صواريخ غـزة إلى مشـارف تـل أبيب وغيتس يسـاند الغـارات الإسـرائيليـة

25-03-2011

صواريخ غـزة إلى مشـارف تـل أبيب وغيتس يسـاند الغـارات الإسـرائيليـة

دخلت القدرات الصاروخية للمقاومة الفلسطينية في غزة، مرحلة جديدة أمس، في القدرة على ضرب الحياة المدنية في العمق الاسرائيلي، بإطلاق حركة «الجهاد الإسلامي» صاروخي «غراد» تجاوز أحدهما حدود مدينة أسدود إلى الشمال ليسقط قريبا من بلدة يبنا التي تبعد 25 كيلومترا فقط عن تل أبيب، فيما أكدت واشنطن مساندتها للغارات الاسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة. وفي هذه الأثناء، كان أول مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى يزور القاهرة منذ خلع حسني مبارك، ويحصل من وزير الخارجية المصري نبيل العربي على تأكيد للالتزام بمعاهدة السلام بعد تحذيرات وجهتها مصر إلى اسرائيل أمس الاول من التصعيد عسكريا في غزة. شرطي إسرائيلي يحمل بقايا صاروخ «غراد» سقط في أسدود أمس
وأعلن الجيش الاسرائيلي ومصادر امنية اسرائيلية أن صاروخي «غراد» على الأقل أطلقا من قطاع غزة وسقط احدهما في جنوب المدينة، فيما هزّ الآخر شمالها حسبما أكد المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد. وذكرت صحيفة «هآرتس» أنه لم يتحّدد موقع سقوط الصاروخ شمالي أسدود لكنها أشارت إلى ان دويّه سمع بوضوح في بلدة يبنا التي تبعد 25 كيلومترا عن تل أبيب، ما زاد من حدّة التوتر في الشارع الاسرائيلي وشلّ عددا من القطاعات المدنية كالمؤسسات التعليمية.
وشن الطيران الحربي الاسرائيلي اربع غارات جديدة على اهداف مختلفة في قطاع غزة بينها مبنى امني في شمال القطاع ما اوقع عددا من الاصابات الطفيفة وفق شهود عيان. واوضح الشهود ان طائرة حربية اطلقت ثلاثة صواريخ على مبنى الاستخبارات العامة السابق في منطقة السودانية ما اسفر عن اصابة عدد من المواطنين بجروح «طفيفة» في محيط المبنى وإلحاق أضرار جسيمة. وقال المتحدث باسم اللجنة العليا للاسعاف في غزة ادهم ابو سلمية ان جريحا واحدا نقل الى مستشفى الشفاء بغزة للعلاج وحالته «بسيطة». وادت هذه الغارة الى وقوع أضرار في صالة تتبع لنادي غزة الرياضي بجوار مبنى الاستخبارات المستهدف. وقصفت الطائرات موقع تدريب تابعا لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس قرب مخيم الشاطئ شمال مدينة غزة.
وأكدت «الجهاد الاسلامي» في بيان ان «مسألة تصعيد المقاومة من عدمه مرتبطة بتطورات الموقف في الميدان... ولا يمكن للمقاومة أن توقف ردودها طالما أن هناك عدوانا». وشددت على ان «الهدوء يقابله هدوء»، مشيرة الى انه «خلال الساعات الماضية جرت اتصالات عديدة بهدف تهدئة الامور». واضاف البيان «اذا استمر العدوان الصهيوني فلا احد يمكن ان يقرر كيف تصير الامور والى أين يمكن ان تصل، فكل الخيارات ستكون متاحة والى ابعد مدى بهدف الدفاع عن شعبنا وحمايته».
ولم يكشف البيان عن الاتصالات الساعية لاعادة التهدئة في غزة لكنه قال «مع تقديرنا لكل الاتصالات التي تمت ان الاحتلال الصهيوني يتحمل المسؤولية عن هذا التصعيد بعدوانه المستمر على شعبنا». وتابع «لن نقف مكتوفي الايدي امام التهديدات الصهيونية»، فيما اكد مسؤول في الحركة أن اثنين من القادة في الحركة هما محمد الهندي ونافذ عزام غادرا غزة الى مصر في طريقهما الى دمشق لبحث «الاوضاع المتوترة وموضوع اعادة الهدوء والاستقرار».
أما وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك فحمّل «حماس» مسؤولية الصواريخ وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي روبرت غيتس الذي يزور اسرائيل بعد مصر، إن «اسرائيل لن تتسامح مع هذه الهجمات الارهابية ولن تسمح للارهاب بالصعود مجددا في المنطقة»، واضاف «لا بد ان نرد»، مؤكدا ان اسرائيل تحتفظ بحقها في اختيار «كيف ومتى ترد وباي قوة نيران وذخائر»، ما لاقى دعما من غيتس الذي قال إن «اسرائيل، مثل كل الأمم تمتلك حق الدفاع عن النفس، وجلب منفذي هذه الهجمات المقززة إلى العدالة». وقال غيتس في الوقت نفسه «توجد حاجة وفرصة لاتخاذ إجراء جريء للتحرك نحو حل الدولتين».
في هذه الأثناء، ذكرت وزارة الخارجية المصرية أن وزير الخارجية العربي أبلغ مسؤولا إسرائيليا أن القاهرة ملتزمة بالمعاهدات الدولية التي أبرمتها. وأكدت الوزارة مجددا أن معاهدة السلام مع إسرائيل قائمة. وذلك عقب أول اجتماع يعلن عنه بين مسؤولين إسرائيليين ومصريين منذ إطاحة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.
وجاء في بيان الوزارة أن العربي أكد الرسالة مجددا خلال اجتماع في القاهرة مع المسؤول الرفيع في وزارة الخارجية الإسرائيلية رافي باراك. وناقش العربي أيضا الحاجة لجهود جادة لتحقيق «سلام عادل وشامل» والوضع في قطاع غزة. وبخصوص غزة أكد العربي «موقف مصر الثابت بضرورة وضع القضايا الإنسانية في الاعتبار وتحميل إسرائيل المسؤولية عنها كقوة احتلال».
وفي موسكو، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه «يحب وقف حكومة ايران مثل نظام (معمر) القذافي في ليبيا». وأضاف «إنه نظام إسلامي عدائي جدا يحلم بالسيطرة العالمية. إذا كان علينا ان نروض القذافي، فعلينا أيضا أن نوقف نظام طهران بالطريقة نفسها».
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن نتنياهو الذي التقى الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف، قوله «الآن توجد خطورة كبيرة من بدء تطرف انظمة اسلامية في الشرق الأوسط.» وأضاف «ان الخطر يهدد ليس فقط إسرائيل بل وروسيا (ايضا).» وتابع نتنياهو قائلا «لكن سيكون الأمر اشد سوءا اذا امتلكت انظمة اسلامية متطرفة اسلحة نووية. سيستهدف الإرهاب الجميع. لذا فإن اهم شيء الآن هو حرمان إيران من الحصول على اسلحة نووية.» وقال انه يتعين على المجتمع الدولي ان يعلنها صراحة امام ايران انها ستواجه عملا عسكريا اذا استمرت في تحدي المطالب التي تدعوها لإثبات عدم سعيها لتطوير اسلحة نووية، فيما اعتبر وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان ان «ايران وسوريا تمثلان تهديدا أخطر مما تمثله ليبيا».
إلى ذلك، أعلنت السلطات الاسرائيلية أن المرأة التي قتلت في تفجير القدس المحتلة أمس الاول، تحمل الجنسية البريطانية، فيما أفادت مصادر في الأجهــزة الأمنية الاسرائيلــية بأن التحقــيقات تشير إلى أن العمــلية كانت من تنفـيذ فــرديّ ولا ترتبــط بتنظيم.
في هذه الأثناء، صرح مصدر سوري مسؤول في وزارة الخارجية بان سوريا «تدين بقوة العدوان الغاشم الذي تشنه اسرائيل على قطاع غزة». واعتبر المصدر ان هذا «التصعيد» يشكل «مؤشرا خطيرا على عدوان أكبر محتمل على غزة الصامدة». وحذرت سوريا اسرائيل من مغبة ارتكاب عدوان جديد» مؤكدة «دعمها وتأييدها لنضال الشعب العربي الفلسطيني في سبيل استعادة ارضه وحقوقه». كما دعت دمشق «الاشقاء الفلسطينيين جميعا الى انهاء انقساماتهم وتوحيد الصف الفلسطيني في خدمة القضية المشتركة».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...