حلب :عاصفة تخلف خسائر بالملايين

20-10-2006

حلب :عاصفة تخلف خسائر بالملايين

الجمل ـ حلب ـ باسل ديوب : لم يشر محرر صحيفة " الجماهير " الحلبية إلى وقوع أية خسائر بشرية أو مادية، نتيجة العاصفة المطرية التي ضربت المدينة أول أمس، وتكفلت صنابير السماء المفتوحة لدقائق معدودة كما أورد، إلى إعاقة تصريف المياه لساعات ثلاث، أي إلى تحويل مدينة حلب إلى فينيسيا الشرق، سوى أن الأهالي لم يكونوا على علم بذلك فما تمكنوا من اقتناء زوراق للتنقل في شوارعها بينما كانت سياراتهم تعوم فوق المياه.
ومع نفي المحرر لوقوع أية خسائر بشرية أو مادية نتيجة ذلك فقد أورد متابعة كل من السيد المحافظ الدكتور المهندس تامر الحجة، و رئيس مجلس المدينة معن الشبلي، أيضاً الدكتور المهندس،  لعمليات تصريف المياه في المدينة.
، ولم يفت السيد الدكتور المحافظ أن يؤكد للجماهير عبر صحيفتها، ضرورة إنشاء مصارف مطرية " خاصة " بتصريف مياه الأمطار إلى مجرى نهر قويق لمواجهة مثل هذه الحالات المطرية الطارئة.
لكن المهندس الدكتور معن الشبلي وهو بالمناسبة " تكنوقراط " يحمل شهادة دكتوراه من فرنسا في هندسة المدن والطرق !! كان له رأي آخر.
فقد صرح هو الآخر للجماهير "الجريدة " تصريحاً أكاديمياً نقصه التدعيم ببعض الرسوم الهندسية والمعادلات الرياضية، حول ما جرى معللاً أن هطولات الدقائق المعدودة كانت أكبر من بكثير من حجم تصريف بلاليع مجاري الصرف الصحي، ما أدى إلى انضغاط الشبكة، وخروج المياه ( مياه المطر وليس مياه الكهريز ) من الفوهات المطرية إلى الشوارع، وختم تحليله الأكاديمي بالقول " وهذا يؤكد سلامة شبكة الصرف الصحي "
ليس المشكلة في تناقض " خطاب " السيد الدكتور المهندس محافظ المدينة الذي يؤكد على ضرورة إنشاء مصارف مطرية خاصة، مع " خطاب " أيضاً السيد الدكتور المهندس رئيس مجلس المدينة،
 لكنها كامنة في حجم الزيف و البلف الذي تتعرض له الجماهير من قبل المذكورين عبر" الجماهير" إياها ، التي وضعت ببراءة أو فرح ساذج بالمشهد الطريف صوراً للشوارع والسيارات الغرقى.
المياه التي خرجت هي مياه آسنة ( كهريز ) وقد خرجت في البيوت والمحال التجارية لا في الشوارع فحسب وقد ألحقت أضراراً لا تكلف المحافظة عناء إحصائها وتقديرها، وهي تبلغ في شارع مشفى الرازي وحده عدة ملايين على الأقل.
الشبكة سليمة هندسياً وقادرة على تصريف أمطار أكثر غزارة بأضعاف ما تساقط خلال دقائق، لكن التكنوقراط المختص في هندسة المدن والطرق، ورغم حصول نفس المشهد مرتين مع بداية موسم الأمطار الحالي،  لم يتساءل عن ضرورة تعزيل مصارف الصرف الصحي، و الفوهات المطرية بعد موسم الصيف، والتي ينبغي تعزيلها وصيانتها دورياً، وكما هو متوقع فقد بحثوا عن كبش فداء لنحره ، فوقع اختيارهم على قائد فوج الإطفاء في حلب ، ربما إمعاناً في الفجاجة  وإهانة المواطن ، وكأن المشكلة ناجمة عن حريق لا عن مطر وتقصير في صيانة المجاري .
روائح " السيان " الذي خرج من المصارف، لا تزال تعبق بدلاً من الياسمين في شارع الملك فيصل، وكذلك لازال في الشوارع ذلك الطمي الذي كان متيبساً في قيعانها منتظراً ورش البلدية،  والذي تكفلت المياه بإذابته مجدداً ودفعه إلى البيوت والشوارع ثانية، لكنها لم تتفوق بعد على تلك الرائحة التي يشمها الحلبيون كلما دخلوا إلى مبنى " بلديتهم " .
شبكة الصرف الصحي قادرة على تصريف كل شيء في حال تم تنظيفها كما تقتضي الأصول، بل ويمكنها أيضاً تصريف البيروقراطية إن توافرت الإرادة، 


 الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...