«البنك الدولي» ينتخب الكوري الأميركي يونغ كيم رئيساً

17-04-2012

«البنك الدولي» ينتخب الكوري الأميركي يونغ كيم رئيساً

لأول مرة في تاريخ «البنك الدولي» لم يكن الاختيار نتيجة إجماع. الكوري الاميركي جيم يونغ كيم سيتولى رئاسة المنظمة بعد انتخابات مجلس المدراء التنفيذيين بالأمس ومنافسة صورية مع وزيرة المالية النيجيرية نجوزي اوكونغو- لويلا عكست في رمزيتها قرارا من البلدان النامية بطرح بديل يعكس مطالبها بتعديل ميزان القوى في المؤسسات المالية الدولية.
«البنك الدولي» أصدر بيانا جاء فيه ان المجلس اعتمد «عملية الاختيار الجديدة التي تم الاتفاق عليها في العام 2011 حيث اسفرت عن مرشحين متعددين لاول مرة في تاريخ البنك» ولفت البيان الى انه كان هناك «ترشيح مفتوح حيث يمكن لأي مواطن لديه عضوية في «البنك الدولي» ان يُقترح اسمه من قبل اي مدير تنفيذي او حاكم ونشر اسماء المرشحين وإجراء مقابلات مع المدراء التنفيذيين». وأشار البنك الى نيل كل من يونغ كيم واوكونغو -لويلا «دعم بلدان مختلفة، ما يعكس المستوى الرفيع للمرشحين».
تبقى الانتخابات بين الاعضاء الـ25 في مجلس المدراء التنفيذيين لعبة حسابية. الولايات المتحدة هي المساهم الاكبر بـ246,969 سهما بقيمة تصل الى حوالي 32 مليار دولار بحسب احصاءات في نهاية العام 2011. والخريطة الانتخابية كالآتي: 16,05 في المئة من الاصوات للولايات المتحدة و9,6 في المئة لليابان و4,4 في المئة لالمانيا و4,21 في المئة لكل من بريطانيا وفرنسا و2.73 في المئة لكل من السعودية وروسيا وإيطاليا وكندا، وهذه كلها دول اعلنت تأييدها ليونغ كيم. في المقابل تدعم الصين والهند، بمجموع 7,47 في المئة اوكونغو - لويلا، اضافة الى البرازيل وجنوب افريقيا. لكن مع سائر الدول الاوروبية وأوستراليا وكوريا الجنوبية والمكسيك وصل دعم يونغ كيم الى 54 في المئة من الاصوات على الاقل.
المسؤول السابق في منظمة الصحة العالمية ورئيس جامعة دارتموسث يونغ كيم أصبح رسمياً الرئيس الثاني عشر لـ«البنك الدولي» في ولاية لخمس سنوات تبدأ في الأول من تموز المقبل بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي روبرت زوليك في شهر حزيران المقبل.
يونغ كيم في بيرو حالياً يقوم بما يسميه «جولة استماع» حول العالم وأصدر بياناً بالأمس بعد انتخابه أكد فيه أنه اتصل باوكونغو ـ لويلا وأنه سيستفيد من خبرتها خلال ولايته، وأكد أنه سيعيد اصطفاف مجموعة «البنك الدولي» في عالم يتغير بسرعة وبالتعاون مع «شركاء قدماء وجدد وسنعزز مؤسسة تتجاوب بفعالية مع حاجات زبائنها ومانحيها المتنوعين وتقدم نتائج قوية تدعم النمو المستدام وتضع أولوية للحلول التي تستند إلى الأدلة بدل الإيديولوجية وتوسع أصوات البلدان النامية». منظمة «أوكسفام» رحبت في بيان بانتخاب يونغ كيم باعتباره «بطل تنمية حقيقي. لكن لن يمكننا أن نعرف إذا كان أفضل مرشح لهذه الوظيفة لأنه لم يكن هناك منافسة حقيقية وعادلة»، مشيرة إلى أن «العملية الصورية أضرت بالمؤسسة».
الضغوط تشتد على «البنك الدولي» منذ العام 2010 لاعتماد مسار اكثر شفافية لاختيار منصب الرئاسة. اكثر من 39 مسؤولا سابقا في البنك الدولي اصدروا رسالة مشتركة دعما لترشيح اوكونغو - لويلا التي تحظى باحترام واسع في البنك الدولي والمعروفة بجهودها لمكافحة الفساد في نيجيريا، وهي عملت مع «البنك الدولي» على مدى عقدين وصولا الى توليها منصب نائب الرئيس، وهي اقتصادية متخرجة من جامعتي هارفرد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وصرحت بالامس ان ترشيحها دليل انه يمكن لافريقيا المنافسة على الاقل لهذا المنصب.
على مدى ستين عاما تولى هذا المنصب اميركي بموجب اتفاق ضمني يترك رئاسة «البنك الدولي» للولايات المتحدة وإدارة صندوق النقد الدولي للاوروبيين. وبعدما سحب وزير المالية الكولومبي السابق خوسيه انتونيو اوكومبو ترشيحه يوم الجمعة الماضي معلنا عن دعمه لترشيح اوكونغو - لويلا، اقتصرت المنافسة على الوزيرة النيجيرية. المعادلة التي تُطرح في واشنطن ان مواصلة تولي اميركي لهذا المنصب يضمن استمرار تمويل الكونغرس لهذه المنظمة لا سيما في هذه المرحلة حيث هناك اجواء من التقشف في «الكابيتول هيل»، بل امتعاض من كل ما هو منظمات دولية.

جو معكرون

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...