الدمج بين مجموعات التكنولوجيا والإعلام يهدد الخصوصية

26-10-2016

الدمج بين مجموعات التكنولوجيا والإعلام يهدد الخصوصية

تهدف مشاريع الدمج الكبرى بين أوساط التكنولوجيا ووسائل الإعلام، من بين أهداف عدة، الى تسهيل الوصول الى المعلومات التي يمكن أن تساهم في توجيه الإعلانات والمحتويات توجيهاً أفضل. إلا أن ثمة قلقًا على انتهاك الخصوصية، عبر استخدام هذه البيانات من دون أي ضوابط عبر الانترنت أو خارجها.
يقول جيفري تشيستر من منظمة «سنتر فور ديجيتال ديموكراسي» للدفاع عن حقوق المستهلكين «بالنسبة لوسائل إعلام القرن الحادي والعشرين كل شيء يدور حول القدرة على جمع المعلومات عن أفراد أينما كانوا، أكانوا يستخدمون هاتفا نقالا أو يشاهدون التلفزيون أو كانوا يتبضعون في متجر».
ويؤكد رئيس مجلس إدارة «ايه تي اند تي» راندال ستيفينسون ان عملية الدمج بين مجموعته وشركة «تايم وورنر» التي ستجمع أحد أكبر مزودي خدمات الهاتف النقال والانترنت بمنصات شهيرة توفر مضامين ومحتويات («اتش بي او» و «سي ان ان») سيكون إيجابيا للمستهلكين والمعلنين على حد سواء. «سنطوّر مضامين أكثر تكيفا مع ما تريد شرائح معينة من الجمهور مشاهدته وفي أي توقيت ومكان وعبر أي جهاز، وسنستخدم المعلومات حول المستخدمين من أجل إعلانات أكثر فعالية وأكبر قيمة للمعلنين وزبائننا».
من جهته، حذر السيناتور الأميركي إيد ماركي من ان العملية «قد تزيد الفرص المتاحة للشركة لجمع المعلومات الشخصية والحساسة للمستهلكين الاميركيين واستخدامها». وشدد على ان «هذه البيانات ملك للمستهلكين وليس لمزودي الخدمات عبر الانترنت» ويجب حمايتها تاليا. وتستعد الهيئة الناظمة للاتصالات في الولايات المتحدة (اف سي سي) لدراسة قواعد جديدة تفرض على شركات مثل «اي تي اند تي» و «فرايزون» طلب الإذن من زبائنها اذا ما أرادت الجمع بين معلومات واردة من مصادر مختلفة من أجل توجيه الإعلانات أو مضامين اخرى توجيهاً أفضل.
وكان تحليل تصرفات رواد الانترنت سببا رئيسيًا في تحول «غوغل» و «فايسبوك» الى عملاقين في مجال الإعلانات عبر الانترنت. لكن جيفري تشيستر يعتبر أن الدمج بين مجموعات إعلامية وتكنولوجية، مقلق بسبب المروحة الواسعة من البيانات الواردة من مصادر مختلفة التي ستتوافر لها، بما في ذلك معلومات حول تحديد الموقع الجغرافي عبر الهواتف الذكية حتى عندما لا يكون أصحابها يستخدمونها. ويشير الى ان «هذه الشركات التي تسيطر على بياناتنا، فضلا عن الأجهزة والتطبيقات (ولا سيما النقالة منها) التي نستند اليها، ستكون قادرة على التأثير على المضامين والاتصالات التي نتلقاها ونرسلها».
يقلق كثير من المستهلكين على الطريقة التي تستخدم فيها بياناتهم لتحسين توجيه الرسائل، إلا أن معارضتهم تتلاشى عندما يرون إفادة ملموسة، على ما يلفت غريغ ستيرلنيغ نائب رئيس جمعية «لوكل سيرتش اسوسييشن» التي تضم شركات تقوم بحملات تسويق وفقا لمكان وجود المستهلكين. «ينزعج الناس من تقفي أثرهم عبر الانترنت إلا اننا نسمع كثيرين يقولون إنهم يريدون ان تكون الإعلانات مكيفة وشخصية أكثر». فالمجموعات التكنولوجية الكبرى تجمع المعلومات حول موقع المستهلكين أو الخدمات عبر الانترنت التي يلجأون اليها للقيام على سبيل المثال بتوصيات لنشاطات ترفيهية ومطاعم قريبة أو اقتراح خدمات.
لكن «ايه تي اند تي» تبقى متخلفة جدًا عن «غوغل» و «فايسبوك» في ما يتعلق بالإعلانات النقالة رغم اتفاقها مع «تايم وورنر»، إلا ان «فرايزون»، «تجد نفسها في موقع أفضل بقليل» مع تكنولوجيا الاعلانات التي توفرها «ايه او ال» والخزان الكبير لمستخدمي «ياهو!».


 (أ ف ب)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...