خبر عاجل: إمارة سورياستان الإسلامية

13-04-2013

خبر عاجل: إمارة سورياستان الإسلامية

الجمل- بيبي إسكوبار- ترجمة: د. مالك سلمان:

والآن إليكم بعض الأنباء العاجلة من "إمارة سورياستان الإسلامية". يأتيكم هذا البرنامج من مؤسسة الناتو/مجلس التعاون الخليجي. كما يرجى منكم أيضاً الاستماع إلى ممولي مؤسستنا هذه: الولايات المتحدة الأمريكية, وبريطانيا, وفرنسا, وتركيا, وآل سعود, وأمير قطر.
بدأ كل شيء في بداية هذا الأسبوع, مع تصريح قائد القاعدة, أيمن "الدكتور" الظواهري, المختبىء في مكان ما في المناطق القبَلية الباكستانية؛ كيف يُعقل ألا يعثر عليه "دَبل أو باما" بلائحة الاغتيالات التي يعدها شخصياً وأسطول طائراته الآلية (بلا طيار)؟
دعا الظواهري جميعَ الكتائب الإسلامية في شركة الجهاد المتحدة التي تحارب حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لتشكيل إمارة إسلامية, تمهيداً لإقامة الخلافة الإسلامية.
وبعد ذلك بيومين, أعلنت "الدولة الإسلامية في العراق" – أي القاعدة في العراق – عن طريق شريط فيديو, من بطولة قائدها أبي بكر الحسيني القرشي البغدادي, دمجَ الشركات وخضوعها لسلطتها المركزية؛ فمنذ الآن سوف تتحد مع المجموعة الجهادية السورية "جبهة النصرة", وسوف تتم الإشارة إليها باسم "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام".
لكن في اليوم التالي, قال رئيس "جبهة النصرة", أبو محمد الجولاني, أجل.. نعلن ولاءَنا لشيخ القاعدة, الدكتور الظواهري, ولكن ليس هناك أي تنسيق إداري مع القاعدة في العراق.
يحق للكفار, من واشنطن إلى بكين, أن يعتقدوا أن هذا جزء من مسلسل "مونتي بايثون" الكوميدي – باستثناء أنه في غاية الجدية؛ وخاصة أن آل سعود, وأمير قطر, والعثماني الجديد إيردوغان التركي, وملك "البليستيشن" الإيردوني – المدعومين بشكل كامل من واشنطن – مستمرون في تسليح ‘الثوار’ السوريين لتأسيس "المملكة القادمة". ومما لا شك فيه أن المستفيد الأول من حفلة التسليح الجماعي هي العصابة التي باتت تعرف الآن باسم "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام".

فلنضربهم بخيارنا
كل حبة رمل في الصحراء السورية-العراقية تعرف أن ‘الثوار’ الفاعلين على أرض المعركة السورية هم من "جبهة النصرة" – مئات من المقاتلين من جنسيات مختلفة, والمهووسين بقطع الرؤوس والتفجيرات الانتحارية.
وهم يسيطرون, على سبيل المثال, على بعض الأحياء الهامة في مدينة حلب. وقد قتلوا الكثير من المدنيين. ويسعون إلى فرض قانون الشريعة الأصولي المتشدد. لا عجب, إذاً, أن يخشاهم السوريون المتعلمون الذين ينتمون إلى الطبقة الوسطى أكثر مما يخافون من أي سلاح فتاك يمكن للدولة أن تفكر في استخدامه.
اعترف البغدادي بالحقيقة البديهية: الجهاديون السوريون هم فرع من الجهاديين العراقيين الذين يزودونهم بخبراتهم القتالية الميدانية. فهؤلاء العراقيون المتطرفون هم من قاتلَ الأمريكيين, وخاصة بين العامين 2004 – 2007. وحقيقة الأمر هي أن "جبهة النصرة" نفسها تأسست على يد السنة السوريين الذين قاتلوا جنباً إلى جنب مع العراقيين السنة في العراق.
ثم هناك مخططات آل سعود. إذ ينافس السعوديون في سباق "ماراثون" إقليمي ضد القاعدة في محاولة لضم أكبر عدد من المتعصبين السنة لمحاربة الكفار الإيرانيين, في العراق وشمال بلاد الشام. فآل سعود يحبون أي جهادي, محلي أم أجنبي, طالما أنه لا يسعى إلى إذكاء الجحيم الخامد في المملكة السعودية.
يجب على الوكالات الاستخباراتية الأمريكية أن تكون قد أدركت كل هذا الآن؛ وإلا فإن الشكوك الدائرة حول تمضية وقتها في مشاهدة الحلقات المعادة من مسلسل "مونتي بايثون" ستبرهن على صحتها. فقد بدا أن العقل بدأ يسيطر عندما قامت وزارة الخارجية الأمريكية المرتبكة والمشوشة, عبر جون كيري, بتحييد "تناذر آرتيميس" [آرتيميس: إلهة القمر والقنص في الأساطير اليونانية] الذي كانت تعاني منه هيلاري كلينتون ودعت, الشهر الماضي, نظامَ الأسد و ‘الثوار’ للتفاوض – على أي شيء – مع أنه أظهر قدراً كبيراً من التهور والطيش في إعلانه أن هناك "معتدلين" بين صفوف الجهاديين.
ولكن, في مطلع هذا الأسبوع في القدس, وعشية إعلان الاندماج الجهادي السوري-العراقي, أصر كيري أن "كافة الخيارات مطروحة على الطاولة" بالنسبة لإدارة أوباما, فيما يتعلق بالهجوم الأمريكي على ... إيران.
تخلوا عن كل آمالكم, أيها الجيوسياسيون القاطنون في وادي الدموع هذا. فلا تزال وزارة الخارجية الأمريكية مشوشة, كما هي دائماً, إذ لا يبدو أن هناك أشخاصاً ناضجين عقلانيين قادرين على التمييز بين الجهاديين السنة المتطرفين – من النوع الذي نفذ هجمات أيلول – و إرانيي "محور الشر".
الأوروبيون, على الأقل, يعيدون التفكير في الأمر. فقد أعلن الفرنسيون هذا الأسبوع أنهم يسعون إلى إقناع الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن/الأمم المتحدة بوضع "جبهة النصرة" على لائحة "المنظمات الإرهابية". لكن الجميع يتهربون عندما يتعلق الأمر بموضوع تسليح ‘الثوار’ السوريين؛ فمن الواضح أن لجبهة النصرة تأثيراً كبيراً على الوضع القائم.
ومع ذلك, سوف يجتمعون في الأسبوع القادم – المنتجون الرئيسيون لفيلم الرعب هذا, "تغيير النظام, العمليات الخاصة", بالإضافة إلى بعض اللاعبين الهامشيين. سيحضر الاجتماع الولايات المتحدة, والبريطانيون والفرنسيون, وتركيا, وألمانيا, وإيطاليا, والأردن, والإمارات العربية المتحدة, وقطر والسعودية. وسوف يتفقون على استمرار التسليح, ووضع كل ثقلهم في الحرب الدائرة.
ترى ماذا تفعل "سي آي إيه" في خضم كل هذه المعمعة؟ تأمل في تردي الوضع أكثر وأكثر, من خلال دعم الميليشيات العراقية الشيعية, المدعومة من بغداد, لمواجهة "السوبرستارز" الجهاديين في "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام". حتى أن رئيس الوزراء العراقي, المالكي, طالب بإرسالهم إلى الجنة عن طريق طائرات "سي آي إيه" الألية. ولكن لم يحالفه الحظ – حتى الآن.
رأت بغداد الكتابة على الحائط – وهي نتيجة مباشرة لمبدأ "فرق تسد", لعبة "السنة ضد الشيعة" التي يشجع عليها الأمريكيون منذ 10 سنوات؛ والمرحلة القادمة جاهزة لحرب أهلية, على النمط السوري, في العراق. فالاستخبارات العراقية مخترَقة بشكل كبير من جهاديي "الدولة الإسلامية في العراق". وليس هناك حدود صحراوية؛ فمحافظة الأنبار تراقب ما يحدث في سوريا كبروفة لما سيحدث في العراق.
يبدو أن "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام", المشكلة حديثاً, لا تستطيع انتظار العراق للعودة إلى الفترة المشؤومة الدموية بين عامي 2004 و 2008, عندما كان عدد القتلى كفيلاً بجعل بروس ويلليس يشعر بالقشعريرة. فماذا يتوجب على البنتاغون المتقهقر أن يفعل؟ أن يصدمهم ويرعبَهم كلهم مرة أخرى؟ لا: فهذا الخيار ليس للعراق أو "إمارة سورياستان الإسلامية"؛ فهو على الطاولة من أجل إيران فقط.

تُرجم عن ("إيشا تايمز", 12 نيسان/إبريل 2013)

الجمل: قسم الترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...