حصيلة مجزرة الشاحنات المدنية على أرض لبنان

16-08-2006

حصيلة مجزرة الشاحنات المدنية على أرض لبنان

حرب الشاحنات، كانت أحد وجوه العدوان الاسرائيلي الأخير على لبنان، ثم تحولت بعد تصاعدها الى مجزرة الشاحنات، عندما أخذت المقاتلات الاسرائيلية تغير على تجمعات الشاحنات المتوقفة في عدد من المناطق.
استشهد في تلك الحرب خمسة وثلاثون سائق شاحنة وجرح ما يقارب المائة وخمسة وستين مساعد سائق، فيما دمرت نحو أربعمائة وخمس وستين شاحنة. تصف نقابة أصحاب الشاحنات القطاع حاليا بالمنكوب وتلوم الحكومة لأنها لم تبد اهتماما به.
والنكبة هذه أصابت عائلات عدة، منها من استشهد معيلها، ومنها من فقد مورد الرزق ومنها من ينتظر إصلاح الطرقات لاستئناف العمل.
أحد الشهداء هو بلال الخير من المنية، كان آتيا بشاحنته من دولة الإمارات العربية المتحدة عن طريق المصنع، محملا بحبيبات بلاستيكية هي عبارة عن مواد خام تستخدم في صناعة المواد البلاستيكية، بينها الأدوات المنزلية. وصل الى منطقة المصنع مع ثلاث شاحنات أخرى وبقي ينتظر مدة خمسة أيام لتخليص البضائع، لأن موظفي الجمارك تركوا مقر عملهم بسبب القصف.
عندما وصل الى شتورا، في طريقه الى بيروت، سبقته المقاتلات بالاغارة على الطريق فعاد أدراجه وقرر سلوك طريق زحلة ترشيش لأنها أكثر أمانا، لكن المقاتلات كانت بانتظاره هناك أيضا: قتلته ودمرت الشاحنة.
يقول خال بلال أحمد الخير وهو صاحب عشر شاحنات، إن إبن شقيقته كان سائقا لشاحنة يملكها هو، على طريق الترانزيت بين بيروت وبين الدول العربية، وقد حمل في شحنته الأخيرة مواد غذائية من بيروت وعاد محملا بالحبيبات البلاستيكية من الامارات.
يؤكد الخال أنه عندما ابلغه بلال عن قصف طريق شتورا طلب منه فك الشوادر التي تغطي سطح الشاحنة، لكي تعرف المقاتلات البضائع الموجودة في داخلها، لكن المقاتلات قصفت الشاحنة على الرغم من ذلك. وقد خلف بلال وراءه زوجة وثلاثة أولاد، بينما يعالج مساعده خالد الموصومعي، من بلدة العبادية، في أحد مستشفيات سوريا بعد إصابته بجروح بالغة.
أكثر الشاحنات المستهدفة كانت تلك التي كانت تسلك طرق المصنع والعبدة، وبعلبك والجية، بالاضافة الى قصف شاحنات مرفأ بيروت . وربما كان أكثر المتضررين هو علي الموسوي صاحب مستودعات بيع مواد البناء والخشب والحديد والاسمنت على طريقي بعلبك والجية وقد دمرت المقاتلات عشر شاحنات يملكها.
مازالت غالبية الشاحنات متوقفة عن العمل بانتظار إصلاح طريقي الترانزيت الرئيسيين عند المصنع والعبدة، والطرق التي تصل بيروت بالمناطق، بينما يقول نقيب اصحاب الشاحنات شفيق القسيس إن خسائر القطاع بلغت ما يقارب المليون دولار نتيجة التوقف عن العمل، يضاف اليها خسائر ناتجة عن عدم القدرة على الالتزام بالعقود الموقعة وقيمتها تقارب ايضا المليون دولار.
ويتم حاليا استبدال الشاحنات بسيارات البيك آب الصغيرة لأن استخدامها لنقل البضائع أسهل بسبب الحفر على الطرقات.
يستغرب قسيس كيف يعدد الوزراء يوميا عبر وسائل الاعلام القطاعات المتضررة ويستثنون قطاع النقل، بينما يقول أحمد الخير أن النقابة عقدت اجتماعا مع وزير الأشغال العامة محمد الصفدي جرى خلاله عرض مشاكل القطاع، وهي لا تقتصر على الأضرار الناتجة عن الحرب. يبلغ عدد الشاحنات التي تحمل لوحات عمومية أربعة عشر الف شاحنة، مخصصة للنقل الداخلي والخارجي يضاف اليها ألف وثمانمئة شاحنة مخصصة فقط للنقل الخارجي، بينما يعمل داخل لبنان ما يقارب المائة وخمسة وستين ألف سيارة بيك آب وحافلة صغيرة تحمل لوحات خاصة وتتوزع بين المطاعم وبين المؤسسات.
تقر نقابة اصحاب الشاحنات أن الأسطول ضخم مقارنة بحاجات لبنان، وأنه يعيش مشاكل متعددة ويحتاج الى تنظيم، لكنه بالمقابل الشريان الحيوي في عمليات الاستيراد والتصدير، ويلزمه اهتمام بعدما حولته اسرائيل بموجب تعريفها الخاص من قطاع ينقل المنتجات الى قطاع ينقل الأسلحة للمقاومة، وتبين أن كل الشاحنات التي تم قصفها كانت محملة بالبضائع، إما مواد بناء وإما مواد غذائية وإما للاستهلاك المتنوع.

زينب ياغي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...