مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن يعيد النظر في علاقة إيران بالعراق

12-02-2007

مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن يعيد النظر في علاقة إيران بالعراق

الجمل:    تزايدت حدة التصريحات الأمريكية حول التدخل السوري والإيراني في العراق، وبدرجة أكبر في هذه الأيام، أصبحت انتقادات المسؤولين الأمريكيين أكثر حدة في تحميل إيران المسؤولية عن العنف العراقي اليومي المتصاعد.
ليونيل بيهنار، المحلل بمركز دراسات مجلس العلاقات الخارجية، تناول ملف التدخل الإيراني، من زاويتين، هما:
• الأهداف الإيرانية في العراق: ويقول في هذا الجانب: إن التدخل الإيراني في العراق يتميز بالتعقيد الشديد، ومن الصعب التركيز على أطروحة العمل من طرف واحد لإثبات أن الجانب الإيراني يعمل على استهداف العراق والتغلغل فيه، وقد أكد المحلل على النقص الذي تتميز به هذه الأطروحة، وأكد بدلاً عن ذلك على ضرورة النظر إلى التداخل الإيراني- العراقي، وذلك لأن الموجود بين إيران والعراق ليس علاقات، وإنما هو تفاعلات اثنية- اجتماعية- دينية- ثقافية، تربط أكثر من 60% من سكان العراق بإيران.
• التدخل الإيراني في العراق: ويقول في هذا الجانب: إن الأطروحات الأمريكية تركز على الزعم بأن إيران متورطة في العراق عبر ثلاثة مجالات، هي:
- الجانب الأمني: تزويد الميليشيات الشيعية بالسلاح، عن طريق (قوات القدس) التي تمثل الذراع العسكري الإيراني الذي يتغلغل حالياً داخل العراق.
- الجانب الديني: يوجد ترابط ديني ضارب القدم في جذوره التاريخية بين شيعة العراق وشيعة إيران، وحالياً يوجد آلاف الطلاب الإيرانيين في الحوزات الدينية الشيعية العراقية، وأيضاً آلاف الطلاب العراقيين في الحوزات الدينية الشيعية الإيرانية.. كذلك هناك أمر واقع يتمثل في وحدة العقيدة الدينية بين المرجعيات الشيعية ليس بين العراق وإيران، وإنما بين الشيعة في سائر أنحاء العالم.
- الجانب الاقتصادي: بسبب الجوار الجغرافي الممتد لآلاف الأميال والكيلومترات، وأيضاً التداخل الاجتماعي، فمن الطبيعي أن يجد السوق الإيراني امتداده داخل السوق العراقي، وحالياً تمثل إيران الشريك التجاري الأكثر أهمية للعراق. وبرغم كل المصاعب والعراقيل، فقد قفزت المبادلات التجارية الإيرانية- العراقية من 800 مليون دولار في عام 2004م إلى مليار دولار في عام 2005م، أي بزيادة بلغت 20%، وقد تم ذلك على الصعيد العملي الرسمي المعلن، عبر منطقة التجارة الحرة الموجودة في جنوب العراق.
تعتبر عملية التكامل الوطني الاندماجي من أعقد المشاكل التي تواجه كل دول العالم تقريباً، بما في ذلك أمريكا نفسها، والتي تكشف الإحصاءات والمسوحات السكانية فيها عن وجود العديد من الكتل الاجتماعية التي تحتفظ كل واحدة منها بأنساقها القيمية الخاصة، والتي تؤثر في مجرى التفاعلات المجتمعية الأمريكية، وحالياً تتخوف كل الأحزاب الأمريكية من (التكتل الاسباني) للأمريكيين ذوي الأصول الأسبانية، على النحو الذي ظل يدفع كل الأحزاب الأمريكية إلى تعديل أجندتها المتعلقة بعلاقات أمريكا مع الدول الناطقة بالأسبانية. والعراق ليس استثناء من هذه القاعدة، فعملية (التكامل الوطني الاندماجي لم تكتمل بعد، وإن كانت قد قطعت شوطاً كبيراً، ولكن بسبب الاحتلال العسكري الأمريكي، تزايدت الخلافات بين الكتل الاجتماعية العراقية، وقد استغلت سلطات الاحتلال الأمريكي التقسيمات الاجتماعية مستخدمة شتى الطرق والوسائل الاستخبارية، وعمدت إلى إشعال الفتنة الطائفية في العراق منذ الوهلة الأولى بدعمها لحركة المؤتمر الوطني العراقي التي يتزعمها أحمد الجلبي، وقامت باستقدام الخبراء الإسرائيليين، وغيرهم.
لقد نجحت سلطات الاحتلال الأمريكي في إشعال نار الفتنة داخل العراق، والكثير من العراقيين يعرف ذلك، كذلك عمدت سلطات الاحتلال إلى تحقيق عدة جوانب في الفتنة الطائفية العراقية، بما يحقق للإدارة الأمريكية الآتي:
- التذرع بوجود حرب أهلية داخل العراق، على النحو الذي يبرر لإدارة الرئيس بوش تبني خيار عدم الانسحاب من العراق، وإرسال المزيد من القوات لـ(حماية أرواح العراقيين وممتلكاتهم).
- اتهام سوريا بالتدخل في العراق.
- اتهام إيران بالتدخل في العراق.
- ابتزاز أموال النفط العربي.
وحالياً أفادت المعلومات عن وجود مخطط أمريكي استخباري بما يتيح للإدارة الأمريكية التحرش بإيران. وتقول المعلومات الواردة من العراق عن انكشاف أمر مجموعة من الأمريكيين تقوم بجلب الأسلحة الإيرانية وتوزيعها على بعض الأطراف العراقية، وذلك من أجل استخدامها في أعمال العنف.. ثم الإدلاء أمام الرأي العام الأمريكي والعراقي والعربي والعالمي بأن إيران تعمل على نشر الرعب والإرهاب داخل العراق.
هذه المعلومات وردت في موقع (يوم آخر من الامبراطورية) الالكتروني الأمريكي، وأيضاً على موقع (غلوبال ريسيرش) الالكتروني الكندي.
يقول المحلل كورت نيمو: لقد حاول المحافظون الجدد أن يفعلوها مرة أخرى، فبعد أكذوبة أسلحة الدمار الشامل العراقية، يحاولون استخدام أكذوبة قذائف المورتر الإيرانية لتضليلنا باعتبارها دليلاً دامغاً على التدخل الإيراني في العراق.
أما تيلور ماش، فقد قدم تحليلاً فنّد فيه المزاعم الأمريكية، التي وردت في المؤتمر الصحفي الذي عقدته قوات الاحتلال الأمريكي في بغداد وعرضت فيه أمام الإعلام العالمي بعض قذائف المورتر الإيرانية الصنع.
وبعد تحليل مستفيض توصّل تيلور ماش إلى أن هذه الأسلحة الإيرانية، يحتمل وجود افتراضين في العراق لا ثالث لهما:
- أن يكون قد تم تهريبها بواسطة الأمريكيين أنفسهم، وذلك بعد أن حصلوا عليها في مكان آخر، أو بواسطة طرف عالمي يتعامل مع إيران، أو ربما بواسطة إسرائيل التي تربطها علاقات مع شبكات المافيا الروسية- الإسرائيلية المتغلغلة في دول آسيا الوسطى، والتي تربطها علاقات وثيقة مع إيران.
- أن يكون قد تم صنعها في أمريكا أو ربما إسرائيل، بحيث تكون على هيئة الأصل الإيرانية تماماً، ثم بعد ذلك تم نقلها إلى داخل العراق.
هذه الاستنتاجات تم التوصل إليها بسبب الخلل الذي ورد في حديث الناطق العسكري الأمريكي في المؤتمر الصحفي، والذي زعم مؤكداً أن هذه الأسلحة تم الحصول عليها في منطقة أربيل الكردية بشمال العراق، وقد رأى الكثير من المحللين الصحفيين الذين حضروا هذا المؤتمر في هذا الزعم دليلاً على بطلان الاتهام الأمريكي، وذلك للآتي:
• ان إيران لا تتعامل مع المناطق الكردية خاصة منطقة أربيل، والذي يعمل في هذه المنطقة هو عناصر الموساد الإسرائيلي والقوات الأمريكية، إضافة إلى أن الفصائل الكردية التي تسيطر على هذه المنطقة ترفض وتتشدد في التعامل مع إيران، بسبب علاقتها مع أمريكا وعناصر الموساد.
• إن الزعم بأن هذه الأسلحة والقذائف تم العثور عليها في أربيل، قد دفع الصحفيين إلى توجيه سؤال آخر للمتحدث الأمريكي بأنه من (جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر، وبعض الفصائل الشيعية الأخرى).. وكانت هذه الإجابة موضع تساؤل أيضاً.. إذ انه كيف يقبل العقل أن لا يتم إرسال الأسلحة لهذه الفصائل عبر جنوب العراق، ويتم بدلاً عن ذلك إرسالها عن طريق أربيل العراقية شمالاً في كردستان ثم يتم تمريرها عبر المناطق السنية وسط العراق، لكي تصل إلى أصحابها.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...