أبطال خلّبيون اللاعبون والهرمونات الثمن قد يعادل حياة

19-01-2010

أبطال خلّبيون اللاعبون والهرمونات الثمن قد يعادل حياة

«تعدّدت الأسباب والموت واحد».. مقولة شائعة، ولكن ربّما قائلها لم يكن يتصوّر يوماً أن تكون الهرمونات سبباً من الأسباب التي تؤدي إلى فقدان أثمن شيء لدى الإنسان، حياته.

¶ ظاهرة مقلقة!!
تتناهى إلى أسماعنا بين الحين والآخر أخبار عن أشخاص قضوا في سبيل الحصول على عضلات مفتولة وجسم يشبه إلى حدّ كبير جسم الرجل الأخضر (هالك)، الذي كنا نشاهده في أفلام الخيال، والآن أصبحنا نشاهده في الحقيقة، وهذا طبعاً كله بفضل الهرمونات التي أصبحت متوافرة ومنتشرة في معظم الصيدليات والأندية الرياضية، ولا سيّما تلك التي تمارس رياضة بناء الأجسام، ولكن مَن يعتقد أنّ تعاطي الهرمونات يقتصر فقط على لاعبي رياضة واحدة دون باقي الرياضات؛ مخطئ، لأنّ تعاطي الهرمونات منتشر على الساحة الرياضية بمختلف ألعابها، بل تعدّى الرياضية ليصل إلى أشخاص يعملون في مجالات مختلفة، كعارضي الأزياء والحراس الشخصيين والفنانين وغيرهم.
عندما يسمع أحدنا أنّ شخصاً فارق الحياة بسبب تعاطيه الهرمونات تتبادر إلى ذهنه فوراً إشارة تعجّب عن الدافع الذي جعل هذا الشخص يتّجه إلى تعاطي الهرمونات؟

¶ لماذا يلجأ بعض اللاعبين إلى تعاطي الهرمونات؟
أجمع العديد من المدربين واللاعبين المخضرمين على أنّ السبب الرئيس لتعاطي بعض الرياضيين الهرمونات هو عدم ثقتهم بأنفسهم، وغياب روح المنافسة، حيث يريد هؤلاء الرياضيون الوصول إلى منصات التتويج دون أيّ عناء، ويعتقدون أنّ الهرمونات تزيد من قوتهم أضعافاً مضاعفة، ولكن المشكلة تبدأ عندما يقرّر اللاعب الابتعاد عن المنشطات، فيشعر بأنّ قوته أخذت بالتراجع بشكل سريع، لذلك يعود إلى تعاطي الهرمونات، ولا يقتصر الأمر على ذلك، لأنّه في حال أخذ اللاعب كمية قليلة من الهرمونات يلاحظ بعد فترة أنّ هذه الكمية لم تعد كافية، فيزيد من كمية الهرمونات، ما يجعله يدمن تعاطيها.

¶ بطل من ورق
وليد، لاعب بناء الأجسام، يقول إنّه شارك في إحدى بطولات بناء الأجسام، لكنّه فوجئ بالحجم العضلي للمشاركين، وبعد السؤال تبيّن له أنّ معظم اللاعبين يتعاطون الهرمونات.. وتابع وليد حديثه: رغبتي في الحصول على مركز متقدّم في بطولة الجمهورية مستحيلة التحقق من دون الهرمونات.
سعيد، رياضي آخر، يحقن عضلاته بالهرمونات، ولكن بطريقة عقلانية، على حدّ قوله: «أحاول أن آخذ الهرمونات بطريقة عقلانية، وأن أبتعد عن الأنواع الرديئة، كما أنني سأعمل على تنظيف جسمي من هذه المواد فوراً بعد حصولي على البطولة».
والسؤال هنا: هل يعتبر الرياضي نفسه بطلاً، عندما يحرز بطولة ما عن طريق الهرمونات؟ وهل يضمن متعاطو المنشطات أنّهم لن يصابوا بأيّ مرض أو لن يفارقوا الحياة قبل أن يحققوا هدفهم المنشود؟ وهل يستحق هذا الهدف كلّ هذه التضحية؟ وكيف سيصبح شكل الجسم بعد ترك تعاطي الهرمونات؟
وسيم وصف جسمه، بعد أن توقف عن تعاطي الهرمونات، بأنّه أصبح مثل طبق الورق، ضعيفاً ولايقاوم المرض.

¶ الهرمونات والنسل
يمكن اعتبار الهرمونات أحد ألدّ أعداء البشرية، لأنّها لا تقضي فقط على صاحبها، وإنما تقضي أيضاً على النسل، ويؤكد الدكتور عبد الفتاح التباع، الاختصاصي في الطب الرياضي، أنّ غالبية من يتعاطون الهرمونات يظهر التحليل المخبري انعدام النطاف في سائلهم المنوي، ما يعني عدم قدرتهم على الإنجاب.

 ¶ الحلول البديلة
حاول الأطباء البحث عن حلول بديلة للمنشطات، من خلال إيجاد مواد طبيعية وصحية تسمح للرياضي بالحصول على طاقة إضافية، وتحسّن من أدائه الرياضي، فهناك المكملات الغذائية المسموح بها، مثل (الكربوهيدرات - الفيتامينات - الكرياتين - الأحماض الأمينية)، وهذه المكملات من العناصر الأساسية التي تعمل على تحسين الأداء الرياضي.
وينصح البطل العالمي في بناء الأجسام، عمر أبو لبادة، الرياضيين وبالتحديد فئة الشباب؛ بالاعتماد على المكملات الغذائية والفيتامينات أثناء التدريب، لأنّ اللاعب يحرق العديد من العناصر المهمّة أثناء ممارسته الرياضة».
 ويؤكد أبو لبادة ضرورة إخضاع اللاعب لفحص دوري، وتحت إشراف أطباء متخصصين.

¶  الاتحادات الرياضية والهرمونات
لم يعد من المقبول أن تدفن الاتحادات رأسها في التراب وتقول: لاعبونا نظاميون ولايتعاطون أيّ مواد منشطة، لأنّ ظاهرة انتشار تعاطي الهرمونات أصبحت واضحة ومفضوحة، لذلك على هذه الاتحادات أن تفكر في طريقة فعالة لاستئصال هذا الوباء قبل أن يستفحل.
نحن لا ننكر أنّ هناك محاولات من القائمين على الرياضة لتوعية الرياضيين بمخاطر تعاطي الهرمونات، من خلال إقامة الندوات والمحاضرات التي توضح مدى خطورة هذه الهرمونات على صحتهم، والطرق الصحية والسليمة للوصول بالرياضي إلى أعلى مستويات القوة البدنية، ولكن لا بد من أن يرافق نشر الوعي والثقافة الرياضية تحرّكٌ على أرض الواقع، حتى يتمّ القضاء على هذه الآفة نهائياً.

المنشطات.. تاريخها 
¶ أوّل من استخدمها، ولأيّ غرض استخدمت..

يقال إنّ أوّل من استخدم المنشطات هم الفراعنة، لغرض رفع اللياقة البدنية لدى العمال، كما استخدمت من قبل قبائل غرب أفريقيا، وذلك لرفع لياقتهم والاستمرار لأطول فترة ممكنة عند أداء الرقصات في الأعياد والمناسبات، واستخدمها الرومان أيضاً أثناء رياضة المصارعة لزيادة قوّة المصارعين، كما استخدمها بعض الدول التي شاركت في الحرب العالمية الثانية لزيادة قوّة تحمل جنودها، وظهرت الهرمونات بعدها وبقوة على الساحة الرياضية في البطولات الرياضية، وبالتحديد في رياضة ألعاب القوّة، التي تحتاج إلى جهد وقوة كبيرين.
ممّا تقدم يتضح لنا أنّ المنشطات (الهرمونات) تزيد من طاقة الإنسان، وهذا أمر لا يمكن نكرانه، ولكن إذا فكرنا قليلاً نجد أنّ استنزاف طاقة الجسم بطريقة غير طبيعية، وفي فترة معينة، سينعكس سلباً على النظام المتوازن الذي يبنى عليه جسم الإنسان، ناهيك عن الأمراض التي ترافق استخدام الهرمونات. 
  آثار جانبية حتمية
من الطبيعي أننا عندما نشتري أيّ دواء، فإننا نقرأ النشرة المرفقة معه، ونركز على الأمراض التي يعالجها هذا الدواء والآثار الجانبية المترتبة عليه، إلا أنّ مَن يشتري مواد منشطة (هرمونات)، فإنه لا يبحث في الآثار الجانبية لها، لأنه مؤكّد لديه مئة في المئة أنّ ضررها أكبر من نفعها، ولكن رغم ذلك يصرّ على تناولها.
 وذكر العديد من الأطباء الآثار الجانبية، التي قد تصيب متعاطي الهرمونات، كاحتباس الماء والأملاح في أنسجة الجسم، وما ينتج عنه من أورام وتضخم، وارتفاع ضغط الدم، بما يصاحبه من صداع شديد، وأرق في الليل، وصعوبة في التنفس، وقد يتسبب في تصلب الشرايين، ما يؤدي إلى سكتة قلبية، يضاف إليها أمراض الكلى، لأنّ احتباس الماء وارتفاع ضغط الدم يؤديان إلى حدوث تغيرات في وظائف الكلى، وقد يؤديان أحياناً إلى دمار الكلى، كما أنّ أمراض الكبد تصبح متوقعة أيضاً لأنّ الهرمون يجهد الكبد ويدفعه إلى العمل فوق طاقته، ما يؤثر في عمله واضطرابه.
ويؤدي  تعاطي الهرمونات ـ بحسب الأطباء ـ إلى حدوث ما يسمّى بالصدمة الاستهدافية، وهي عبارة عن ردّة فعل الجسم نتيجة عملية الحقن، وردة الفعل هذه تحدث نتيجة تفاعل الجسم مع أيّة مادة غريبة، وقد يصبح الجسم حساساً للغاية لمادة معينة، بعد حقنها أول مرة، وعند حقنها للمرة الثانية بعد أيام يحدث تفاعل حاد يسبّب تشنج الشعب الهوائية وانهيار جهاز التنفس الذي يؤدي إلى الموت.

وهناك أمراض أخرى يصاب بها متعاطو الهرمون، مثل الصلع العدوانية، ويرقان الكبد وورم في مقدمة الصدر، وتشنج العضلات، وتمزق في الأربطة، والقلق، والاكتئاب، والأرق.

هاني البيات

المصدر: بلدنا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...