مقتل «أمير الصحراء» الجزائرية

01-10-2006

مقتل «أمير الصحراء» الجزائرية

أفادت مصادر متطابقة أن مختار بلمختار القيادي البارز في «الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، كبرى الجماعات الإسلامية المسلحة الجزائرية، قُتل مع اثنين من مساعديه خلال تبادل لإطلاق النار مع جماعات معارضة مسلحة تنشط في شمال مالي. 

وأكد المقدم حسن فاغاغا، القائد العسكري للمتمردين الطوارق (الجناح العسكري لتنظيم «حركة 23 ماي من أجل التغيير»)، أن «أمير» المنطقة التاسعة في «الجماعة السلفية»، اي المنطقة الصحراوية جنوب البلاد، والذي يعرف أيضاً باسم «خالد أبو العباس» ويُكنى «الأعور»، قُتل قبل أيام في مواجهات مع مقاتلي الطوارق، عند منطقة حدودية في عمق أراضي مالي. وأوضح نائبه الرائد باموسى أن اثنين من كبار مساعدي «الأعور» قُتلا معه خلال المواجهات.

ويعتبر بلمختار (34 عاماً) أحد أبرز قيادات «الجماعة السلفية»، وهو كان منذ تأسيس التنظيم المسلح نهاية العام 1998 «حلقة الربط» الأساسية مع تنظيم «القاعدة»، كما كان المصدر الأساسي للأسلحة والذخيرة التي كانت تحصل عليها الجماعة من شبكات تجارة السلاح التي تنشط في منطقة الساحل الصحراوي.

وبرز «الأعور» متعاطفاً مع «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المحظورة مطلع التسعينات، وانخرط مبكراً في الجماعات الإسلامية المسلحة، قبل أن يعقد صفقة مع شبكات تهريب السلاح، بحكم نشأته في الصحراء الكبرى، تعهد بموجبها ضمان أمن المهربين وعدم تعرض الجماعات المسلحة لهم، في مقابل مبالغ مالية ومساعدات في الحصول على الذخائر والأسلحة.

وقال خبراء في الشأن الأمني إن رحيل «الأعور» يعتبر «ضربة موجعة» للتنظيم المسلح الذي يواجه حالياً متاعب كبيرة في الحصول على الأسلحة والذخيرة من جنوب الصحراء، نظراً إلى أن غالبية شبكات تهريب السلاح تواجه مضايقات مستمرة من أجهزة أمن دول الساحل الإفريقي، خصوصاً بعد فتح الولايات المتحدة مركزاً شمال مالي للتنسيق الأمني مع دول الجوار.

ورأت أوساط أمنية جزائرية أن مقتل بلمختار المطلوب دولياً يكتسب أهمية خاصة، لا سيما أنه جاء بعد أقل من أسبوع على إعلان انضمام «الجماعة السلفية» إلى «القاعدة». واعتبر ديبلوماسيون جزائريون مقتل «الأعور» على ايدي مسلحي المعارضة المالية، «هدية» إلى السلطات الجزائرية على الجهود التي بذلتها لوقف الحرب الأهلية التي اندلعت في مالي قبل شهور. ويؤشر استهداف المعارضة المالية أحد قيادات «الجماعة السلفية» إلى رغبة الطوارق في نفي الاتهامات الجزائرية لهم بالارتباط بجماعات إرهابية.

محمد مقدم

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...