لماذا لا نفكر؟ مخيلة مجدبة وعقل يتسول الحلول

01-02-2007

لماذا لا نفكر؟ مخيلة مجدبة وعقل يتسول الحلول

تحقيق ـ سعاد جروس :هل بات الاستيراد هواية أم ضرورة؟ بدءاً من زجاجات المياه المعدنية مروراً بالحلول السياسية وانتهاء بالطائرات والصواريخ، كل المستلزمات تأتي محملة من الخارج. هل تقاعس العقل العربي واسترخى وآثر الشراء على الابتكار، والوارد على المستخرج من المنابع المحلية؟ وإن كانت كل سلعة هي في البدء فكرة، فإن شحّ الأفكار بات يهدد بانسداد شرايين الأفق بالكامل، فالتلفزيونات تستورد أفكار برامجها، والكتاب يقتبسون عن زملائهم في الغرب، والسينما بالكاد تعثر على سيناريو يحمل بعض الجدة، وكذلك المسلسلات والمسرحيات، حتى أصبح التكرار من البديهيات، وكل جديد يثير الاستهجان والتساؤل. أي عقم يصيب العقل العربي، ولماذا تبدو المخيلة مجدبة متصحرة إلى هذا الحد؟
كثيرون يتحدثون عن أفكار جديدة تراودهم لمسرحية أو فيلم سينمائي أو برنامج تلفزيون، وعما ستحققه هذه الأفكار من نجاح لو هي ابصرت النور. وعندما يُسأل الشخص المعني عن مضمون فكرته المبهرة، يعمد إلى التلميح بدل التصريح ولا يبوح سوى بالعموميات!! وبعد لأي، نفهم من الكلام، ان صاحبنا يخشى على فكرته من السرقة، بعد ان صارت فيروسا يتفشى في الأوساط الفنية والثقافية.
إذا كان من المستحيل حماية ملكية أي فكرة قبل تنفيذها، ومن الصعوبة ضمان حقوق صاحبها بعد التنفيذ، تصبح سرقة الأفكار أمراً اعتيادياً، ولا تؤخذ على محمل الجد، سوى في الحالات التي تأخذ شكل الفضيحة، حين يكون فيها السارق أو المسروق شخصية شهيرة في عالم الإبداع. ويمكن القول انه لولا أن الفضائيات العربية أوجدت سوقاً للأفكار ما تزال بدائية، قياساً بأسواق الأفكار العالمية، لم تكن لتطفو المشكلة على السطح بهذا الوضوح، ولما بات التحفظ عنوان هذه الحقبة الإبداعية.
المذيع والإعلامي في التلفزيون السوري أمجد طعمة، يعيد هذا التحفظ الى عدم الشعور بالأمان، سواء على الصعيد الشخصي والتعامل بين الأفراد، أو على صعيد المؤسسات والجهات المعنية بحماية الملكية، ويرى أن المشكلة تتمثل في ضياع التعويض المادي، ويلفت إلى أن سرقة الأفكار تتم بطريقة تشبه «النشل». وحسب قوله، يطلبون تقديم عشر أفكار فيتم اختيار أربع منها، والباقي يُسرق ويتم تحويره بعض الشيء على نحو ينتزع من صاحبها حق الادعاء بأنها تعود إليه. ويذكر طعمة أنه سبق وتعرض لهذا النوع من السرقة أكثر من مرة، فقد طلب منه تقديم فكرة إعلان، ثم جرى رفضها، ليُفاجأ بعد أقل من شهرين أن الذين رفضوها قاموا بتنفيذها. ولدى سؤاله لهم، أليست هذه هي الفكرة التي قدمتها لكم؟ أجابوا، إنها شيء آخر. يقول أمجد، حينها أُسقط في يدي وصمت كي لا تضاف خسارتي لهم الى خسارتي للفكرة. يقول أمجد طعمة، السرقة الأدبية أسهل أنواع السرقات، لأنه من الصعب حمايتها، ويمكن لأي كان الادعاء بأنها توارد خواطر، ولا شيء يمكن أن يثبت ملكيتها، وكل ما تستطيعه دائرة حماية حقوق المؤلف، هو منح شهادة ملكية تقدم للقضاء في حالة رفع دعوى، ولا وسيلة ناجحة فعلا سوى التكتم عليها، ريثما يحل وقت التنفيذ.
في السياسة السرقة أدهى
* ما أهمية أي فكرة، إذا لم تخرج من النشاط الذهني الى المجال العام، فالتكتم على الأفكار كفيل بإماتتها، ما يعكس أزمة خطيرة لا تنحصر في مجال الإعلام والثقافة، وإنما تطال مختلف نواحي حياتنا السياسية منها والاقتصادية والثقافية. ففي السياسة، هناك ملف ساخن كل عام، يضاف الى قائمة الملفات العربية الملتهبة، فعدا ملف الصراع العربي ـ الإسرائيلي وقضية السلام، جاء ملف العراق ومن ثم لبنان وإقليم دارفور في السودان. في كل تلك الملفات يتلقف العرب الأفكار الدولية لإيجاد حلول لها، يعبرون بعدها عن مواقفهم المتباينة منها ما بين الرفض والقبول، بدل أن يكون هناك جهد عربي متضامن، يبحث عن أفكار قادرة على احتواء المصالح الدولية، من دون أن تأتي على حساب المصالح العربية، بالعمل على إيجاد مخارج آمنة. على العكس نرى العرب تختلف وجهات نظرهم إزاء ملفاتهم المعقدة، وتتضارب آراؤهم حول ما يملى عليهم من أفكار، فلا يتقدمون خطوة، ولا يتراجعون، إنما مكانك راوح على نحو يجعل المراوحة غرق في وحول الاخفاقات وإحصاء الخسائر. أزمة الأفكار لا تنحصر بالأنظمة الحاكمة، المعارضات العربية لم تتخلف أيضاً عن استيراد أزماتها، بلجوئها إلى تقليد الثورات المخملية من دول أوروبا الشرقية، فظهرت حركة «كفاية» المصرية على نمط حركة «أوتبور» الصربية وتعني «مقاومة»، التي اطاحت بسلوبودان ميلوشيفتش عام 2000، وحركة «كمارا»، أي «كفاية» في جورجيا، التي قامت بثورة الزهور عام 2003 ضد ادوارد شفرنادزه، وحركة «بورا» أي «حان الوقت»، التي قامت بالثورة البرتقالية في أوكرانيا عام 2004، وحركة «زير» في بيلاروسيا، و«مجافت» أي «كفاية» في ألبانيا. وبدت المفارقة في أن «كفاية» المصرية، لم تربح معركتها الشرسة أثناء انتخابات رئاسة الجمهورية، لكن هذا لم يكن لضعف فيها، بل لأنها استنسخت الفكرة بشكلها المجرد عن الدعم الدولي. فمن المعروف أن نجاح تلك الحركات في أوروبا الشرقية، كان خلفه معهد «العالم المفتوح» الممول من قبل جورج سورس، أحد أثرى أثرياء العالم. وطالما أن العالم العربي خارج اهتمامات سورس أو سواه، فالاستعارة لم تكن مضمونة، بالإضافة وهو الأهم فعلا، إلى اختلاف الواقع السياسي في البلدان العربية وتركيبة مجتمعاتنا عنه في تلك الدول، ما جعل من الاستعارة والتقليد غير ذي فائدة، أو تأثير يذكر على صعيد إحداث تغيير.
العلمانيون السلفيون في المصيدة
* في موقع «مفكرة الإسلام» يتساءل د. علي عبد الباقي عن القضايا الكبرى التي تشغلنا الآن، ويجيب: «إنها نفس القضايا التي كانت تشغلنا من مائة عام، قضية التنوير، أو بالأصح التغريب والعلمنة، لدرجة أنه أصبح لدينا الآن ما يمكن أن نسميه «سلفية علمانية». فالعلمانيون الآن عندما يطرحون أفكارهم لا يطرحونها معاصرة، وإنما يعودون إلى الطهطاوي الذي هو أقدم من الإخوان المسلمين وحسن البنا، أو حتى العودة للقرن الثامن عشر لاستيراد أفكار عصر التنوير. فالواقع الآن تسيطر عليه السلفية العلمانية، التي لا يراها القوم، وإنما يرون فقط السلفية الإسلامية». هذه الأزمة نبه إليها أيضاً كتاب ومثقفون كالكاتب سيد يوسف، في مقال منشور في موقع «رزكار» خلص منه بالقول: «ما لم نتيقن من أن الأزمة الأم التي تكمن وراء تخلفنا وغيابنا، هي أزمة أفكار، فسوف تبوء محاولاتنا ومشروعاتنا بالفشل».
الأفكار تائهة في دوامة الخوف
* إذا كان الجاحظ قد قال قديما «إن المعاني مرمية على قارعة الطريق»، فأين تكمن الأزمة؟ الممثل السوري فارس الحلو الذي قدم عدة أفكار حول ملتقى سنوي فني يخص النحت، يرى أن المشكلة تكمن في عدم القدرة على مواجهة الذات، ومناقشة كافة الموضوعات بصراحة وشفافية. فعندما نريد بحث موضوع الطائفية، ثمة محاذير كثيرة تمنع من مقاربتها بالعمق، فتأتي الأفكار ناقصة، مهما كانت مهمة. كذلك التاريخ السياسي القريب، ويعطي مثالا على ذلك البرنامج الوثائقي عن الحرب الأهلية في لبنان، فرغم أهميته والحرفية في صياغته هناك فجوة كبيرة فيه تتمثل في غياب سورية عن البرنامج. فنرى شخصيات لبنانية تتحدث عن الدور السوري في لبنان، بينما لم تظهر أي شخصية سورية تعرض وجهة النظر السورية، ما أدى إلى خلل كبير، لا يمكن غض النظر عنه.
المشكلة برأي فارس الحلو، ليست عدم وجود أفكار خلاقة، وإنما في القدرة على مناقشتها بصوت عال، وبالشكل الذي يحولها من مجرد أفكار ذهنية إلى فكر مبدع، والذي يمنع ذلك سلطة المجتمع القاسية المتمثلة بإطلاق أحكام إقصائية مع غياب قوانين تحمي الأفراد، يضاف إلى ما سبق، أن بناء شخصية الإنسان في مجتمعاتنا تقوم على ثقافة الخوف، وهذا كاف لتعطيل إنتاج الفكر، وتصبح أي فكرة كي تمر بأمان، تحتاج إلى عملية تحوير وتدوير وتخسيس، وبالتالي تبدو الأفكار متشابهة ومكررة. لذلك أفكار المنتج الثقافي العربي على صعيد التلفزيون والمسرح والسينما والمجالات الإبداعية الأخرى، التي ترسم آفاق التطور الفكري والحضاري من خلال طرح الأفكار السباقة، تدور حول نفسها، في عملية إعادة انتاج مستهلكة ومنهكة.
سينما في عمر البراعم
* مدير النصوص والمكتب الصحافي في المؤسسة العامة للسينما محمود عبد الواحد، يرى أن السبب الأساسي في تكرار الأفكار تحديداً بالسينما، يعود إلى قصر عمر الدراما في مجتمعاتنا العربية. فالدراما كمنبع للفن السمعي البصري والأدبي تكاد تغيب عن تراثنا الثقافي، سوى في «ألف ليلة وليلة»، مما لم يساعد على تشكيل تقاليد لإنتاج الأفكار. وما زالت صناعة السينما في طور النمو، وعدا ما يكتبه المخرجون، ليس هناك كتاب محترفون للسيناريو السينمائي، والغالبية هواة، وما زلنا نحتاج لمزيد من الوقت كي نكون قادرين على إنتاج فكر جديد. فصناعة السينما تعتمد على الفكرة، وفي هوليوود هناك 100 نص يومياً تتم قراءتها لاختيار الأفضل، وقد لا يتجاوز ما يختارونه منها عدد أصابع اليد الواحدة، فنسبة التميز ضئيلة، بينما لدينا لا توجد هذه الكمية حتى على مستوى الوطن العربي، وبالتالي مجال الاختيار محدود جداً، والأفضل هو الأحسن بين المطروح، من دون حساب للتفرد ولا الجدة. يصل إلى المؤسسة حوالي 10 نصوص في العام، وخلال العقدين الماضيين رشحت حوالي أربعة نصوص للتنفيذ! مع أن عبد الواحد لا يعتبر ذلك مؤشراً لقلة أو ندرة النصوص الدرامية، إذ ليس كل الكتاب يأتون الى المؤسسة، وغالباً تكون الأفكار تقليداً لمسلسلات وأفلام أخرى. ويلفت الى جانب آخر يتمثل في متممات الفكرة أي التنفيذ، التي قد تجعل من فكرة بسيطة جداً فيلماً مبهراً، أو العكس فكرة جيدة ومثيرة لكن تحتاج إلى ميزانية إنتاج ضخمة غير متوفرة، فتخسر كثيراً من قيمتها.
التلفزيون: الأفكار الجريئة ممنوعة
* المشكلة في مؤسسة السينما تختلف عن نظيرتها في التلفزيون السوري من حيث كمية الأفكار، فمن 30 فكرة تقدم خلال شهر لدائرة البرامج، يتم اختيار تسع للتنفيذ، بينها ثلاث فقط جيدة. المشكلة هنا ليست في الكم، وإنما في أن الذين يقدمون أفكار برامج للتلفزيون السوري يضعون عدة معايير مسبقة كي يزيدوا في فرص قبولها، منها ميزانية الإنتاج والمحاذير الرقابية، وهي معايير تكاد تكون واحدة في غالبية التلفزيونات العربية الرسمية. وبالتالي فإن أي فكرة جديدة وجريئة وتحتاج الى ميزانية كبيرة للتنفيذ، لن تجد طريقها الى التلفزيون، لصالح أفكار آمنة مسطحة من تلك التي تطرح كل شيء ولا تقول شيئاً، وقد تعوض قنوات التلفزة الخاصة ذات التمويل الضخم السطحية بالإبهار البصري، أو عن طريق استيراد أفكار برامج غربية، كتلفزيون الواقع ليتم إعادة إنتاجها بصيغة عربية، أي منقاة من كل ما يثير الجدل والإشكالات الاجتماعية والسياسية التي تتعارض مع سياسة تلك القنوات، لتواجههم مشكلة تعريب البرامج الغربية بما يجعلها مقبولة من المجتمعات العربية، وبمعنى آخر إنتاج نسخة مشوهة عن الأصل، ما يؤكد العجز عن إنتاج أفكار أصيلة. فتلفزيون الواقع في الغرب أخذ أهميته من طرح المواضيع الحساسة والحالات الخاصة في حياة الأفراد، كالحرية والجنس، فيما ما تزال القنوات العربية تتحرج من عرض برامج تتعلق بالصحة الجنسية والإنجابية، فما بالنا بالحياة الجنسية عموماً! ناهيك من المحظورات الاجتماعية والسياسية والدينية المختلفة من بلد الى آخر. الأمر الكفيل بتغييب جزء كبير من الأفكار المبدعة والخلاقة عن الرأي العام الجماهيري، لتبقى رهناً بجرأة الأدباء على معالجتها في الرواية والقصة والشعر، أي حكراً على نخب مثقفة تعاني، إذا صح التعبير، من حالة أقرب إلى العزلة والعجز عن التأثير المباشر في حركة التغيير المجتمعي في ظل أنظمة شمولية تعمد إلى تعطيل التأثير الثقافي خارج آيديولوجيتها.
المذيعة في التلفزيون السوري ومديرة البرامج في القناة الفضائية سلوى صبري، أشارت إلى أن السبب الأساسي في الاستسهال وشح الأفكار الجديدة يعود الى الحالة المعيشية المدنية في مجمعاتنا. فالفرد المبدع هو دائماً تحت ضغط الحاجة وظروف العمل المضنية لتحصيل لقمة العيش، فلا وقت للتفكير، الذي يحتاج بالأساس الى ثقافة وقراءة ومتابعة، لذا فإن الأفكار البسيطة السهلة التنفيذ هي الأفكار الرائجة، وهي التي تشكل ظاهرة التكرار. وتضيف صبري، من أين تأتي الأفكار الجديدة إذا كان تفكيرنا مشغولا بالحصول على أساسيات العيش الكريم، كالمسكن والمأكل والتعليم؟
وهذا ما وصفه الناقد بشار إبراهيم بعفوية التفكير، التي لا بد أن تصل الى طريق مسدود، لأن هناك استهلاكاً كبيراً للأفكار. وقد بدأت بوادر ظهور مؤسسات تعنى بإنتاج الأفكار لتلبية حاجة سوق الفضائيات العربية.
اليوم، الآمال كبيرة، في عودة الأفكار إلى الواجهة كأداة تغيير تمتلك القدرة على التصدي لمشكلاتنا ومعالجتها بجرأة، وبالضرورة لن تحصل إلا بالاستناد إلى تخليق أفكار جديدة، قادرة على مواجهة واقع تتجدد مشكلاته وتستديم أزماته وتتعقد. ولا يمكن تمريرها إلا بإدراك صناع القرار أهمية صناعة الأفكار، وتقبل مجتمعاتنا لضرائب تفرض عليها متغيرات قاسية، لكنها تؤسس لنهضة حقيقية تدمجنا بالحضارة العالمية.
الكتب من اللاجدوى إلى اللصوصية
* تتجلى معالم أزمة الأفكار على صعيد صناعة الكتاب، وتعكسها أرقام تقرير التنمية البشرية التي تشير إلى أن 17% من الإصدارات ينحصر في كتب لا تحتاج لمجهود فكري، ككتب المسلمات والتراث، لا تضيف جديداً الى الثقافة العربية، ولا تسهم في رفد الثقافة العالمية. كما تكشف دراسة للدكتور رؤوف هلال عن ضعف الإنتاج العربي في مجال العلوم التطبيقية، حيث لا يتجاوز نسبة الـ10% والعلوم البحتة نسبة الـ8% من إجمالي ما ينشر عربياً، لأكثر من 284 مليون مواطن يعيشون في 22 دولة عربية يمثلون 5% من سكان العالم، هم عملياً يقفون خارج المساهمة في الركب الحضاري. وحسبنا النظر في عدد نسخ الطبعة الواحدة من كل كتاب، التي كانت تتراوح بين 1000 نسخة و5000 في أفضل الأحوال، تدنت إلى 500 نسخة مع تزايد عدد دور النشر، التي تستعيض عن المطابع الحديثة بآلة النسخ الريزو، تجنباً للخسائر في حال كساد الكتاب. ويتبدى الوضع مأساوياً إذا قارنا بين عدد العناوين المنتجة سنوياً، التي لا تتجاوز 30 ألف عنوان في أكبر معارض الكتب العربية من المحيط الى الخليج، وبين ما تنتجه إسرائيل (5 ملايين فقط) وحدها سنوياً، الذي يتجاوز 13 ألف عنوان! هذا إذا لم نتطرق إلى معدلات الإنفاق على الأبحاث العلمية في اليابان، التي ارتفعت في التسعينات من 500 إلى 700 دولار لكل شخص، وفي الولايات المتحدة من 600 إلى 800 دولار. وكيف أثر بقاء الإنفاق ثابتاً في ألمانيا عند حد 500 دولار على تراجع دورها في إنتاج الأفكار العلمية.
في كتابه «هموم ناشر عربي ورحلة صناعة الكتاب»، يتحدث الناشر عدنان سالم عن أزمة إبداع تتجلى في عجز المؤلف عن الاضطلاع بالدور القيادي المعد له ومسؤوليته في إطالة أمد التخلف، الذي تعاني منه أمته، وتقصيره في إمدادها بالأفكار القادرة على إنهاضها، ويبرز ذلك في المحاكاة والاقتباس الذي يصل ببعض المؤلفين حد السرقة، وممارستهم اللصوصية بكل معنى الكلمة مغتنمين بذلك فرصة غياب النقد، وركود حركة الأفكار.

 


الشرق الأوسط + الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...