مسلسل سوري عن غزو العراق واللاجئين العراقيين في سورية

31-12-2007

مسلسل سوري عن غزو العراق واللاجئين العراقيين في سورية

الجمل- محمد قاسم:  في وقت نقلت فيه وكالات الأنباء خبر اكتشاف بضائع إسرائيلية في الأسواق العربية ، ومنها خبر العربية نت في  24 كانون الأول ـ ديسمبر2007م بعنوان تسرب منتجات إسرائيلية إلى أسواق السعودية والبائعونالفنانة نادين يطمسون مصدر الإنتاج  ، وخبر مصادرة أجهزة مراقبة إسرائيلية متجهة إلى العراق النشور في صحيفة تشرين السورية ( الأربعاء 26 كانون الأول 2007 ) وجاء فيه تمكن عناصر الجمارك ظهر أمس في منفذ باب الهوى على الحدود السورية ـ التركية من مصادرة أجهزة إسرائيلية الصنع ،  وهي أجهزة مراقبة وتنصت محملة ضمن شاحنة تركية قادمة من الأراضي التركية ومتجهة إلى العراق وإنها دخلت الأراضي السورية بصفة عبور ترانزيت. ‏
وقد تزامن هذان الخبران مع تصوير مسلسل تلفزيوني سوري بعنوان (خبر عاجل) من إنتاج مديرية الانتاج التلفزيوني في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ، وهو يعالج أهمية الإعلام وخاصة الصحافة المكتوبة، ومن خطوطه الدرامية البارزة موضوع الخبرين المذكورين ( دخول بضائع إسرائيلية إلى الأسواق العربية وغزو العراق )
كتب نص المسلسل بسام جنيد ويخرجه المخرج غزوان بريجان ، ويقوم ببطولته عدد من نجوم الدراما السورية نذكر منهم نادين ـ عبد الحكيم قطيفان ـ ميلاد يوسف ـ مجد نعيم ـ سليم كلاس  ـ تولاي هارون ـ حسام عيد ـ صالح الحايك ـ عاصم حواط  ـ جيهان عبد العظيم ـ ليليا الأطرش ـ سوسن ميخائيل ـ
الشخصية المحورية في المسلسل (هدى) صحفية ، افتتحت جريدة خاصة بعنوان (كلام الشارع ) وكان هاجسها الأكبر كشف الفساد ومحاربته ، لأن لها ثأر شخصي مع الفاسدين الذين كانوا السبب في اغتيال زوجها الصحفي المخضرم ( أحمد ) عندما كان يعمل ملحقا ثقافيا في سفارة سورية في أوروبا ،  واكتشف أن البضائع الإسرائيلية تتسرب إلى البلاد العربية بأسماء شركات أوروبية ، فاغتاله اللوبي الصهيوني .
وحسب ما ذكره المخرج غزوان بريجان تبدأ أحداث المسلسل  قبل غزو العراق بأشهر وتنتهي  بعد سقوط بغداد بنحو سنة ، ويتناول فترة مهمة من تاريخنا المعاصر ولاسيما  في الفترة الممتدة  بين عامي 2003 و2004 والتي تم فيها الغزو الأمريكي للعراق وسقوط بغداد.
ويتحدث عن استشهاد صحفيين بطريقة همجية ، كقصف مقر الجزيرة ومقتل مراسها طارق أيوب وقصف فندق فلسطين للتغطية على الجرائم وإسكات الإعلام كي لا ينقل الحقيقة ، ويكشف صورة أميركا ويقول هذه هي الحضارة التي تريد ان تأتي بها أميركا  .
وتابع المخرج يقول : نرى في المسلسل رد فعل سقوط بغداد عند الناس وكيف انهار ابطال المسلسل مع سقوط المدينة .
وبالمقابل هدى  تحاول مكافحة الفساد ، نجد ان بيتها ينهار من الداخل لأنها لا تعطيه الاهتمام الكافي ، فابنها طارق  تاجر أفلام جنسية ، وابنها الآخر يقضي وقته في مقهى ألعاب كمبيوتر ، بينما تأخذ ابنتها دور والدها في البيت  .
واللافت في شخصيات المسلسل شخصية  ( زاهر )  الذي كان كان ثوريا  فانقلب على المبادئ التي ينادي بها وأصبح يتاجر بكل شيء ، وأقنع نفسه انه رجل هذا الزمان  ، أولاده وزوجته مصاصي دماء الشعب وخيرات المجتمع ، ونراهم كيف ينهارون بموافقته .
ومن المحاور الأساسية ما يتعلق بالعراق ، شخصية عراقي يأتي إلى سورية قبل سقوط بغداد ، وهو احد العلماء المستهدفين ، يهرب من العراق لأنه مهدد بالتصفية ، لأن سورية هي العمق الحضاري والحضن الدافئ .
 ويذكر على لسانه أن سورية استقبلت كل العرب ، الفلسطينيين واللبنانيين ، والعراقيين ، ويرد على لسان العراقي ما سبب لجوء العراقيين إلى سورية من معاناة اقتصادية ومعيشية للشعب السوري  ، وبذلك يعالج المسلسل أحداثا ساخنة راهنة ، هو نبض الشارع ، ويعيش هم المواطن اليوم .
ويلخص المخرج المقولة التي يريد أن يوصلها المسلسل بقوله :
نريد أن نقول إن ( الصحافة ) السلطة الرابعة لها دور كبير في بناء المجتمع  وكشف الجوانب السلبية والايجابية ويجب أن تعطى الحرية لكي تضع الإصبع على الجرح ، ولكي تتمكن من كشف الفساد ومعالجة المشكلات التي تهم الوطن والمواطن .
واختيار هذه الفترة لم يأت اعتباطيا ، ويحلو أن يوصل فكرة ان الفساد الداخلي يمكن ان يؤدي إلى سقوط أنظمة ودول .
وحول أسلوبه الإخراجي يقول لم أحاول الفذلكة ، فاستخدمت الأسلوب الهادئ ، الكاميرا كانت حيادية لكنها هادئة ، لأكثر من سبب ، فقد أردت أن تصل المقولات إلى المشاهد ببساطة ودون ان أحثه على التفسير والتأويل والبحث عن رمز اللقطة ومغزاها والمراد منها أو إشغاله بجمالية الصورة عن مضمونها .
 ولكن طبعا كانت اللقطات مدروسة وفق قواعد التصوير الأساسية ، و ضبط الممثل وطريقة إدارته .
وإذا كنت قد استخدمت الأسلوب البسيط ، فهذا لا يعني السهولة أو العشوائية ، صحيح انه بسيط لكنه ليس سهلا ويمكن ان نطلق عليه الأسلوب السهل الممتنع .
واعتبر بريجان أن قيام التلفزيون السوري بإنتاج هذا العمل وطرح الموضوع جرأة كبيرة ، وحقيقة التعامل مع التلفزيون تعامل جميل ، ربما هناك بعض الاجراءات الروتينية ، لكن عندما يتم الاتفاق على عمل فإن جميع العاملين يعملون بارتياح كامل .

الجمل

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...