موسكو تعمل على إقناع أنقرة بوقف هجومها على دمشق

18-04-2013

موسكو تعمل على إقناع أنقرة بوقف هجومها على دمشق

أعلنت موسكو وأنقرة، أمس، تأييدهما لحل الأزمة السورية بالطرق السلمية. وفيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تغيير النظام في سوريا كشرط مسبق لبدء الحوار أمر غير واقعي مطلقا، معتبرا أن مجموعة «أصدقاء سوريا» تلعب دوراً «سلبياً» في النزاع السوري، أعلن نظيره التركي أحمد داود أوغلو أن «سوريا هي للشعب السوري وليست لـ(الرئيس بشار) الأسد، ولذلك فإن الشعب هو من يقرر مستقبل بلاده».داود اوغلو ولافروف خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك في اسطنبول امس (ا ب ا)
وعبّر لافروف وداود اوغلو، في بيان مشترك بعد اختتام اجتماع «مجموعة التخطيط الإستراتيجي الروسية - التركية» في اسطنبول، عن «قلقهما من سقوط القتلى والدمار ومعاناة الناس في سوريا، وتداعيات الصراع الدائر في سوريا على البلدان المجاورة والمنطقة قاطبة»، وأكدا «تأييد بلديهما لحل سلمي يأخذ في الاعتبار تطلعات الشعب السوري وتمنياته، واتفقا على مواصلة التعاون وفقاً للبيان الصادر عن اجتماع مجموعة العمل حول سوريا في جنيف في 30 حزيران» الماضي.
وشدد لافروف وداود اوغلو على «ضرورة إيجاد حل عادل وثابت ينهي الصراع العربي - الإسرائيلي وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي ومبادرة السلام العربية». وأكدا «ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة ضمن حدود العام 1967».
وأشار البيان إلى «نية روسيا وتركيا تطوير العلاقات الثنائية في المجالين السياسي والاقتصادي. وبحث لافروف وداود اوغلو ما يجب اتخاذه من خطوات لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 100 مليار دولار في السنة».
وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع داود اوغلو في اسطنبول، «هناك شرط مسبق مطروح (لبدء الحوار الداخلي السوري) هو تغيير النظام، لكنه أمر غير واقعي مطلقا»، مضيفا ان «روسيا لا تقوم بتغيير السلطات أو الأنظمة في الدول الأخرى». وتابع «إننا لا نهتم بتغيير النظام أو شرعنة مثل هذه المحاولات».
وحذر لافروف من أن «المراهنة على الحل العسكري للأزمة السورية، وعزل نظام الرئيس بشار الأسد ستؤدي إلى زيادة الأخطار المحدقة بسوريا وزيادة عدد القتلى من الأبرياء وتوسيع نفوذ الإرهابيين في المنطقة». وأشار إلى «وجود أنصار للحل العسكري في صفوف المعارضة وفي دمشق على حد سواء»، موضحا أن «موسكو تحث القيادة السورية على تنفيذ وعودها بمراعاة بيان جنيف». وتابع «إذا تركنا الوضع لمن يراهن على الحل العسكري، فإن الفظائع التي ذكرها نظيري وصديقي (داود أوغلو) ستزداد، بالإضافة إلى توسيع دائرة نفوذ الإرهابيين». واعتبر انه «آن الأوان للمعارضة السورية أن توقف عملياتها العسكرية وبدء الحوار تمهيداً لبدء عملية الانتقال الديموقراطي».
واعتبر لافروف أن «أنشطة مجموعة أصدقاء سوريا تأتي بتأثير سلبي أكبر من تأثيرها الإيجابي على الوضع في هذه البلاد. إننا ننظر إلى نشاط هذه المجموعة من مواقف براغماتية بحتة، ونتساءل حول ما إذا كان هذا النشاط يساهم في تنفيذ ما تم التوصل إليه بالإجماع في جنيف في أم لا؟ وحسب تقييمنا، فإن تأثيره على تنفيذ اتفاقيات جنيف سلبي أكثر من كونه إيجابيا». وتابع «إذا كانت هناك آلية تستهدف عزل أحد أطراف النزاع، فإننا نفقد فـــرص الحوار وإيجاد سبل التسوية».
وكرر لافروف انتقاده لقرار القمة العربية في الدوحة تسليم مقعد سوريا إلى «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، موضحا أن هذا الأمر «ضد اتفاق جنيف ولا يساهم في إنهاء الأزمة».
وحول اجتماع مجموعة «أصدقاء سوريا» في اسطنبول في 20 نيسان الحالي، أعرب لافروف عن أمله في أن «يتغلب العقل والبراغماتية ومصالح الشعب السوري خلال هذا الاجتماع في ما يخص تسوية الأزمة السورية». وأشار إلى أن «بعض المشاركين في المجموعة أكدوا لهم أنهم سيبحثون عن سبل لبدء الحوار، وأعوّل على أن ينجح هذا التوجه».

وأعلن داود أوغلو، من جهته، أن «أنقرة قدمت مساعدات بحوالي 700 مليون دولار إلى اللاجئين السوريين»، مشددا على أن «المنظمات الدولية يجب ألا تتجاهل مشكلات سوريا»، وانه على «المجتمع الدولي السعي لوقف إراقة الدماء في سوريا، خصوصاً أنه لا يمكن عزل سوريا عن الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».
وقال إن «عدد اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا يصل إلى 200 ألف شخص، بينما يبلغ عدد اللاجئين في دول أخرى 100 ألف»، مشيرا إلى أن «3 ملايين شخص تضرروا نتيجة الأزمة في تركيا».
واعتبر داود اوغلو، الذي التقى رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد معاذ الخطيب، أن «الأزمة السورية هي نتيجة العنف الذي يمارسه نظام الأسد بحق شعبه، وهي تؤثر سلبا على تركيا». وقال إن «تركيا حاولت في بداية الأزمة إقناع الأسد بألا يستخدم القوة ضد شعبه، لكنه رفض ذلك»، ودعا «المجتمع الدولي إلى تبني موقف موحد والتضامن بشأن سوريا». وأعلن أن «اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا يرمي إلى إيجاد سبل ممكنة لتسوية الوضع في سوريا».
ودعا داود أوغلو إلى «إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية»، موضحا أن «إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط يساعد على حل النزاعات في المنطقة»، فيما أعلن لافروف أن موسكو «ستعمل من أجل عقد مؤتمر مكرّس لمسألة إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...