موسكو: لا فصل سابعاً في سوريا

17-09-2013

موسكو: لا فصل سابعاً في سوريا

صحيح أن كلام سيرغي لافروف يوم أمس حمل الكثير من التعابير الدبلوماسية، لكن صوته كان أقوى من أزيز الرصاص. بدأ حديثه، في موتمره الصحافي المشترك مع نظيره المصري نبيل فهمي في موسكو، بالقول إنه «أكيد أنّه رغم كل التصريحات الصادرة عن بعض العواصم الأوروبية، فإن الجانب الأميركي سيلتزم بدقة ما اتفق عليه كشريك جدي».

لكنه أردف قائلاً إنّه «إذا أراد أحد ما التهديد أو البحث عن ذرائع لشنّ ضربات، فإنها طريق تعطي إشارة للمعارضة وكأننا ننتظر منهم استفزازات جديدة، وهي أيضاً طريق يمكن أن تنسف بشكل نهائي آفاق انعقاد جنيف 2».
وشدد لافروف على وجوب أن «ندرك أنّه إذا أردنا حلّ مسألة إتلاف الأسلحة الكيميائية في سوريا، فإن خريطة الطريق الروسية ــ الأميركية تطرح طريقاً مهنياً وملموساً»، مشيراً إلى أن الاتفاق الذي أُبرم مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري لا ينص على أن القرار الذي يجب أن يعتمده مجلس الأمن الدولي حول تفكيك الترسانة الكيميائية السورية سيأتي على ذكر اللجوء إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة.
وقال إن «البعض لم يفهم ما توصلنا إليه مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، والبند السابع غير مطروح»، مشيراً إلى «الجاهزية للقاء كافة أفرقاء المعارضة السورية في موسكو ومناقشة كل شيء».
تصريحات لافروف، التي تزامنت مع أجواء احتفالية عكستها الصحف الروسية أمس بالانتصار الدبلوماسي في المواجهة الأخيرة مع الغرب حول سوريا، عكست امتعاضاً روسياً من محاولة واشنطن ترويج قراءتها لتفاهمات جنيف، وجاءت صدى لاجتماعات باريس التي جمعت كيري إلى نظيريه الفرنسي لوران فابيوس والبريطاني وليام هيغ. وكان الوزراء الثلاثة قد دعوا إلى صدور قرار على وجه السرعة من الأمم المتحدة يلزم سوريا بالتخلص من ترسانتها الكميائية. وقال كيري إن «روسيا وافقت على الفصل السابع في حال عدم التزام الاتفاق واستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، لذا تطبيق الفصل السابع يأتي تلقائياً في حال عدم التزام الاتفاق»، مشيراً إلى أن «اتفاق جنيف سيحمي الأقليات ويأتي بنظام يحترم الآخر». وأضاف أن «السبيل الوحيد للنصر في سوريا هو عبر إعطاء الشعب السوري فرصة اختيار قائده الجديد»، مشيراً إلى أن «الأسد فقد أي شرعية تخوله أن يحكم بلاده».
بدوره، قال فابيوس: «إننا عازمون على الحصول على قرار قوي من مجلس الأمن الدولي خلال الأيام المقبلة»، معلناً تنظيم «لقاء دولي واسع حول الائتلاف الوطني السوري» المعارض الاسبوع المقبل في نيويورك. وقال: «علينا أن نجعل النظام (السوري) يدرك أنّه لا آفاق أمامه سوى طاولة المفاوضات. نعرف أنّه من أجل التفاوض على حل سياسي، يجب أن تكون هناك معارضة قوية، وبالتالي فإننا نعتزم أيضاً تعزيز دعمنا للائتلاف الوطني السوري».
أما هيغ، فقال إنّ «نظام دمشق تحت الضغط من أجل أن يطبق هذا الاتفاق بشكل تام. يجب أن يكون العالم على استعداد لاستخلاص النتائج إن لم يفعل».
كلام كرره الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال استقباله لكيري وهيغ. قال إنّ «من الأساسي» التوصل إلى «قرار قوي وملزم» حول سوريا في مجلس الأمن، داعياً إلى «جدول زمني دقيق» لضبط الأسلحة الكيميائية السورية وإتلافها. وشدّد على ضرورة أن يبقي الحلفاء الثلاثة «الخط الحازم نفسه الذي سمح بإطلاق هذه العملية الدبلوماسية والتضامن»، على ما علم من محيطه.
من جهته، رأى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن الاتفاق الروسي ـــ الأميركي يمكن أن يضع حداً للتهديد الكيميائي هذا لسوريا، منبهاً إلى أن الاتفاق ما زال يجب تطبيقه، مضيفاً: «إننا لم نصل بعد إلى ذلك».
وفي السياق، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أمس، أن برنامج تدمير مخزون الأسلحة في سوريا سيبدأ «خلال أيام». وأضافت، في بيان، أنّ «خبراء في منظمة تدمير الأسلحة الكيميائية بدأوا عملهم ويعدون خريطة طريق تستبق مختلف التحديات بهدف التحقق من المخزونات المعلنة في سوريا»، مشيرة إلى أنّ «المجلس التنفيذي للمنظمة سيلتئم قريباً جداً» لبحث الملف السوري. ويتوقع أن يعقد هذا الاجتماع الخميس أو الجمعة.
وكان لافتاً تأكيد المبعوث الأممي العربي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، أنّ هناك أملاً كبيراً في انعقاد مؤتمر «جنيف 2» الشهر المقبل، مؤكداً أنّ على أطراف المعارضة أن تدرك أن لا حلّ عسكرياً في سوريا. وأكد، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، أنّ الدور الأميركي والروسي أساس في أي تسوية مستقبلية في سوريا، مضيفاً: «نأمل أن يتوحد الموقف العربي إزاء الحل السلمي للأزمة السورية». وأشار إلى أن اللقاء المقبل في الأمم المتحدة سيكون موسعاً وستشارك فيه أطراف دولية وإقليمية.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...