لانهم يموتون مهرجان للرقص المعاصر في بيروت وعمان ورام الله

19-04-2007

لانهم يموتون مهرجان للرقص المعاصر في بيروت وعمان ورام الله

إنها المرة الأولى التي يبدو فيها الرقص فنا له كيان ومؤسسات أهلية عربية متضافرة تعمل من أجله. وابتداء من أمس الأربعاء ينطلق مهرجان عربي دولي كبير هو الأول من نوعه، تتزامن عروضه على عدة مسارح لبنانية واردنية وفلسطينية، بمشاركة فرق عربية ودولية، ويستمر على مدار 18 يوماً، وهو ثمرة جهود كبيرة في العواصم الثلاث، من أجل إحياء التبادل الثقافي العربي ـ العربي المنفتح على الثقافات الأخرى.
تحتفل بيروت ورام الله وعمان في وقت واحد، بمهرجان موحد لـ«الرقص المعاصر»، تنظمه شبكة تبادل الأنشطة الثقافية «مساحات» لتنمية التبادل الثقافي والفني وتطوير مفهوم الرقص المعاصر ونشره في المنطقة. والمهرجان هو ثمرة تعاون ثلاثة مهرجانات عربية هي: «ملتقى بيروت الدولي للرقص المعاصر»، «مهرجان عمان للرقص الدولي»، و«مهرجان رام الله للرقص المعاصر». وقد قررت أن تعمل هذه المهرجانات مجتمعة لتنمية الطاقات الابداعية وتهيئة المواهب، لتساهم في تأسيس مشهد رقص عربي معاصر، وافساح المجال للقاء مصممي رقص دوليين واكتشاف مواهب جديدة.
تفتتح العروض أمس الأربعاء عند السادسة مساء على «مسرح مونو» في بيروت مع فرقة برازيلية، بينما تبدأ العروض في عمان يوم 21 من الشهر الحالي وتستمر لغاية 3 من الشهر المقبل، في ما تفتتح في رام الله يوم 24 وتستمر لغاية 5 مايو (أيار).
وتشارك في ملتقى بيروت، الذي يقدم حفلاته يوميا حتى 29 من الشهر الحالي، فرق من دول عدة، اضافة الى لبنان، أهمها اسبانيا والبرازيل وصربيا ومصر والدنمارك وتونس، وتتوزع هذه العروض في بيروت على مسارح «مونو» و«المدينة» و«قصر اليونسكو»، وثمة عرض في مدينة صيدا.
تتمحور فلسفة اللوحات الراقصة، التي تتوجه الى الشباب العربي بشكل خاص، حول مواضيع اجتماعية متنوعة مستوحاة من واقع الحياة، ووثيقة الصلة بتقوية الذات وحرية التعبير، بأسلوب ابداعي راق وبحرفية عالية.
وتشارك في المهرجان سبع فرق لبنانية، من بين ما تقدمه «اسأل التراب» للفنانة يالدا يونس، التي اختارت صوت مغني الفلامنغو الأندلسي خوان موروب، ليساهم معها في ايصال شعور الألم بخسارة أحبائها ومدينتها المدمرة، حيث تلتحم دمعتا الفرح والحزن مع اصرار على المقاومة والكفاح. وتتعاون مدربة الرقص ثريا بغدادي مع الراقص التركي حسن بن غربية لتقديم «جدار الصمت»، معتمدين على الحركة الشرقية في الرقص في عرض يمثل ثمرة تعاون بين الطرفين استمرت عشرين عاما. واختار جمال كريّم حرب يوليو (تموز) 2006 الإسرائيلية على لبنان، لتكون محور عمل يجمع بين الايماء والرقص والتهريج. ويعتبر كريّم أنه عندما يحزن الآخرون لا بد من وجود أحد يضحكهم ليخفف وطأة الألم، فكان هو مهرجان يرقص... لأناس يموتون.
وصمم الفنان اللبناني مالك عنداري عرض «رأسا على عقب» وأخرجه منذر البعلبكي، لالقاء الضوء على حياة شاب منعزل عن العالم الخارجي، يعاني فراغا من دون أن يحرز تقدما في حياته، سائلا عن طبيعة العالم الذي ولد فيه ومن أي نوع هو. واجتمعت المواهب الدنماركية واللبنانية في «لا تفاح في الجنة»، الذي تقدمه فرقة Eye Public، بقيادة المدربة الفنزويلية اللبنانية الأصل سارة جبران. يتألف العمل من أجزاء عدة أخذت من مسرحية «في انتظار غودو» لبيكيت و«المسيح الدجال» لفرناندو فاليجوس وطقوس دينية متنوعة أنتجت نموذجا غير تقليدي يتطرق الى مفهوم الجنة لمعالجته بدقة وتمحيص.
و«مين البطل؟»، هو عنوان لوحة الراقصة دانية حمود، التي تجسد من خلاله مقولة «الانسان يتحرك بهدف ارضاء حاجته». وتناولت مصممة الرقص زي خولي قصة امرأة مثلية، من خلال صراعها بين الايمان وهويتها الجنسية في «سري كبير»، الذي تقدمه فرقة مقامات للرقص المسرحي اللبنانية.
ومن العروض الأجنبية، التي تستقبلها مسارح بيروت، تلك التي تقدمها فرقة «كوبوس ميكا» الاسبانية بقيادة بيتر ميكا وأولغا كوبوس، الأولIf as is always وترتكز على تفاصيل العلاقة اليومية بين الزوجين، بالاعتماد على الأسلوب الارتجالي والانفعالات، التي تترجم بلغة جسدية متوازية. وكذلك A Stream يقدمها أربعة راقصين يتخطون الحدود الجسدية والجمالية، معتمدين تقنيات مختلفة بما فيها الارتجال والفنون القتالية والأساطير والماورائيات لانتاج عمل فريد من نوعه يترك أثرا عميقا في نفس المشاهد.
ومن البرتغال تقدم الراقصة باتريسيا بورتيلا كوميديا تراجيدية تحمل عنوان Flatland وتعكس حالة رجل يكتشف أنه يفتقد البعد الثالث من حياته، التي يلعب الجمهور دورا مهما فيها. تصور بورتيلا مراحل تطور هذا الرجل، وهل سينجح في الوصول الى الخلود عبر نيل اهتمام وسائل الاعلام.
ومن تونس تقدم شذا كمباني، عرضا تحت عنوان Pelvis workers (عمال حزم) والحزم يعني الحوض، هذا الجزء من الجسد الذي يتحكم بالكثير من الحركات وهو رمز للخصب والوجود.
ومن مصر تقدم فرقة أم آر ستديو Purple Red، هو قراءة خاصة لصاموئيل بيكيت ترجمت بواسطة السينوغرافيا والحركة لتقديم النص عبر صور مرئية راقصة

كارولين عاكوم

المصدر: الشرق الأوسط

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...