يا رب هزة أرضية من عندك

06-05-2006

يا رب هزة أرضية من عندك


الجمل:  قبل أكثر من عام و ربع عام.. تفتقت عبقرية إدارة مؤسسة الاتصالات السورية عن قرار فرضت بموجبه رسماً يبلغ 4000 ليرة سورية شهرياً على كافة مستخدمي خدمة الريل أي بي ( ( real ip في سورية ..
و كانت الحجة التي فرض بسببها القرار تقول بأن عدد من مستخدمي هذه الميزة قد استغلوها كي " يهربوا اتصالات دولية " خارج سيطرة مؤسسة الاتصالات مما جعل الخزينة العامة تخسر قيمة هذه الاتصالات ..
حينها تداعت عدة أقلام سورية كي تنتقد القرار و لم تستجب المؤسسة لمناشدات الكثير من الأصوات التي نبهت إلى أنها تستخدم سياسة العقاب الجماعي على السوريين بدلاً من أن تحقق و تبحث عن المهربين ..
و حين تطورت سياسة الاعتراض إلى مستوى برنامج إذاعي يناقش المسألة قامت قيامة مدير عام المؤسسة السابق و أتهم بعض المتحدثين في البرنامج بذمتهم و غرد على أثير إذاعة صوت الشعب منافحاً عن سياسة مؤسسته واعداً المهتمين بأن المؤسسة ستجد حلا للمشكلة خلال ثلاثة أشهر على الأبعد ..
و طبعاً مرت الأشهر الثلاثة لتتلوها أخرى ..!
إلى أن فاجأتنا المؤسسة قبل فترة قصيرة بقرارها الذي ألغت به قرارها السابق و لكن غاب عن قرار الإلغاء أي إشارة لرغبة المؤسسة بتعويض من دفع رسوم القرار السابق آلافاً من الليرات بغير وجه حق ..!!
و رغم أن دعوتنا لتعويض المتضررين هي دعوة حق يستحق أن يطالب به إلا إن هذا لا يمنعنا من التنويه بالسياسة الجديدة التي تروج لها وزارة الاتصالات و التي ستحاول تخفيض قيم المكالمات المحلية و الدولية و مكالمات المحمول و توسيع منافذ الاتصال لمشتركي خدمة الإنترنيت فضلا عن تخفيض قيمة هذه الخدمة في سورية ...
نموذج مؤسسة الاتصالات يستحق أن ينظر له ككناية عن الحالة المؤسساتية السورية بشكل عام ..فهذه المؤسسات لا تسمع سوى ذاتها و سوى ما تنبث به شفاه عباقرتها البيروقراطيين ..
و حين تكتشف المؤسسة أنها أخطأت تتراجع عن قراراتها ليعتبر هذا التراجع إنجازاً يضاف إلى إنجازات القيمين عليها ..و رغم عائدات هذا التراجع الإيجابية إلا أن هذا لا يلغي ضرورة السؤال عن الأسباب التي تجعل من المؤسسة الرسمية السورية منقطعة عن سياقها و أقصد المجتمع بكافة شرائحه..فحين يرتفع صوت الصحافة مطالباً بالحق تتجاهل المؤسسة هذا الصوت محيلة إياه إلى عبارتها الشهيرة ( كلام صحافة)
و حين تكتشف أن هذا الصوت الصحفي كان محقاً تنسل و بشكل خفي صوب مطالبه دون أن تشير إلى ريادته في اكتشاف الخطأ..
ربما تحتاج مؤسسة الاتصالات حقاً إلى رجال تنوير معلوماتي و معرفي كوزير الاتصالات الحالي د. عمرو سالم و لكنها و قبل أي شيء و ككناية عن كل المؤسسات السورية تحتاج إلى هزة أرضية تجعلها تدرك هشاشة بنيتها حين لا تكون متصلة بسياقها و مجتمعها الذي يفترض أن تكون الصحافة صوته المدوي ..
فهل يختار القائمون على مؤسساتنا أن يصنعوا هزاتهم بأيديهم بدلاً من أن تأتيهم الهزات مسقطة بالمظلات..؟ 
                                                                                                    علي سفر

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...