1 من بين 5 أشخاص يعاني من مرض نفسي في سورية

03-05-2024

 1 من بين 5 أشخاص يعاني من مرض نفسي في سورية

الإحصائيات العالمية تشير إلى أن حوالي شخص واحد من بين كل تسعة أو عشرة أشخاص يعاني من اضطراب نفسي في المجتمعات المستقرة، ولكن هذه الأرقام يمكن أن ترتفع بشكل كبير في البلدان التي تواجه حروبًا أو أزمات طويلة الأمد.

هذا هو الحال في سورية، حيث تسببت الحرب والأزمات المتتالية في ارتفاع معدلات الاضطرابات النفسية بشكل ملحوظ.

وفقًا للدكتور جميل ركاب، الاستشاري في الطب النفسي، هذا الارتفاع في معدل الاضطرابات النفسية ليس مفاجئًا في بلد يعاني من تداعيات الحروب والأزمات المتعددة، والتي تشمل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، وكذلك المشكلات الوطنية والعقائدية.

الحرب في سورية خلفت آثارًا اجتماعية قاسية، حيث أصبح العديد من كبار السن دون مرافقين، وانتشرت ظاهرة الأسر المتفككة، مع أفراد عائلات منتشرين في دول مختلفة مثل ألمانيا ومصر ودبي.

وتقدر المصادر الوطنية أن هناك نحو مليون شخص بين مفقود وشهيد، ما يعني أن هناك عائلات عديدة تعيش في حالة حداد مستمر على أحبائها.

يضيف الدكتور ركاب أن الأرقام المتعلقة بالاضطرابات النفسية تتضاعف في البلدان التي تعاني من أزمات، مشيرًا إلى أن هذا هو الحال في سورية، رغم عدم توفر إحصائيات رسمية وفقاً لصحيفة البعث.

وبرأيه، حتى لو تم إجراء إحصائية، فإنها ستكون مكلفة للغاية ولن تغير من الحقائق على الأرض، إذ إن توفير الخدمات العلاجية لهؤلاء المرضى هو الأهم، وليس مجرد معرفة النسب.

بناءً على تجارب مشابهة في دول مثل العراق ولبنان وباكستان، يعتقد الدكتور ركاب أن ما بين 20% إلى 30% من السكان في سورية يعانون من اضطرابات نفسية، وأبرزها الاكتئاب والقلق، التي كانت شائعة حتى قبل الحرب، لكنها زادت بشكل كبير خلال الحرب.

الدكتور ركاب يشير أيضًا إلى نقص كبير في قدرة المجتمع على التعامل مع بعض الاضطرابات، مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند الأطفال، والذي يمكن أن يرتفع في ظل الظروف الحالية، خاصة مع نقص اهتمام الأهل وتراجع جودة التعليم في المدارس. هذا الوضع قد يؤدي إلى آثار سلبية أعمق على الأطفال والمحيطين بهم.

بالنسبة للفئات الأكثر تأثرًا بالحرب، يوضح الدكتور ركاب أن الشباب هم الأكثر عرضة للآثار السلبية، فهم يواجهون تحديات متعددة تتعلق بالاقتصاد والوضع الأمني والهجرة، مما يجعلهم عرضة للأزمات النفسية وأحيانًا الجسدية مثل الأزمات القلبية. عوامل أخرى مثل التدخين وسوء التغذية وقلة النشاط البدني تزيد من هذه المخاطر.

من ناحية أخرى، يشير الدكتور ركاب إلى نقص حاد في عدد الأطباء النفسيين في سورية، وهو ما يُعد مشكلة كبيرة، خاصةً مع ارتفاع الحاجة إليهم. وقد أشار إلى أن هذا النقص مرتبط بعدم وجود بيئة عمل جاذبة للأطباء، إلى جانب عوامل مثل الضرائب العالية والملاحقة المالية، مما يجعل الوضع بيئة طاردة للاستثمار الطبي. الإحصائيات الأخيرة أظهرت أن هناك حوالي 73 طبيبًا نفسيًا في جميع أنحاء سورية، معظمهم في دمشق، مع عدم وجود أي طبيب نفسي في بعض المحافظات.

أسعار الأدوية النفسية في سورية لا تزال من الأرخص، لكن حتى هذا الوضع بات عبئًا على المواطنين، مما يزيد من صعوبة الحصول على الرعاية الصحية النفسية اللازمة.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...