آليغرو: المسرح الحي الذي يحقن الجمهور بالأدرينالين

13-06-2007

آليغرو: المسرح الحي الذي يحقن الجمهور بالأدرينالين

الجمل- أيهم ديب:  يقول جميل حلبي :اكذب  تعش مرتين. كثيرة الحياة على خشبة مسرح الحمراء اليوم. كثيرة بكذب جلال شموط و بكمان نديم حسني , كثيرة  كخيبة رغدة شعراني و زينة الحلاق . الكثير من الحياة تورق في عمر الحضور.

جلال شموط الغائب يحضر مرتين, يعيش حياة مضاعفة مستهلكا حياة سيدتين ترسما أمام الجمهور خطا زمنيا لماضيهما في سعي يائس لإثبات أن ما يربطهما هو فقط المصادفة و ليس الرجل نفسه. في حياة جمال لا تحضر السيدتان معاً. لا تحضر إحداهما إلا بغياب الأخرى مثل فصول السنة , مثل الليل و النهار , مثل مفاتيح الضوء و كمثل وجهي العملة النقدية كانتا دائما في يد جمال دون أن تتقابلا أبدا.  عندما تقابلتا ماتتا تماما مثل الخريف و مثل الربيع و مثل الغروب و مثل الشروق . هذا اللقاء الذي دام حوالي الساعة على مسرح الحمراء كان آسراً مثل الخريف و مثل الربيع و مثل الغروب و مثل الشروق.
كيف تجعل عرضا مسرحيا آسراً و ليس مملاً. كيف تجعله حياً و ليس تمثيلاً . كيف تجعل المسرح بهذا القرب بعد أن أبعدته العروض القليلة الموهبة؟  أعتقد أن التفريق بين الفعل و النتيجة هو جزء من آليات صناعة مسرح ناجح. فحضور نديم حسني بكمانه  يمتص الزمن و يعيد تشكيل الفضاء النفسي للشخصيات و الفضاء النفسي للمشاهد الذي لا ينفصل عنده الصوت عن الأداء و يمكن المراهنة على أن الاكتفاء بموسيقى  مسجلة مسبقا لترافق العرض لما كان ليحمل نفس الأثر. هذا يشبه -مع التجاوز- ما آلت إليه الأغنية المتلفزة حيث لم يعد وقوف المغني أمام الكاميرا كافيا لتسجيل أغنية. إن تسريب صفات و استراتيجيات العرض المختلفة من كونسرتات إلى عروض الأزياء إلى الستريبتيز و انتهاء بمباريات الكيك بوكسنغ  و البحث في آليات الفرجة و الإمتاع و الشحن و التفريغ  لابد أن تكون مادة للبحث المسرحي  المحلي حتى لا يتحول المسرح إلى مؤسسة تعليمية أو إرشادية أخلاقية بالمعنى التربوي. إن ميزة المسرح هي الحضور و هو يقترب في أثره من الرياضة أكثر من اقترابه إلى السينما و عليه لابد من قراءة دقيقة لمعنى الحضور الفيزيائي للمثل و للمشاهد  فالمسرح حلبة و الجمهور مشجعين و يجب أن تقدم الحلبة للجمهور الأدرينالين الذي يبرر حضوره. لا يمكن أن يكون المسرح موعظة كنسية إلا بإسلوب و لا يمكن أن يكون إملاءاً معرفيا ذو طبيعة بطركية  إلا في قاعة التدريس .  
 لا أحب الحركات النسوية و لا التقسيمات الجنسية و لا أستطيع أن أقرأ شخصيتي السيدتين فقط  كضحيتين لخداع الرجل.فالسيدتين ضحيتين  لجشعهما  و حاجتهما للنجاح في امتلاك الرجل الناجح رجل ينحت إحداهن و يسافر العالم مع الأخرى. و هذا الابتزاز  يدفع الرجل إلى الخداع و الكذب . أعتقد أن الجميع يتساوى في كونه ضحية شرطه الإنساني بغض النظر عن جنسه.

 


 الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...