أحياناً... النشل في الحرم نموذجاً

23-09-2007

أحياناً... النشل في الحرم نموذجاً

تخيل أن إدارة الحرم المكي الشريف ترفع في اليوم الواحد 80 طناً من النفايات، ويتوقع المسؤولون أن تزداد هذه النفايات في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك إلى 115 طناً في اليوم الواحد! هذا يدل على جهود ضخمة سُخّر لها نحو 2500 عامل ومشرف. أيضاً هو يدل على أن كثيراً من المسلمين الذين يؤمون الحرم راكعين ساجدين وهم يعلمون أن النظافة من الإيمان لا يعملون بذلك، وهي مشكلة كبيرة تشير إلى الفجوة ما بين الشكل والمضمون في تعاملات المسلم مع إخوانه ومحيطه، والتعامل من جوهر الدين. واللافت انه لا يُلتفت إلى هذه القضية المهمة ومثيلاتها من المشايخ والوعاظ وما أكثرهم في شهر رمضان المبارك! غالبية هؤلاء الفضلاء منصرفون إلى قضايا فردية يردون عليها. المشكلة الأخرى التي تعاني منها رئاسة الحرم وجهات أمنية في السعودية تحرس المصلين، هي النشل. النشالون المحترفون يفدون إلى هذا الموسم العظيم من بلدان عدة لممارسة المهنة. وقبل أيام أحبطت السلطات المصرية سفر عصابة نشل محترفة، قوامها 33 نشالاً ونشالة، ونشرت الصحف أسماء عائلات بعضهم، ومن الطريف ذكر جزء من الخبر نقلاً عن الرياض «وكان ضباط شرطة مطار القاهرة الدولي قاموا بتشغيل فريق عمل وفقاً لتوجيهات اللواء جمال الجوهري مساعد وزير الداخلية في المطار، وتمكنوا من إحباط محاولة سفر 17سيدة و 16رجلاً من عائلات عسكر ومنصور وسويلم، وهم من أكبر عائلات الهنجرانية في الاسكندرية، والمتخصصة في أعمال السرقة والنشل وفرض السيطرة».

وقبل هذا التعاون المشهود من السلطات المصرية قبضت السلطات السعودية في الحرم على عصابة نشل مصرية أخرى، ووُجدت لديها مبالغ كبيرة بعملات مختلفة من اليورو إلى الدينار الكويتي مروراً بالريال السعودي، إضافة إلى أجهزة الجوال الخاصة بالمصلين المساكين. والنشل في الحرم ليس حكراً على عصابات مصرية، بل أُعلن عن عصابة يمنية، وأستطيع الجزم بأن هناك عصابات من جنسيات مختلفة عربية وغير عربية، فهو موسم كبير، يحاول فيه المعتمرون الانشغال عن الدنيا بأمور الآخرة، فيخلو الجو للمجرمين ممن خلت وجوههم من الحياء.

سهولة حصول عصابة النشل المصرية على التأشيرات من السفارة السعودية في مصر ومحاولة سفرها على الخطوط السعودية! يشير إلى خلل في إجراءات سفارات السعودية في الخارج، وأنها ما زالت تقوم بوضع أختام التأشيرات لكل من هب ودب، ويسأل الإنسان العادي عن إمكانات متوافرة لا يتم اللجوء إليها، اقلها التنسيق التقني مع السلطات. إن القضية ليست محصورة بشهر رمضان المبارك بالنسبة للسعودية، فمن العجب أن يئن السعوديون مما تفعله نسبة كبيرة من العمالة البنغلاديشية وتعلن وزارة العمل السعودية عن ازدياد التأشيرات الممنوحة لها! فهل وزارة الداخلية فقط هي المعنية بالأمن الداخلي؟

عبد العزيز السويد

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...