صمتاً أيها السوريون!

24-02-2008

صمتاً أيها السوريون!

الجمل- د. عمار سليمان علي: حزورة: من هو الشخص أو من هي الجهة المرجح أنه أطلق / أنها أطلقت الشعار الوارد في العنوان أعلاه؟. أمامكم ثلاثة احتمالات:
الاحتمال الأول: أنظمة الاعتدال العربية ومن يلف لفها ويسعى سعيها ويلحق بها ويسير بركابها من ليبراليين ومُتَلبرلين وليبرالجيين ويساريين سابقين (بالإذن من البروفيسور أسعد أبو خليل) ومثقفين متعولمين وحداثويين وما بعد حداثويين, ومحبين للحياة, وكارهين للموت وثقافته, وللمقاومة ومغامراتها, وجميع من يظهره التحقيق منزعجاً أو ممتعضاً أو مشمئزاً (اقتباس عن أمين الجميل وكارلوس اده) من خطاب الممانعة والمقاومة والصمود والتصدي والرفض والتحدي الذي تتبناه سوريا قيادة وشعباً وحلفاء في وجه المخططات الأمريكية الإسرائيلية, والذي لا يفتأ أولئك المعتدلون (في كراسيهم الفارهة!) يصفونه بالخشبي والجامد والمتطرف والمتصلب والحماسوي (من الحماسة لا من حماس!) ويسمونه بالعاطفي المثير للغرائز والبعيد عن العقلانية... أدام اللـه عليهم عقلانيتهم ولا حرمهم منها ولا حرمها منهم.. آمين!.
الاحتمال الثاني: الحكومة السورية بكافة فرقها وأجنحتها من الفريق الاقتصادي إلى فريق السوق الاجتماعي... إلى فريق طبخ القرارات والخطط والتوجهات, وجميع المستفيدين من الأوضاع الاقتصادية القائمة حالياً والقادمة مستقبلاً وفق قراراتهم وخططهم وتوجهاتهم, وكل من يظهر عليه الانزعاج والتبرم والضيق من سماع أو قراءة الانتقادات السرية أوالعلنية, المكتوبة والمقروءة والمسموعة, أرضياً وفضائياً وانترنتياً, لتلك القرارات والخطط والتوجهات التي تبدأ بإلغاء الدعم عن المواد والسلع الضرورية, ولا تنتهي بزيادة الأسعار وتثبيت الأجور, مروراً برفع الضرائب والرسوم وتخفيض مستوى الخدمات من الكهرباء حتى الانترنت. تلك الانتقادات التي يعمل أولئك المنزعجون جميعاً على تحجيمها وقصقصتها وضبضبتها ولملمتها وإسكاتها ومنعها... وحجبها ومنع توزيعها, ويعتبرونها ببساطة متناهية.. بلا فائدة, لأنهم يعلمون علم اليقين أن كل الفوائد تصب في جيوبهم وجيوب شركائهم وأزلامهم وأتباعهم ومحبيهم.. أدام اللـه عليهم المحبة ولا حرمهم منها ولا حرمها منهم.. آمين!.
الاحتمال الثالث: مواطن مدمن على السكوت والهدوء, يعشق الصمت ويكره الثرثرة والكلام والكلمات... والمكالمات, ولذلك أذهله ما أعلنته مؤسسة الاتصالات مؤخراً عن وارداتها لعام 2007 حيث تبين أنها 55 مليار ليرة سورية نصفها من الثابت ونصفها الآخر من الخليوي, فإذا أضيفت إليها مائة مليار ليرة سورية هي بالحدود الدنيا إيرادات شركتي الخليوي (ربما الرقم أعلى من ذلك بكثير واللـه أعلم!) يكون السوريون قد تكلموا خلال عام واحد بما لا يقل عن مائة وخمسة وخمسين مليار ليرة سورية أي ما ينوف عن الثلاثة مليارات دولار أمريكي, وهو يعادل ربع موازنة الدولة السورية, ويفوق أقصى مبلغ يمكن أن تمنحه(؟) الدول المانحة لدولة منكوبة حتى ولو كان اسمها لبنان واسم رئيس حكومتها فؤاد السنيورة!. فيا أيها السوريون لو امتنعتم عن المكالمات ـ ولا نقول عن الكلام ـ لعام كامل, لوفرتم على جيوبكم كل ذلك المبلغ الهائل الكفيل ـ فيما لو صرف في مواضعه! ـ بتحقيق معدل نمو أعلى من الصين. وقديماً قال المثل العامي:( جوع سني واعرى سني بتصير غني) (بالفصحى: جع سنة واعر سنة تصبح غنياً) , وقد أصبح بالإمكان ومن المناسب أن نضيف إليه: صموت سني (اصمت سنة) بتصير غني!. أدام اللـه علينا وعليكم نعمة الصمت ولا حرمنا ولا حرمكم منها ولا حرمها منا.. آمين!.
ملاحظة هامة: تمنح جائزة قيمة لكل من يحزر الجواب الصحيح, وهي عبارة عن دزينة كاملة غير منقوصة من... المكالمات المجانية, تقدمة من شركتي الخليوي.. المتضامنتين الخالدتين!.
يرجى الاتصال. نحن في انتظار مكالماتكم!.

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...