الدرعاويون يبيعون نصف أغنامهم وأبقارهم ويطعمون النصف الآخر بثمنها

09-03-2008

الدرعاويون يبيعون نصف أغنامهم وأبقارهم ويطعمون النصف الآخر بثمنها

يعاني أصحاب مزارع الانتاج الحيواني من مربي الأبقار والأغنام والماعز وتسمين العجول والدواجن هذه الأيام في محافظة درعا من غلاء المواد العلفية الفاحش وعدم قدرتهم على الاستمرار في تربية ماشيتهم.

نتيجة تعرضهم لخسائر فادحة نظراً لعدم قيام الجهات العامة المعنية بتأمين الكميات الكافية من الأعلاف لحيوانات المربين وعدم حمايتهم من جشع التجار للحفاظ على أعداد الثروة الحيوانية من النفوق وتقوية دعامة هذا الشق الزراعي الهام لتمتين الاقتصاد الوطني والمحافظة على توفر الأمن الغذائي للمواطنين من اللحوم والحليب ومشتقاته بالأسعار التي تتناسب مع دخلهم. ‏

قال السيد عصام أكراد رئيس مكتب الاحصاء في مديرية زراعة درعا: ان عدد الأبقار في محافظة درعا يصل الى 42 ألف رأس ويصل عدد الأغنام الى نصف مليون رأس وعدد الماعز يصل الى 65 ألف رأس وعدد المداجن يصل الى ألف مدجنة منها 880 مدجنة مرخصة لانتاج الفروج والبيض وأمهات الفروج.. ‏

وذكر المهندس عدنان دلوع رئيس دائرة الانتاج الحيواني بزراعة درعا: ان الدائرة تقوم بمراقبة الأعلاف المنتجة في معامل الأعلاف بالمحافظة من خلال الزيارات الميدانية إلى هذه المعامل ومزارع الانتاج الحيواني وسحب عينات علفية وتحليلها ومطابقتها ويصل عدد معامل الأعلاف المنتجة لكبسولات الأبقار الحلوب والدواجن الى 12 معملاً كما يصل عدد جواريش الأعلاف الخاصة المرخصة الى 186 جاروشة. ‏

تحدث المربي يوسف حمد قنبس عن معاناته والخسائر اليومية التي يتعرض لها كمربي أبقار فقال: ان كميات المواد العلفية المخصصة من قبل مؤسسة الأعلاف قليلة جداً ولا تشكل شيئاً يذكر نظراً لحاجة البقرة الحلوب اليومية من الأعلاف المركزة حيث تحتاج البقرة الواحدة في اليوم الواحد الى 18 كغ من الأعلاف المركزة في حين ان مؤسسة الأعلاف لا تتجاوز مخصصاتها التي توزعها على المربين نصف كغ يومياً للبقرة الحلوب وهذا ما يدفعنا للانصراف لشراء كامل كميات الأعلاف لأبقارنا من السوق السوداء بأسعار مرتفعة جداً حيث لم يعد بمقدورنا الاستمرار بتربية أبقارنا نظراً لتعرضنا لخسائر يومية فادحة لأن أسعار المواد العلفية مرتفعة جداً ولا تطاق ويصل سعر الطن الواحد من الكسبة الضرورية لانتاج الحليب الى 22ألف ليرة سورية بينماتسعيرتها عن طريق مؤسسة الاعلاف 7.5 ألف ل.س وسعر الطن الواحد من الشعير 21 ألف ليرة سورية وتسعيرته عن طريق المؤسسة المذكورة 11.5ألف ل.س وسعر الطن الواحد من الذرة الصفراء 18 ألف ليرة سورية وعن طريق المؤسسة 11 ألف ل.س وسعر الطن الواحد من النخالة 16 ألف ليرة سورية وعن طريق المؤسسة 5.25ألف ل.س ومن ذلك نلاحظ الارتفاع الكبير لأسعار المواد العلفية المتوفرة في السوق مقارنة بأسعار المواد العلفية لدى مؤسسة الأعلاف العامة الأمر الذي يجعلنا كمربين نتعرض الى خسائر فادحة نتيجة عدم توفير المواد العلفية عن طريق القطاع العام هذا إضافة الى ما تحتاجه البقرة الحلوب من تكاليف اشراف طبي متواصل ولقاحات دائمة ضد الأمراض السارية والفيتامينات ومياه الشرب النقية وحمايتها من البرد.. ‏

ويطالب المربي قنبس المذكور بصفته رئيساًَ للجمعية الفلاحية في مدينة الحارة بضرورة النظر في تحويل مادة الكسبة العلفية المخصصة للأغنام الى الأبقار الحلوب لأن الأغنام لا تحتاج الى مادة الكسبة لأنها ترعى الأعشاب إضافة الى ضرورة إنشاء معمل للألبان والأجبان لتصريف انتاجهم للتخفيف من الخسائر.. ‏

كما تحدث المواطن حسن العلي ساحباً معاناته على بقية مربي الثروة الغنمية شاكياً من عدم كفاية كمية الأعلاف التي توزعها مؤسسة الأعلاف على المربين وتوفرها في السوق السوداء بكميات كبيرة وبأسعار مرتفعة وتعرضه لخسائر كبيرة من جراء تناقص أعداد أغنامه التي يضطر لبيع الكثير فيها ليستطيع تربية ما تبقى لديه من أغنام بثمن الأغنام التي يبيعها مكرراً ما قاله مربي الأبقار السابق عن ارتفاع أسعار المواد العلفية مضيفاً ان سعر طن التبن وصل الى 15 ألف ليرة سورية ومتمنياً على الجهات المعنية وأصحاب القرار ضرورة اتخاذ الاجراء اللازم للحفاظ على ثروتهم الغنمية التي تعتبر مورد رزقهم ومعيشة أطفالهم والتي تؤمن مادة الحليب ومشتقاته لبقية الأسر والأطفال وتأمين احتياجاتهم الضرورية من هذا الغذاء اللازم لصحتهم.. وطالب مربي الدواجن أحمد حميد الخوالدة بضرورة قيام وزارة الزراعة وبقية الجهات العامة المعنية باتخاذ الاجراءات اللازمة والمناسبة بتخصيص المداجن المرخصة لانتاج الفروج وبيض المائدة بكميات الأعلاف اللازمة لمداجنهم علماً بأن هذه الثروة محرومة نهائياً من المواد العلفية من المؤسسة دون معرفة الأسباب التي بموجبها تم حرمان ثروة المداجن من الأعلاف ما يضطر المربين لشراء كامل احتياجات ثروتهم الداجنة من السوق السوداء بأسعار مرتفعة جداً تصل الى 20 ألف ليرة سورية للطن الواحد من العلف المركز لانتاج فراريج اللحم و 22 ألف ليرة سورية للطن الواحد من العلف المركز للدجاج المنتج لبيض المائدة وأمهات الفروج وهذا ما أوقع المربين بخسائر فادحة أدت الى تحطيم أسر بعض المربين حيث تتجاوز خسائر المربي الذي يربي 6000 فروج لإنتاج الفروج على سبيل المثال في الدورة الواحدة 200 ألف ليرة سورية ناهيك عن الخسائر الفادحة التي يتعرض لها مربو الدجاج المنتج لبيض المائدة رغم ارتفاع أسعار بيض المائدة والفروج.. ‏

على ضوء ما تقدم فقد ارتفعت أسعار الحليب ومشتقاته بشكل أدى تذمر أصحاب الأسر من ذوي الدخل المحدود خاصة ان الحليب واللبن هما الغذاء الرئيس والأساسي للأطفال الذي لا يوجد بديل ولا غنى عنه، وقال الدكتور عادل الصياصنة مدير الاقتصاد والتجارة بدرعا انه تم تعديل سعر كيلو غرام الحليب الى 22ل.س واللبن الى 25ل.س، وتقوم المديرية بمراقبة المواد العلفية بالتعاون مع الزراعة. ‏

‏ السيد ماجد الشحادات رئيس اتحاد الفلاحين الفرعي بدرعا قال: زادت المؤسسة العامة للأعلاف أسعار المواد العلفية بواقع 500ل.س للطن الواحد من مادة النخالة و 950 ل.س لمواد أعلاف البقر الحلوب علماً بأن المؤسسة العامة للأعلاف أنشئت لخدمة المربين للثروةالحيوانية وهي احدى دعامات الاقتصاد الوطني وهي مؤسسة رابحة ولا داعي لقيامها بزيادة أسعار المواد العلفية خاصة ان الظروف التي تمر بها الثروة الحيوانية في هذه الأيام هي ظروف صعبة وغير ملائمة لرفع الأسعار، وهنا لابد من التأكيد على ضرورة زيادة المقنن العلفي المخصص للثروة الحيوانية نظراً لأن المقنن العلفي الذي يتم توزيعه على الثروة الحيوانية لا يكفي، حيث يلجأ المربون إلى شراء الأعلاف اللازمة لثرواتهم الحيوانية من القطاع الخاص بأسعار مرتفعة جداً ولابد من توفير الأعلاف اللازمة للثروة الحيوانية بشكل كامل للحفاظ على هذه الثروة وحماية المربين والمستهلك إضافة الى ضرورة تأمين الأعلاف اللازمة للمداجن لانتاج اللحم وبيض المائدة وتذليل الصعوبات والمعاناة والحد من الخسائر الفادحة التي يتعرض لها المربون بشكل عام، وقد وجه الاتحاد العام للفلاحين بضرورة اعطاء الدور اللازم الى لجنة المادة 17 التي تهدف الى تسليم ومراقبة وتوزيع المواد العلفية المخصصة من فرع مؤسسة الأعلاف للثروة الحيوانية على المربين من قبل لجنة مؤلفة من رئيس الجمعية الفلاحية والمحاسب والمشرف في الجمعية وايصالها الى المربين بموجب جداول نظامية تلافياً للعبث والتلاعب. ‏

‏ قال المهندس عبد الكريم شباط مدير فرع مؤسسة الأعلاف بدرعا: ان فرع الأعلاف بدرعا يقوم بتوزيع المواد العلفية على مربي الثروة الحيوانية بدرعا حسب احصائية أعداد الثروة الحيوانية بدرعا لعام 2006 المعتمدة من قبل مديرية زراعة درعا، وذلك وفق المقننات العلفية التي تحددها المؤسسة العامة للأعلاف في محافظة الرقة وقد قام الفرع بفتح دورة علفية شتوية أساسية للأغنام اعتباراً من 16/9/2007 انتهت في يوم 31/1/2008 وبمقنن علفي مقداره 12 كغ نخالة و 3 كغ كسبة قطن و 2 كغ قشرة قطن و 5 كغ قمحاً للرأس الواحد وقد بلغت مبيعات الفرع لمربي الأغنام خلال الدورة المذكورة 11031 طناً من المواد العلفية ونظراً لظروف الجفاف السائدة فقد تم فتح دورة علفية اسعافية لمربي الأغنام بدأت من يوم 3/2/2008 وستنتهي في يوم 30/4/2008 وبمقنن علفي مقداره 5 كغ من مادة النخالة و 3 كغ من مادة القمح للرأس الواحد كما يتم حالياً توزيع مقنن علفي للخيول العربية بشكل شهري وللجمال بشكل دورة مع الأغنام كما تم فتح دورة علفية للأبقار بدأت منذ يوم 15/2/2008 تستمر لغاية يوم 30/4/2008 وبمقنن علفي مقداره 65 كغ من العلف الجاهز حلوب للرأس الواحد علماً ان مبيعات الفرع من المواد العلفية بلغت خلال العام الماضي 24809 أطنان بقيمة 172807835 ليرة سورية والفرع غير معني بتوفير الأعلاف للمداجن وفق خطة المؤسسة.. ‏

محمد قنبس

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...