لأول مرة: مريض يخضع لجراحة وجه للمرة الثانية!!

27-01-2018

لأول مرة: مريض يخضع لجراحة وجه للمرة الثانية!!

 

منذ 12 عامًا، أُجريت في فرنسا أوّل عملية زرع وجه في العالم بنجاح، وقد ترك الجراحون الفرنسيون بصمتهم في التاريخ الطبي مجددًا الآن باستبدال غِرسة وجهية بأخرى.

فتباع نجاح عملية زرع وجه لرجلٍ ما، ولسوء الحظ، رفض جسمه الغِرسة بعد سبع سنوات، وعاش منذ ذلك الحين دون بديل مناسب لوجهه، فقرر الجراحون المجازفة بمحاولة غرس وجه ثانٍ، ولكن هذه المرة من متبرع مختلف، ورغم أن الوقت ما زال مبكرًا للجزم ما إن كانت ستُقبَل هذه الغرسة، إلّا أنَّ العملية بحد ذاتها قد تكللت بالنجاح.

فيما يخص الغرسات الوجهيّة، يعتبر الرفض المناعي مشكلة مزمنة، لذا راود الجراحين شك كبير بإمكانية إجراء العملية، ناهيك عن نجاحها، وحسب تصريح من وكالة فرنسا الطبية البيولوجية وهيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، كما نقلت صحيفة التلغراف: «توضح هذه الغِرسة لأول مرة أنّ عملية إعادة الزرع ممكنة بحالة الرفض المزمن».

ورغم إتمام العملية، سيتطلب الأمر أسابيع قبل أن يستطيع الأطباء تحديد ما إن كانت ناجحة أم لا، إذ لا يتجاوز مجموع عمليات زراعة الوجه حتى الآن أكثر من 40 عملية، فما زالت إحصائيات النتائج طويلة الأمد قيد التراكم.

ولكن إذا أثبتت هذه العملية نجاحها حقًا، فإنها ستتيح إمكانية إعادة الزرع للمرضى، إذ غالبًا ما يواجه المتلقون لغرسات أعضاء احتمالية رفضها مناعيًا، فيتوجب عليهم تناول أدوية كابحة للمناعة كإجراء وقائي بعد العملية لبقية حياتهم، إلا أن هذه الأدوية لا تخلو من مخاطرها الخاصة أيضًا.

فعلى سبيل المثال يُذكَر مصير إيزابيل دينوار (Isabelle Dinoire)، وهي المريضة الخاضعة لأول عملية زرع وجه في العالم منذ 12 عامًا، إذ أصيبت بالسرطان بعد ذلك وتوفيت جراءه في عام 2016، ويعتقد أطباؤها بتورط التدبير العلاجي الصارم المتضمن لكابحات المناعة، التي كان عليها تناولها للوقاية من رفض الغِرسة، في مفاقمة السرطان لديها، إن لم يكن مسببًا له.

حياة جديدة

رغم اعتبارها إنجازًا جراحيًا مبهرًا، تعد زراعة الوجه عملًا بغاية الخطورة، وتتضمن حياةً مليئة بالمضاعفات، والإنتانات المحتملة، والجراحة، والأدوية، مع التهديد المستمر باحتمالية الرفض المناعي.

ومع ذلك، عادة ما يكون المرضى قد خسروا الكثير، فيساعدهم إجراء العملية على استعادة ما هو أكثر من مجرد نسيج، إذ بعد أن تلقت إيزابيل دينوار الغِرسة الأولى في العالم، قالت: «لربما يكون هذا وجه شخص آخر، ولكنّي عندما أنظر في المرآة، أرى نفسي».

بعد بدء العملية التاريخية في فرنسا، تمت ممارستها في مجموع من 7 دول حتى الآن، ولكنها ما زالت بعيدة عن اعتبارها روتينًا، إذ يتطلب الأمر المزيد من الأبحاث، ليس عن التقنيات الجراحية وطرق تدبير المضاعفات وخطر الرفض وحسب، وإنما أيضًا في مجال الأدوية المطلوبة للوقاية من رفض كهذا.

تستطيع غرسات الوجه معالجة مجال واسع من الحالات المرضية، والناتجة عن اضطرابات وراثية أو حوادث أو اعتداءات، والتي لا يعد معظمها مشوِّهًا وحسب، وإنما يسبب ألمًا كبيرًا للمرضى.

كما قد تسبب إصابةٌ ما فقدان بعض وظائف الجسم، فربما تمكّن الغِرسة المريض من استعادة قدرته على التنفس، والأكل، والكلام، إضافة للسماح له بإظهار تعابير وجهية، وبينما يحتاج المريض بالطبع لكل تلك الوظائف، لا يجب الاستخفاف بمنحه القدرة على الابتسام والضحك من جديد.

I believe science

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...