المراقبون وسط النيران وواشنطن تخشى من تصاعد العنف

16-05-2012

المراقبون وسط النيران وواشنطن تخشى من تصاعد العنف

تعرضت مهمة المراقبين الدوليين في سوريا لتهديد اضافي أمس، عندما احتجزت مجموعة منهم وسط النيران في خان شيخون التي شهدت مجزرة راح ضحيتها اكثر من عشرين قتيلا، وانفجرت عبوة بقافلة ما ادى إلى إصابة عدد من سياراتهم، وسط انتهاكات متصاعدة لوقف العنف في مختلف انحاء سوريا التي بات المراقبون ينتشرون فيها، فيما أعلنت السلطات السورية نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في 7 أيار الحالي، والتي أظهرت استمرار سيطرة حزب البعث العربي الاشتراكي وحلفائه على البرلمان، ما يرجح تكليفه بتشكيل الحكومة المقبلة.
وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان انه يريد أن يرسل «تذكيرا مهما» للمنطقة وللعالم. وأضاف «النظر للازمة في سوريا على انها صراع طائفي هو خطأ مطلق. كل من ينظر الى هذه الاحداث من نافذة طائفية او عرقية او ايديولوجية، وكل من يتبنى اتجاها موافقا لذلك، فهو يرتكب خطأ كبيرا».
وتابع اردوغان، في اجتماع برلماني لحزب العدالة والتنمية في انقرة، «هذا النوع من النظرة يشبه النفخ في النار، لا سمح الله وتحويل الشرارة في المنطقة، الى حريق كبير». وناشد الشيعة الا ينظروا الى الصراع السوري كصراع طائفي. وقال «هؤلاء الذين يزعمون أنهم يحبون الحسين يجب ان يروا المشـكلة السورية بعيون أخوية فقط». وقال «إننا نقدم دعمنا للمظلومين من أشقائنا من الشعب السوري».

وحقق حزب البعث العربي الاشتراكي ما كان متوقعاً، حيث فازت لوائحه الانتخابية بغالبية مقاعد مجلس الشعب، وقد حملت هذه المرة اسم «لائحة الوحدة الوطنية»، بدلاً من الاسم التقليدي المرتبط بتحالف «الجبهة الوطنية التقدمية».
وفيما لم يلامس التغيير بنية اللوائح، رفع الحزب على لوائحه عدداً من مرشحي أحزاب «الجبهة» في تكرار للتحالف التقليدي القائم، إلى جانب شخصيات مستقلة ومن الأحزاب الجديدة، بينما فاز بعض المرشحين لأحزاب جديدة أبرزهم السياسيان قدري جميل وعلي حيدر من جبهة التغيير والتحرير، بالإضافة إلى رئيس «مبادرة الأكراد السوريين» عمرو أوسي.
وتوقعت مصادر أن يشكل البعثيون ما يقارب الـ60 في المئة من أعضاء البرلمان الجديد، وهي نسبة تفوق نسبة وجودهم في المجلس السابق،  وكانت أقرب إلى 50 في المئة. وكانت مصادر بعثية رفيعة المستوى توقعت أن ترأس شخصية بعثية الحكومة المقبلة تبعاً لنتائج الانتخابات. وقدرت السلطة مشاركة 51 في المئة من الذين يحق لهم الاقتراع.. علما بانه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في العام 2007 أعلن المسؤولون عن نسبة إقبال بلغت 56 في المئة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا  نولاند إن واشنطن لا تعول على ما حدث من انتخابات تشريعية في سوريا وما تم إعلانه من نتائج، مشيرة إلى أنها «لا تعتبر أي شيء يحدث في ظل ما تشهده سوريا من عنف يمثل انتخابات حرة ونزيهة وشفافة أو ممثلة لإرادة الشعب». وأضافت إن «واشنطن لا تزال تعتبر أنه أمر مثير للسخرية أن يتم التصويت في انتخابات تشريعية وسط هذا النوع من العنف وعدم الانسجام وعدم الوحدة التي تشهدها سوريا».
وفي روما، انتخبت الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون رئيسا للمجلس بأكثرية 21 صوتا في مقابل 11 صوتا للمرشح المنافس جورج صبرا، في أول انتخابات تجري بالاقتراع السري في المجلس. وبحسب مصادر المجلس، فان أعضاء الأمانة العامة كلفوا غليون «تنفيذ خطة إصلاح للمجلس خلال الأشهر الثلاثة التي تمتد فيها ولايته».

ونقلت وكالة  (سانا) عن رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا الجنرال النروجي روبرت مود قوله، في دمشق، إن «عدد المراقبين وصل إلى أكثر من 200 مراقب، وقد تم إنشاء موقع للفريق في محافظة دير الزور».
وأكد «استمرار عمل فريق المراقبين في سوريا بشكل جيد». وأعلن مود أن لبعثته تأثيرا مهدئا للوضع على الأرض، على الرغم من إصابة سيارة للمراقبين الدوليين برصاصة في الرستن أمس الأول. وقال «نرى أن للمراقبين، على الرغم من بعض الأحداث الدراماتيكية كما حصل في الرستن تأثيرا مهدئا».
وكان وفد من المراقبين زار بعض أحياء مدينة ادلب وبلدة تفتناز في ريفها، كما زارت وفود أخرى حيي الخالدية والقصور في محافظة حمص ومدينة دوما بريف دمشق. وذكرت «سانا» ان «وفدا من المراقبين اطلع على المواقع التي تعرضت لأعمال تخريبية من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة في بلدتي كفر زيتا ومورك في ريف حماه».

وأعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسيركي، في نيويورك، أن عبوة انفجرت لدى مرور موكب من أربع سيارات تابع لبعثة المراقبين، من دون أن يسفر الحادث عن إصابات في صفوفهم.
وقال نيسيركي إن الانفجار الذي وقع في قرية خان شيخون قرب ادلب أصاب ثلاث سيارات للمراقبين بأضرار، موضحا أن البعثة أرسلت دورية إلى المكان «للمساعدة في نقل المراقبين العسكريين» المعنيين.
وأكد نيسيركي أن الأمم المتحدة تسعى حاليا «إلى تحديد ظروف» هذا الهجوم الذي لا يسع المنظمة الدولية إلا «إدانته».  وقال إن بعثة المراقبين «موجودة هنا لمساعدة الشعب السوري والتأكد من تطبيق خطة النقاط الست (للموفد الدولي والعربي كوفي انان)، ولا يسعنا الا ان ندين كل ما يعرقل عملنا ويعرض حياة طواقم الامم المتحدة للخطر». وتابع «هناك كثير من العنف، ويشمل ذلك أمكنة وجود المراقبين أو تلك التي يتوجهون اليها، ومن المؤكد ان وقف العنف لم يتم في الشكل الذي كان مزمعا ان يتم فيه». 
وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن واشنطن «قلقة بشدة لتصاعد العنف» في سوريا. وقال «نحن قلقون بشدة حيال تصاعد العنف على الأرض في سوريا، العنف الطائفي المتنامي في البلاد، وأيضا بالتأكيد حيال عدم سماح النظام بإجراء انتقال سياسي».  

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...