روسيا تدعو الإبراهيمي للالتزام بخطة أنان واتفاق جنيف

25-08-2012

روسيا تدعو الإبراهيمي للالتزام بخطة أنان واتفاق جنيف

الأخضر الابراهيمي «خائف»، ولا عجب لذلك. فالمبعوث المشترك إلى سوريا الذي أكد وضعه مصلحة «الشعب السوري» فوق كل اعتبار، بين الدعوات الروسية له إلى الالتزام بخطة سلفه كوفي أنان واتفاق جنيف، والتوافق التركي - الأميركي على إقامة «درع استخباراتي» قبالة الشمال السوري، ونية ايران تقديم اقتراح لتسوية الأزمة، تبدو مهمته ضبابية.
أما دمشق، فحذرت الغرب من التدخل العسكري واتهمت أميركا وبريطانيا بدعم الدول التي تقف وراء وجود تنظيم «القاعدة» في سوريا، فيما سجّل العنف ذروة جديدة خلال شهر آب الذي لم يكتمل بعد بسقوط أكثر من 4000 قتيل.
والتقى الإبراهيمي في نيويورك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ثم عقد مؤتمراً صحافياً كان الأول له في مقر المنظمة منذ تكليفه بمنصب المبعوث المشترك إلى سوريا. وقال الإبراهيمي، متوجهاً إلى بان، «عندما اتصلت بي قلت لك إنني أحس بالفخر والإطراء والتواضع والخوف، ولا زلت في هذا الإطار العقلي».
وأضاف الإبراهيمي «سيكون الشعب السوري سيّدنا الاول. سننظر في مصالحه فوق كل شيء وقبله»، فيما اعتبر بان أن «موهبة الإبراهيمي غير العادية، وخبرته» ستكونان ضروريتين لجلب السلام والاستقرار إلى سوريا، وتعزيز حقوق الإنسان. ويتجه الإبراهيمي خلال الأسابيع المقبلة إلى القاهرة للقاءات مع الجامعة العربية، بعد توليه منصبه رسمياً في الأول من أيلول المقبل.
من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في حديث هاتفي مع الإبراهيمي، أن المساعي الرامية إلى حل الأزمة السورية يجب ان تعتمد على خطة كوفي أنان والبيان الذي تبنته مجموعة العمل حول سوريا في مؤتمرها في جنيف.
وأفادت وزارة الخارجية الروسية، في بيان لها، أن لافروف والإبراهيمي بحثا التطورات الأخيرة حول سوريا في اتصال هاتفي حيث اكد لافروف تمسك موسكو المبدئي بضرورة وقف سفك الدماء وبدء الحوار السياسي بين الطرفين المتنازعين في أسرع وقت، على أساس خريطة الطريق المعروفة لحل الأزمة السورية والمتمثلة في خطة كوفي أنان».
وأشارت الوزارة إلى أن الإبراهيمي «اتفق مع هذا الموقف، مؤكداً أنه سيتعامل مع جميع الأطراف السورية ومع كل الدول القادرة على تغيير الوضع السوري بدون استثناء، من أجل تحويله إلى مجرى الحوار السياسي الشامل». وأضافت الوزارة أن لافروف أكد أيضا تأييد روسيا لتعيين الإبراهيمي مبعوثاً أممياً عربياً خاصاً، مشيراً إلى استعداد روسيا للتعامل معه في الملف السوري.
في المقابل، توافق مسؤولون أتراك وأميركيون أمس الأول، على إقامة «درع استخباراتي» لمواجهة «العمليات الارهابية» داخل الاراضي التركية، في ختام مباحثاتهم في انقرة. وتركزت المباحثات حول فرض حظر جوي على سوريا، وإنشاء منطقة عازلة داخل الأراضي السورية.
وذكرت مصادر دبلوماسية لتلفزيون «أن تي في» التركي أن المباحثات استغرقت ست ساعات في مقر وزارة الخارجية التركية في أنقرة وتركزت على الأزمة السورية، وسبل مكافحة الإرهاب من جانب عناصر منظمة حزب العمال الكردستاني وتنظيم «القاعدة». واتفق الجانبان على وضع «آلية تنسيق متكاملة» بين الديبلوماسيين والعسكريين ورجال الاستخبارات.
وأشارت المصادر إلى أن المباحثات تناولت قلق الجانب الأميركي من تمركز عناصر تنظيم القاعدة في شمال سوريا، وقدرة حصولهم على الأسلحة الكيميائية والبيولوجية «بعد انهيار النظام السوري بسبب فراغ السلطة في المنطقة».
وأكد الجانب التركي خلال الاجتماع عدم السماح لتمركز عناصر حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا، وبأنه لا يمكن السماح بأن يصبح شمال سوريا «جبل قنديل ثانياً»، في أشارة الى الجبل الذي يطل على الحدود التركية العراقية وتحتمي فيه عناصر حزب العمال الكردستاني الانفصالي في تركيا.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن إيران ستقدم اقتراحاً لتسوية النزاع في سوريا في قمة دول عدم الانحياز والتي من المقرر أن تعقد الأسبوع المقبل في طهران.
ونقلت وكالتا الأنباء الإيرانيتان «مهر» و«فارس» عن صالحي قوله إن إيران «لديها اقتراح حول سوريا وستعرضه في قمة دول عدم الانحياز»، مؤكداً أن الاقتراح «عقلاني ومقبول من جميع الأطراف ومن الصعب جداً معارضته».
وقال صالحي إن «طهران مستعدة لاستضافة محادثات بين الحكومة والمعارضة السورية بعد قمة عدم الانحياز والجمعية العامة للأمم المتحدة»، مضيفاً أن «قسماً كبيراً من المعارضة السورية مستعد للمشاركة في هذه المحادثات».
وأكد صالحي مجدداً دعم طهران لدمشق معتبراً أن الأزمة السورية «مفتعلة» وأنه يمكن تسويتها عبر محادثات بين الحكومة والمعارضة، مشيراً إلى أن «دعم النظام السوري يشكل ركيزة في السياسة الخارجية الإيرانية لأن سوريا بشار الأسد تشكل عنصراً أساسياً في المقاومة ضد إسرائيل». وقال «نحن غير مستعدين للتخلي عن هذه السياسة».
إلى ذلك، يصل رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) علاء الدين بروجردي إلى سوريا اليوم، في زيارة تستغرق يومين لإجراء مشاورات مع كبار المسؤولين السوريين حول سبل تنمية العلاقات بين برلماني البلدين.
ومن المقرر أن يجري بروجردي خلال هذه الزيارة مباحثات مع رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام ومسؤولي اللجان البرلمانية حول سبل تنمية العلاقات الثنائية.
إلى ذلك، قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، في مقابلة مع شبكة «سكاي نيوز» البريطانية ، إن «سوريا لا تريد الحرب مع أي جهة، لكنها لن تكون نزهة لمن يفكر في المجيء إليها». ونفى الزعبي أن تكون بلاده اعترفت بأنها تملك أسلحة كيميائية، مشدداً على أن البيان الصادر عن وزارة الخارجية السورية بهذا الشأن الشهر الماضي «تم تحريفه».
وأضاف إن بيان الوزارة «قال إذا كانت لدينا تلك الأسلحة الكيميائية فلن نستخدمها، وهي مثل الأسلحة النووية في إسرائيل لا يمكن أن تستعملها في بلدها أو في البلدان المجاورة، وهي سلاح رادع ونحن لم نقل إننا نمتلكها». واتهم الزعبي الولايات المتحدة وبريطانيا بدعم البلدان التي قال إنها «تقف وراء وجود تنظيم «القاعدة» في سوريا»، وقال إن «قطر والسعودية وتركيا تملك السلطة على تنظيم القاعدة». وأضاف «لست متأكداً من مدى التأثير الذي تملكه بريطانيا والولايات المتحدة على «القاعدة» والسعودية وتركيا لمنعهما من تأجيج هذه النار بالأسلحة والمال».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...