36 فيتو أمريكي ضد حقوق الفلسطينيين

13-11-2006

36 فيتو أمريكي ضد حقوق الفلسطينيين

للمرة السادسة والثلاثين، على ذمة معلق، ترفع الولايات المتحدة الفيتو ضد قرار لصالح الفلسطينيين، كان بوش قد خسر لتوه الانتخابات النصفية والسبب الاول هذه المرة هو حربه في العراق، بعبارة اخرى السبب هو سياسته الشرق أوسطية. المنتخب الاميركي عاقب بوش على حرب صعبة ومكلفة وبلا أفق. بالطبع لم يحاسبه على دعمه للتدمير الاسرائيلي للبنان. ولم يحاسبه على دعمه للغزو الاسرائيلي لغزة، لكن بوش قال انه جاء للتمدين وللديموقراطية، ولاقامة نموذج حر وفيدرالي وحديث في العراق، الآن يمكن التأكد من عواقب التدخل الاميركي، بدل الديموقراطية والتمدين الفوضى والحرب الأهلية واباحة العراق لكل طامع في الجوار واستحكام الخارج وتحويل العراق الى جنة للإرهاب. انه فشل يعرفه الاميركيون من ارقام متصاعدة، كم هي نسبة القتلى العراقيين الى الشعب العراقي كله ومتى يصل الرقم الاميركي الى ال5000 قتيل؟ هذا حساب الحرب اما حساب ذيول الحرب فسيفتح في الغالب بالارقام ايضا وسيكون نائب الرئيس تشيني المسؤول الاول عنه، يعرف الاميركيون ان بوش خاب في العراق ورغم ان عدداً من المنتخبين طالبوا جهاراً بوقف الحرب الا ان الحزب الديموقراطي لم يختط سياسة كهذه. ثم ان المعترضين على بوش في العراق يعترضون على النتائج ولا يعرفون كثيرا عن الاسباب، هم لا يدينون بالطبع سياسة ترسم للامم بدون التحري عن استعدادها وبدون استشارتها، لن يسألوا ولن يساورهم شك كبير في انهم معلمو الامم، لا يهمهم بالطبع ان يتأكدوا اذا كانت الديموقراطية يمكن ان ترسل في سلة الهدايا، اذا كان لكليشيهات مرسلة جزافاً ان تخلص بلداً. في وسط الحرب اللبنانية ارسلت كوانداليسا رايس كليشيه جديدا الشرق الاوسط الجديد لم تزد. لم تشرح وتركت لخصومها ان يفسروا، اهدتنا هذا الكليشيه واكتفت، الارجح ان العراق ادير بطريقة مماثلة، إلهامات رامسفيلد لا تقل عن رايس، انه شاعر، ألم تقرأوا القصيدة التي لم تقترح بعد نموذجا للشعر الجديد.
للمرة السادسة والثلاثين ترفع الولايات المتحدة الفيتو ضد قرار لصالح الفلسطينيين، الاميركيون لن يعاقبوا بوش، انهم لا يربطون بين العراق وفلسطين، او ربما لن ينتبهوا الى انهما معا في الشرق الاوسط قبل ان يغدو جديداً لن يخطر للاميركيين ان الممدن، حامل الديموقراطية، معلم الشرقيين لا يسعه ان يصوت 36 مرة ضد الفلسطينيين، ان احداً في العراق او لبنان لن يصدق ان هذه هي الديموقراطية وان من لوازمها ترك لبنان 33 يوما تحت الدمار وذبح فلسطينيي بيت حانون، لن يخطر للاميركيين ان العراق ولبنان وفلسطين سلسلة واحدة، وان من يمنع عن الفلسطينيين الرحمة والدعم 36 مرة لن يمنحهما للعراق او لبنان. أن احداً لن يصدق ابانا الاميركي ولن يأبه لعلمه التمديني والديموقراطي ما دام يساعد على قتلنا، اما الوقاحة وربما الارتجال واللااكتراث فهو أن ينتدب احد نفسه معلماً وراعياً لشعوب يجهد كل مرة في ان يمنع عنها اي مواساة.

عباس بيضون

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...