عقاقير تنحيف بلا رقابة.. آثارها الأولية عسل ونهايتها خيبة وفشل

22-02-2018

عقاقير تنحيف بلا رقابة.. آثارها الأولية عسل ونهايتها خيبة وفشل

 

(ودعي السمنة وانسي الوزن الزائد)، (حبتين يومياً تنقص 7كيلو غرامات من وزنك أسبوعياً)، (وصفات تخسيس وتنحيف من دون ريجيم)، عناوين براقة تلفت نظر كل سيدة تحلم بجسم رشيق بزمن قياسي وتعب قليل وتدفعها إلى الإقبال على شرائها بنهم كبير، وتصل إلى حالة من الهوس لدى بعض السيدات من خلال اعتمادها على هذه المنتجات وحبوب التنحيف المجهولة المصدر والتركيب، ولعل أخطرها تلك التي يروّج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات، وطريقة إعلانية جاذبة وتسويقها على أنها معجزة الموسم، وتؤدي إلى فقدان الوزن بسرعة قياسية، فتتسابق النساء إلى طلبها من دون الأخذ بالحسبان ماقد تسببه هذه المنتجات المنحفة من مضاعفات وآثار جانبية قد تعرض حياتهن للخطر.

وضمن جولة لنا رصدت بعض الحالات لفتيات تناولن هذه المنتجات المنحفة ولم تعط النتائج المرجوة منها.

عواقب وخيمة

سيدرا فتاة تبلغ السادسة عشرة من العمر تعاني السمنة المفرطة، وكغيرها من بنات جيلها تحلم بجسم مثالي رشيق وقد جربت كل طرق التنحيف ولم تلقَ نتيجة، إلى أن قرأت على بعض المواقع عن منتج منحف يساعدها في إنقاص وزنها بشكل كبير وفي وقت قليل من دون رياضة أو ريجيم، فسارعت وطلبت هذا الدواء ،وبعد فترة من تناولها الحبوب شعرت بوهن وتسارع في نبضات قلبها، وبقع حمراء بدأت تنتشر بأنحاء متفرقة من جسمها، فأخذتها والدتها إلى الطبيب الذي منعها من تناول هذه الحبوب، وحذرها من خطورة الاستمرار في تناولها.

أما السيدة سراب فهي كغيرها من السيدات أرادت أن تعود لرشاقتها بعد الولادة وماكان منها إلا أن لجأت إلى شراء علبة من هذه الأدوية المنحفة بعد أن نصحتها بها إحدى صديقاتها، تقول لقد ساهم هذا المنتج بتخفيف شهيتي عن الأكل لكنه سبب وهناً في جسدي وضيقاً في التنفس ومشاكل نسائية عديدة عانيت منها خلال فترة تناول الدواء، فقمت بإيقافه.

فشلت في إنقاص وزني وقررت أن أتناول حبوباً منحفة وقاطع شهية ولاسيما أن إعلاناتها قد ملأت مواقع التواصل، تقول أم إبراهيم: خلال متابعتي لبعض “الكروبات” التي تعنى بالتنحيف وقع نظري على منتج تم الترويج له بطريقة لافتة ومشجعة وبالفعل حصلت على هذا المنتج وبعد أن تناولته شعرت بالفرق وخسرت حوالي 10 كيلو غرامات من وزني، وكنت سعيدة بالنتيجة ولكن بعد أن أوقفته بفترة عاد وزني للزيادة بشكل سريع (وكأنو يا أبو زيد ماغزيت).

تمارين وغذاء صحي منتظم

هيلين مدربة في أحد النوادي الرياضية دعت كل النساء إلى ممارسة الرياضة بشكل منتظم وخاصة رياضة المشي، واتباع نظام غذائي صحي يضمن للجسم كل احتياجاته من السوائل والفيتامينات والكالسيوم والحديد واصفة هذه الطريقة بالحل الأمثل والأضمن لإنقاص الوزن بعيداً عن أي مخاطر على الصحة حتى لو استغرقت وقتاً طويلاً.

مجهولة التركيب

الصيدلاني د.عمار سليم كان له رأي في هذا الموضوع ..يقول هناك بعض الصيدليات التي همها بالدرجة الأولى الربح، تحتوي على منتجات وأدوية تنحيف أجنبية غير خاضعة للرقابة أو مرخصة وغالباً ماتحمل اسم أعشاب منحفة ولكن تكون حسب رأيه مجهولة التركيب وغير مضمونة النتائج مؤكداً أن الكثير من الأنواع تطلب منه وبأسماء محددة مبيناً أن هناك أنواعاً تندرج تحت اسم متممات غذائية وقواطع شهية تباع في المولات وقد نجدها على البسطات وأخرى يتم التسويق لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهذه يجب مراقبتها وضبطها، خاتماً أنه ضد أي عقار تخسيس لأنها تدخل الجسم وتخرب نظامه ودعا إلى محاولة الاستعاضة عنها بطرق أكثر فعالية وأمان.

يرى اختصاصي الداخلية الدكتور عبد الحميد حسن أن تناول الحبوب المنحفة بشكل مستمر يؤدي إلى نقص شهية دائم ينجم عنه نقص حاد في الوزن، إضافة لمخاطر هذه العقاقير على القلب والتنفس والكبد، مؤكداً أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب يجب أن يتجنبوها تماماً.

ولدى توجهنا إلى وزارة الصحة والسؤال عن هذه الأدوية والعقاقير والخلطات المنحفة كان الرد على لسان مدير مخابر الرقابة والبحوث الدوائية الدكتور حازم عبد الحق، إن وزارة الصحة تقوم بمراقبة مستمرة على الأدوية للتأكد من فعاليتها والتأكد على حد قوله، من حسن سير السوق الدوائي ،وإجراء الجولات المكثفة على الصيدليات والمستودعات لضبط المخالفات واتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق المخالفين، متابعاً أن هذه الجولات تتم بشكل دوري خلال الشهر إضافة إلى الجولات العشوائية المفاجئة وأي أدوية يتم ضبطها غير نظامية يتم إتلافها أصولاً.

وعن الأدوية المرخصة يكشف عبد الحق عن وجود مستحضر كيماوي وحيد مرخص وهو «الأورليستات»، أما المستحضرات النباتية فهناك عدد من الأدوية مرخصة أصولاً في وزارة الصحة وتتم مراقبتها، مبيناً أن الوزارة قد قامت بالتعميم إلى كل المتعاملين بالدواء بعدم اقتناء أو تداول أي أدوية غير نظامية وغير مسجلة أصولا في وزارة الصحة تحت طائلة المسؤولية.

وبالنسبة للتقييم الصحي يؤكد د.عبد الحق أن الأدوية والعقاقير والخلطات المنحفة المرخصة من قبل وزارة الصحة تعد مستحضرات آمنة صحياً، مضيفاً أن مديرية الرقابة والبحوث الدوائية تقوم بتحليل الأدوية النباتية المرخصة أصولاً، خاتماً أنه تتم معالجة أي شكوى ترد إلى المديرية بخصوص هذه الأدوية والمنتجات أصولاً.

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...