أدب الدجاجات الثلاثينيات المتحررات العازبات المغناجات

24-06-2006

أدب الدجاجات الثلاثينيات المتحررات العازبات المغناجات

هل سمعت بـ«أدب الدجاجات»؟ انه صرعة جديدة او هو نوع قائم بذاته كما تؤكد صاحباته. وهو انطلق في العام 1996 بالتحديد من الولايات المتحدة الأميركية على يد النيويوركية كانداس بوشنيل مؤلفة «Sex and the city» وهو كتاب ارتكز عليه المسلسل التلفزيوني الذائع الصيت. وهذا الادب يسمى في اميركا «Chik Lit» اختزالاً للكلمتين «Chiken Litt rature» أي «أدب الدجاجات» وهو نوع جديد على الأقل في عيون جمهور هذا الأدب وهن غالباً النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و30 سنة وإذا أردنا التحديد أكثر قلنا هن العازبات الفاهمات, الأمهات المتحررات, اللوليتات (جمع لوليتا) الثريات, الصغيرات المغناجات, فهؤلاء كلهن هدف هذا الأدب الحديث جداً الذي ينحدر من الرواية العاطفية التقليدية.

إذا أردنا ان نتعرف على بطلات أدب الدجاج فعلينا ان ننسى بطلات الروايات التقليدية ذوات الرأي الصائب. فنحن هنا أمام بطلات مهووسات بما يسمى «Look» أي المظهر ومهووسات بالرجال, بطلات يتكلمن بشكل فج, ويردن ان ينجحن على كل صعيد.
«هذا النوع من الرواية يضع المرأة في منظور ما بعد مناصرة النزعة النسوية, ما بعد التحرر النسوي. انه نوع على نفس المستوى مع الحقيقة السيكولوجية والاجتماعية لعصرنا» هكذا يصفه طوني كارتونو مدير نشر الكتب الأجنبية في دار نشر ألبان ميشال الفرنسية, والذي نشر كتاب «يوميات بريدجيت جونس».
وهذا الكتاب كما هو معروف يحوي اعترافات عزباء في الثلاثينيات تشكو زيادة وزنها والوحدة, وهو كتاب للبريطانية هيلين فيدلنغ (اقتبس للسينما). صدر في بريطانيا في العام 1997. ثم صدر بالفرنسية بعد ذلك بثلاث سنوات وبيع منه أربعة ملايين نسخة في العالم.
ويعترف كارتونو ان قراءة مخطوطة هذا الكتاب جعلته في بلبلة «وذلك طبيعي لأنني رجل ولم اكن سوى في الثلاثين من العمر والحالة النفسية لهذه الصبية الانكليزية لا تشبه ابداً ما نعرفه. إذاً طلبت من صبيات يتعاون مع الدار قراءة المخطوطة ولاحظت ان كل النساء يمكنهن التماهي مع بريدجيت جونسن بطريقة او بأخرى». من جهتها الصحفية كانداس بوشنيل افتتحت هذه الظاهرة منذ العام 1996 مع «Sex and the city» وهو كتاب جمعت فيه ما كتبته في زاويتها في مجلة «New york observer» وفيها تكشف بشكل ساخر وقوي عن السلوكيات اللافتة والمضحكة في الوسط الرفيع في عالم الموضة والاعلام في مانهاتن. وهذا الكتاب تحول الى مسلسل تلفزيوني, وبطلته شابة اميركية عصرية تخوض مغامرات عاطفية وجنسية بحثاً عن امير الاحلام. اميركية اخرى هي لورين فيسبرجر انطلقت في هذا المجال مع كتاب بعنوان «Le diable- shabille en prada» الذي اصبح best-seller في الولايات المتحدة الاميركية وكذلك حقق نجاحاً كبيراً في العام 2004 حيث بيع منه حوالى مئة الف نسخة. والواقع ان دور النشر في فرنسا جربت اطلاق هذا النوع من الكتب منذ العام 2004 ولكن لم تلق اي رواج الى حد ان المسؤولة عن دار نشر «Fleure Noir» قالت: لقد اشتريت حقوق ترجمة «Le diable sصhabille en prada» بأبخس الأثمان. فأحد لم يكن يريد قراءة هذا النوع في باريس آنذاك معتبرين ان ما يطرح هو أميركي جدا أي خاص بأميركا. ولكن فيما بعد أي منذ العام 2004 تغيرت الأمور فبطلات هذه الروايات هن مصابات بما اسميه «مرض الليدي ديانا» فهن جميلات, ثريات وتعسات. ولديهن جانب مبهج وساحر بالنسبة للقارئات اللواتي قد يجدن أنفسهن في رواية بريدجت جونس. ولكن السخرية هي النقطة المشتركة لكل هذه الروايات.
هذا الأدب يشد العديد من الأقلام النسائية الانكلوسكسونية في الولايات المتحدة وبريطانيا على الأخص, وطبعاً تتراوح جودة رواياتهن من الجيد الى السيئ.
أما بالنسبة للروائيات الفرنسيات فهن ما زلن بعيدات عن هذا الأدب, بل ان البعض منهن يفضل الجواب بأنه لم يسمع بهذا الأدب كما آن كاريير مثلا. «ففي فرنسا, تقول بياتريس دوفال المسؤولة عن النشر في دار «La fleure Noir» ينظر الى هذا الأدب بنوع من السنوبيزم او التعالي». أو على الأقل ينظر الى هذا الأدب على انه وقتي وعابر. وهذا يعني انه لن يكتب له الدوام. يقول طوني كارتانو «نواجه هنا خطر الإشباع من تكرار القصص نفسها كل مرة, قصص البحث عن الزوج المثالي, او مشكلة تخطي الثلاثينيات من العمر, أو العلاقة مع الأهل. الخ. فالرواية العاطفية التقليدية استبدلت اليوم بهذا الأدب ولكن في جزء منها فقط». على العموم هذا الأدب موجود اليوم, ومستحيل ان نتصرف كما لو انه لم يوجد ابداً.
في مقابلتين منفصلتين مع ملكتي أدب الدجاجات سئلت كانداس بوشنيل عما إذا كانت تعتبر أدب الدجاجات نوعاً أدبيا فأجابت:
­ بالتأكيد! انه نوع قائم بذاته. أدب موجه خصيصاً للنساء, تكتبه النساء ويتحدث الى النساء اللواتي يبحثن عن ان يبرزن في الحياة وفي المدينة.
وأجابت لورين فيسبرجر عن ما هو أدب الدجاجات بالقول:
­ في الولايات المتحدة نعرف هذا الأدب انطلاقاً من عدة عناصر: أولا لا بد من بطلة شابة جميلة وذكية تحاول ان تعيش حياتها في المدينة الكبيرة. هذه البطلة لديها مشاكل في مهنتها, في حياتها العاطفية ومع أصدقائها. هذه المرأة الشابة تضارع مثلها العليا ـ إيجاد زوج مثلاً-  وتنتهي بأن تكتشف ان النماذج التي تقابلها لا تناسب ما هي بحاجة إليه.
ورداً على سؤال وجه الى الروائيتين عن ما هي التأثيرات الأدبية عليهما. أجابت بوشنيل:
­ اعشق الملاحم الاجتماعية الكبيرة كما آنا كارنينا. وأيضا منذ كنت مراهقة عشقت روايات افلين فوغ. وأنا أحب ان أصبح افلين فوغ المعاصرة.
اما فسبرجر فقالت:
­ أنا متأثرة أكثر بثقافتي العصرية ثقافة الـ «pop». كتبي تحكي عما يحدث اليوم, وأحاول ان أتخلص من كل الموديلات القديمة. أنا أسعد بالكتابة عن الناس وعن الأمكنة وعن المنتوجات, وعن الحفلات وعن الاتجاهات والمحادثات التي تجري من حولي.
 

إعداد: سهام خلوصي
المصدر:  الكفاح العربي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...