التخمينات الاستخبارية الجديدة لنشاط «القاعدة» حول العالم

21-09-2008

التخمينات الاستخبارية الجديدة لنشاط «القاعدة» حول العالم

الجمل: تتحدث تقارير في هذه الأيام كثيراً عن حرب العراق وأفغانستان وجورجيا – روسيا إضافة إلى أزمة الملف النووي الإيراني وأزمات إسرائيل مع حزب الله وحركة حماس وبدرجة أقل عن سوريا والسودان وكوريا الشمالية وفنزويلا باعتبارها دول راعية للإرهاب، ولكن ما هو مثير للانتباه أن التقارير حول تنظيم القاعدة باعتباره صاحب أحداث 9 أيلول التي أشعلت نيران الحرب الأمريكية ضد الإرهاب أصبحت شبه غائبة عن أجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية: فهل يا ترى انتهت القاعدة أم أن هناك جولة جديدة قادمة من الصراع مع واشنطن؟
* آخر التخمينات الاستخبارية الأمريكية حول المخاطر العابرة للحدود:
الاهتمام الأمريكي بمكافحة نشاط تنظيم القاعدة كان من صميم اختصاص وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ولكن في الفترة التي أعقبت أحداث 11 أيلول تمت إعادة تنظيم أجهزة الأمن الأمريكية ضمن ما عرف بمشروع تجميعها ضمن مجمع المخابرات الأمريكية الذي أصبح بمثابة مظلة تنطوي تحتها أجهزة الأمن البالغ عددها حوالي 16 جهازاً ووكالة مخابراتية وأصبح مجتمع المخابرات الأمريكية يقدم تخميناً استخبارياً موحداً للبيت الأبيض الأمريكي ومجلس الشيوخ اللذان يشكلان قوام السلطة التشريعية الممثلة في الكونغرس.
التخمينات الاستخبارية أوصت بضرورة توحيد الجهود وعدم الاعتماد على وكالة المخابرات الأمريكية في متابعة ورصد تنظيم القاعدة وبالفعل تم تكوين ما عرف بمكتب المخابرات الأمريكية للمخاطر والتهديدات العابرة للحدود، وتم تعيين الضابط الأمريكي تيد غيستارو مسؤولاً عنه، بدءاً من مطلع تشرين الثاني 2006م وتقول المعلومات بأن غيتسارو قد قضى حوالي العشرين عاماً كضابط محترف بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية قبل أن يتم تحويله لرئاسة المكتب الجديد. آخر التخمينات التي أعدها غيتسارو حول تنظيم القاعدة أشارت إلى النقاط الآتية:
• لا يوجد لدى المخابرات الأمريكية حتى الآن إدراك واضح حول مخطط مفصل يسعى تنظيم القاعدة لتنفيذه ضد الولايات المتحدة، وبرغم ذلك، فإن هناك سيلاً من التقارير والمعلومات الاستخبارية التي تصل لأجهزة المخابرات وتفيد لجهة أن القاعدة ما زالت تحاول استهداف الولايات المتحدة، وبرغم تفاوت درجة ومستوى مصداقية هذه التقارير فإن المخابرات الأمريكية ما تزال أكثر تشدداً في التحري والتحقيق حول التقارير والمعلومات الواردة إليها.
• مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية فإن أجهزة المخابرات تعمل على تعزيز استعداداتها ورفع قدراتها إزاء المخاطر والتهديدات المحتملة لجهة إمكانية قيام تنظيم القاعدة بعمل ما ضد أمريكا.
• تتوقع المخابرات الأمريكية أن تزداد أنشطة البروباغاندة الدعائية التي يقوم بها تنظيم القاعدة، بين الحين والآخر، بتركيز أكبر خلال الأشهر القادمة بتوجيه الانتقادات للمرشحين الرئاسيين الأمريكيين مع التأكيد أكثر فأكثر على وجهة نظر القاعدة بأنه لا فرق بين الديمقراطيين والجمهوريين.
إضافةً لهذه النقاط، فقد أشار تخمين الضابط غيتسارو إلى أن نوايا القاعدة لجهة القيام بشن الهجمات داخل الولايات المتحدة، ما زالت موجودة طالما أن زعماء القاعدة يتحدثون باستمرار لجهة ضرورة:
• مهاجمة المنشآت الحيوية داخل أمريكا.
• مهاجمة المناطق المدنية وعدم الاكتراث للضحايا الأمريكيين باعتبار أن المدنيين متورطون في سياسة حكومتهم.
ويرى غيتسارو الآتي:
• إجادة تنظيم القاعدة لاستخدام الأسلحة الصغيرة التقليدية.
• يستطيع ابتكار المزيد من الأساليب التي تمكنه من اختراق العوائق الأمنية والتغلغل داخل أمريكا.
• يحاول تنظيم القاعدة بناء القدرات العسكرية الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية إضافةً إلى إمكانية استخدام المواد النووية.
هذا ونظر تخمين الضابط غيتسارو إلى النجاحات التي أحرزتها القاعدة خلال والسنوات التي أعقبت أحداث 11 أيلول واحتلال أفغانستان ومن أبرز هذه النجاحات:
• تعزيز الملاذات الآمنة لحماية عناصر تنظيم القاعدة وعلى وجه الخصوص قادة التنظيم.
• التغلغل العميق والمكثف في جنوب أفغانستان ومناطق القبائل الباكستانية.
• تجنيد وتدريب المزيد من العناصر التي تعمل في المستويات التنظيمية الوسطى، وعلى وجه الخصوص صغار الضباط الميدانيين.
• إعداد المزيد من الخطط البديلة لجهة مواجهة الحالات الطارئة.
• استمرار زعيم القاعدة أسامة بن لادن ونائبه الظواهري في تجسيد وحدة تنظيم ومذهبية القاعدة.
• التغلغل داخل أمريكا وغرب أوروبا كما نجح التنظيم في تجنيد بعض الأمريكيين والغربيين في صفوفه.
• تعزيز قدرة القاعدة في التعاون مع التنظيمات الجهادية الأخرى، والنجاح في ربط التنظيم مع هذه التنظيمات عن طريق شبكات الاتصالات وتنظيم الخلايا المشتركة.
وبالنسبة للتمدد والانتشار الجهوي لشبكات القاعدة يقول غيتسارو بأن تنظيم القاعدة نجح في القيام بالآتي:
• التغلغل والانتشار في مناطق القبائل الباكستانية وجنوب أفغانستان.
• التغلغل والانتشار في إقليم كشمير.
• بناء الشبكات داخل الهند.
• بناء الشبكات داخل منطقة بلوشستان.
• التغلغل والانتشار وبناء الشبكات في منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي وعلى وجه الخصوص الصومال.
• التغلغل في المغرب العربي والتواصل مع التنظيمات الأصولية الموجودة وصولاً إلى توحيدها وإدماجها ضمن شبكة القاعدة.
• التغلغل والانتشار في القارة الأوروبية.
• التغلغل والانتشار في مناطق غرب الصين وتحديداً مقاطعة سينغيانغ الإسلامية السنية.
• تعزيز التمركز في دول آسيا الوسطى الخمسة وتحويلها إلى ملاذات آمنة تمهيداً لبناء مخزون استراتيجي للقاعدة للانطلاق إلى المراحل القادمة من الصراع ضد روسيا وغيرها.
• تعزيز الموجود في اليمن بما يؤدي إلى تمهيد جولات الصراع القادم ضد السعودية وبلدان الخليج والتي برغم وجود شبكات القاعدة فيها فإنها تعمل على غرار الشبكات النائمة التي تركز على جمع الأموال والتبرعات.
ويخلص غيتسارو إلى أن القاعدة تنهمك حالياً في تعزيز قدراتها الدفاعية وحماية قياداتها وعناصرها وتوسيع نشر شبكاتها السرية وبرغم عدم توفر المعلومات حول نشاط القاعدة في العمليات العسكرية الجارية في العراق وأفغانستان هذه الأيام فإن الاحتمال الغالب هو أن القاعدة تنتظر ريثما تهدأ الأحوال بما يتيح لها تحقيق المفاجأة وتوجيه الضربات الأكثر تأثيراً ضد الولايات المتحدة وحلفائها.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...