في اتجاه الأراضي اللبنانية.
واستقبل الأسد وفدا من فعاليات حي الميدان الدمشقي وفقا لما قاله أعضاء في الوفد الذي ضم أطباء ورجال أعمال ومواطنين عاديين. وذكر رجل الأعمال عصام معتوق أن اللقاء استمر 3 ساعات وتم فيه التداول في قضايا الساعة، حيث شدد الرئيس الأسد على التركيز في الشأن الداخلي والعمل على ايجاد الأساليب المناسبة والبنية اللازمة لتحريك الاقتصاد وتفعيله. ونقل معتوق عن الأسد تعبيره أن الأزمة في نهايتها وأنه كانت ثمة أخطاء داخلية تراكمت وساهمت في تكوين أرضية للوضع الحالي مما سمح للتحريض الإعلامي بالاستفادة منه.

وقال معتوق إن العديد من المشاركين ركز على دور أجهزة الأمن في الأحداث الأخيرة، حيث جرى التوافق على أن دور الأمن يجب أن يكون في مجال جمع المعلومات لا التدخل في عمل أجهزة الدولة الأخرى والمواطنين. وطرح المشاركون مواضيع متعلقة بالفساد ولا سيما في قطاع الجمارك والقضاء، وضرورة إصلاحهما كما ضرورة تطوير الإعلام ومعالجة ارتفاع اسعار المحروقات والحد من البيروقراطية في العمل الحكومي ورفع مستوى التعليم. وكان حي الميدان شهد في ايام جمعة سابقة تظاهرات، لكن اعضاء في الوفد قالوا ان غالبية من كان يخرج من جامع الحسن كانوا من خارج المنطقة حتى أن شيخ الجامع كان يشير باستمرار في مستهل خطبه لوجود الكثير من «الضيوف» في المسجد.
وصرح مصدر عسكري مسؤول أن وحدات الجيش والقوى الأمنية أوقفت في منطقة تلكلخ، وريف درعا «عددا من المطلوبين الفارين من وجه العدالة ممن روعوا المواطنين وعكروا صفو أمن الوطن كما ضبطت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر». ومن بين الضحايا رئيس فرع الأمن السياسي في حمص العقيد المهندس محمد علي العبد الله. وقالت مصادر إن الضابط قتل في كمين مع أربعة من العناصر وإن القتلة فروا باتجاه الأراضي اللبنانية، وأضاف المصدر ان حصيلة مواجهات أمس، بلغت ثمانية شهداء وخمسة جرحى في صفوف الجيش والقوى الأمنية بينهم ثلاثة جرحى في ريف درعا كما سقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف «العناصر الإجرامية».
من جهة أخرى، صرح مصدر مسؤول في محافظة درعا بأنه تم الأحد الماضي الإبلاغ عن خمس جثث في منطقة البحار بدرعا البلد. وأضاف المصدر، بحسب وكالة الأنباء السورية «سانا»، إن المحامي العام تبلغ بالواقعة وإن اللجنة المشكلة لهذا الأمر تقوم بالتحقيق في ملابسات الحادث وأسبابه وقد سلمت الجثث إلى أهالي المتوفين حيث تم دفنها. وصرح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية بأن بعض محطات التلفزة ووسائل الإعلام «نقلت في سياق حملة التحريض والافتراء والفبركة التي تشنها ضد سوريا ومحاولاتها المستمرة للنيل من استقرارها وأمن مواطنيها، خبرا عن شهود عيان حول وجود مقبرة جماعية في درعا». وأكد المصدر أن «هذا النبأ عار عن الصحة جملة وتفصيلا، مشيرا إلى أن مواطنينا واعون لهذه الحملة المغرضة التي باتت مكشوفة في أهدافها وتوقيتها وخاصة مع استعادة درعا بشكل تدريجي حياتها الاعتيادية».
وناقش سفراء البلدان السبعة والعشرين في الاتحاد الاوروبي في بروكسل بعد ظهر أمس، احتمال فرض عقوبات على الرئيس بشار الاسد وارجأوا اتخاذ قرار في هذا الشأن الى اجتماع وزاري الاثنين المقبل. وقال دبلوماسي اوروبي ان «المناقشات تتقدم» بهدف توسيع قائمة افراد النظام السوري الذين فرضت عليهم عقوبات، بمن فيهم بشار الاسد، لكن «القرار تم ارجاؤه الى الاجتماع المقبل لوزراء خارجية» الاتحاد الاوروبي الاثنين في بروكسل. وقال دبلوماسي اوروبي آخر «انهم يحتاجون الى بحث الامر على المستوى الوزاري»، مؤكدا ان الموضوع حساس الى درجة لا يمكن ان يحسمه السفراء.
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون ان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي «سيردان على القمع السياسي في سوريا» بخطوات جديدة في الايام المقبلة ما لم تغير الحكومة مسلكها. وقالت اشتون للصحافيين قبل اجتماع مع كلينتون إنها تحدثت مؤخرا إلى وزير الخارجية السوري وليد المعلم لتنقل له رسالة مفادها ان الوقت قد حان لوقف العنف.وقالت اشتون «هذا امر ملح للغاية. اذا كانت الحكومة حقا... تريد ان ترى نوعا من التغيير فيجب ان يكون ذلك الآن». واضافت «(نحن) الآن في وضع نحتاج فيه لان ندرس جميع الخيارات. لذا اعتقد انه سيكون هناك عدد من الخطوات في الساعات والايام المقبلة وسترونها».
وقالت كلينتون إنها توافقها في ذلك وإن كلا من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة اللذين فرضا بالفعل عقوبات على عدد من كبارالمسؤولين السوريين باستثناء الرئيس بشار الاسد، يعتزم كلاهما اتخاذ خطوات جديدة. وقالت «سنتخذ خطوات اضافية في الايام المقبلة».
وحذر البيت الأبيض الحكومة السورية من أن «المجال يضيق» أمامها. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني عندما سئل بشأن ما إذا كانت إدارة الرئيس باراك اوباما تجهز عقوبات إضافية على الحكومة السورية «نتطلع إلى اتخاذ إجراءات إضافية». لكنه امتنع عن تحديد إطار زمني وإعطاء تفاصيل بشأن الخطوات التي تجري دراستها.
وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمام البرلمان الفرنسي عن الخطوات الغربية لاتخاذ قرار في مجلس الامن ضد سوريا: «ما زلنا مهددين بفيتو صيني وروسي لكن يبدو أن غالبية من تسعة أصوات تتجمع ونحن نتحدث الآن ونحن مستمرون في العمل على جمعها». واضاف «علينا أولا أن نتجنب الفيتو ثم نجمع تسعة أصوات... نحن نقاتل مع أصدقائنا البريطانيين للوصول إلى نتيجة». وتابع جوبيه قائلا «لم نتمكن من ضمان اضافة الرئيس إلى القائمة (العقوبات الاوروبية) لكننا لم نتخل عن ذلك وسنواصل العمل على تنفيذه برغم تحفظ بعض شركائنا».
إلى ذلك، طالب نصف النواب الكويتيين بقطع العلاقات مع دمشق وطرد السفير السوري احتجاجا على سياسة «النظام القمعي» تجاه التظاهرات. واصدر 25 من اصل 50 نائبا في مجلس الامة بيانا يطالب الحكومة بـ«قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام القمعي في سوريا وطرد السفير من الكويت». ويندد الموقعون وغالبيتهم من المعارضة الاسلامية بـ«المجازر» في سوريا حيث يواصل «النظام قمع المتظاهرين سلميا من الشعب السوري دفاعا عن حقوقهم المشروعة في الحرية والعدالة». من جهته، قال النائب وليد الطبطبائي «سنتخذ خطوات اخرى لدعم الشعب المقاوم في سوريا كما سنعمل على الصعيد الدولي لعزل هذا النظام».

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...