المذاكرة في المقاهي «تقليعة» تلامذة دمشق

19-01-2009

المذاكرة في المقاهي «تقليعة» تلامذة دمشق

في السنوات الماضية كان أنس يتذرع لوالدته عند عودته إلى المنزل في وقت متأخر بأنه كان يذاكر في بيت صديقه، اليوم حين تريد والدة أنس الاطمئنان عليه تتصل به على هاتف المقهى الذي صار الشاب يرتاده لساعات طوال خلال اليوم بحجة الدراسة.

أنس يدرس الاقتصاد في جامعة دمشق وانتقلت إليه عادة الدراسة في المقاهي عبر أصدقائه اذين باتوا مواظبين على التردد إلى المقهى محملين بكراريسهم وكتبهم. يقول أنس معبراً عن ارتياحه للدراسة في المقهى: « أفضل الدراسة هنا حيث بإمكاني تبادل المعلومات مع زملائي في الكلية ممن يرتادون المقهى ذاته بغرض الدراسة، فإن صعُب عليّ شيء ما في المقرر الدراسي أناقشه مع زملائي، أما في المنزل فأشعر بالنعاس والملل حين أحاول التحضير للامتحان وحيداً».

وعادة المذاكرة في الأماكن العامة ليست جديدة بين الطلاب السوريين، فمن الشائع قبل موعد الامتحانات توافد الطلاب بكثرة إلى المكتبات وساحات الكليات والمعاهد وحتى في الحدائق العامة بغرض المذاكرة، غير أن الدراسة في المقاهي بدأت تأخذ رواجاً أكبر خصوصاً في موسم الشتاء.

يقول علاء وهو طالب حقوق في جامعة دمشق: «أقيم في السكن الجامعي، حيث أتشارك غرفة صغيرة مع زميل لي لا يمكنه المذاكرة إلا بصوت مرتفع، الأمر الذي يدفعني للخروج من الغرفة للمذاكرة في إحدى المكتبات أو الحدائق العامة». ويضيف: «لأن الامتحان النصفي يأتي في فصل الشتاء، صرت أرتاد المقاهي أكثر هذه الأيام للدراسة حيث يمكن أن يتوفر بعض الدفء».

وعلى رغم أن الضوضاء صفة تلازم المقاهي عادة، إلا أن ذلك لا يمنع الطلاب من ارتيادها بغرض المذاكرة، فثمة وجوه تجلس دائماً الى الطاولة ذاتها في إحدى الزوايا تقلب صفحات الكتب. ويقول أيهم وهو أحد رواد مقهى «الروضة» الشهير وسط العاصمة دمشق: «ارتاد هذا المقهى كثيراً في الأحوال العادية، وخلال أيام الامتحان أصطحب كتبي معي لأذاكر ولا تزعجني الاصوات والضوضاء بل تمنحني مهارة التركيز على رغم وجود المؤثرات الخارجية». والمؤثرات الخارجية التي يتحدث عنها أيهم لا تتوقف عند الضجيج، فتواجد شبان وشابات في أعمار المراهقة بحجة المذاكرة يرسم علامة استفهام حول مدى قدرتهم على التركيز.

ويقول أسعد صاحب مقهى في منطقة أبو رمانة وسط دمشق: «هذه الأيام أكثر زبائني من طلاب الثانوية والجامعة، يصطحبون كتبهم ويجلسون ليذاكروا، لكن كثيراً ما أجدهم يثرثرون عن الأساتذة ويشتكون من صعوبة المقرر الدراسي أكثر مما يدرسون». ولا يقتنع أسعد بأن زبائنه من الطلاب يرتادون مقهاه بالفعل للمذاكرة لكنه لا يفوت فرصة لجذبهم. والأمر لا يتوقف على تقديم القهوة والشاي والسندويشات التي تحظى بشعبية كبيرة أو حتى حجز طاولة تتسع لكل أفراد «الشلة»، بل صار يخفض صوت الموسيقى ويحجز ركناً للطلاب بعيداً من بقية الزبائن، كما أنه صار أحياناً يوفر بعض الكتب والمراجع لزبائنه من الطلاب الذين ينوون المذاكرة بالفعل!

لينا الجودي

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...