أرض الجزيرة العربية قدّمت شهداء للمسيح

26-08-2007

أرض الجزيرة العربية قدّمت شهداء للمسيح

صدر عن منشورات جامعة البلمند كتاب ينشر للمرة الاولى، الرواية العربية لاستشهاد القديس حارث بن كعب ورفقائه من عرب مدينة نجران، اثر اضطهاد يهودي للمسيحيين وقع نحو عام 524م.
هذه الرواية هي تحقيق لمخطوطة عربية قديمة، من دير القديسة كاترينا في سيناء، يعود زمن كتابتها الى القرن العاشر الميلادي. وهي الى جانب كونها جزءا من الادب المسيحي العربي، نضيء على جوانب من تاريخ الجزيرة العربية يلفها شيء من الظلام، وتعيد قديسا عربيا الى الحضور في وعي الجماعة المسيحية الناطقة بلغة الضاد، في زمن يميل فيه الناس عامة الى سحب الوضع الحاضر على الماضي، غافلين عن حقيقة مفادها ان ارض الجزيرة العربية، التي وُصفت بالجاهلية قبل ان يتوطد فيها الاسلام، وقد اعطت شهداء كثيرين للمسيح يسوع.
وتشكل هذه الرواية العربية لاستشهاد الحارث ورفقائه حلقة وصل بين الروايات المنشورة: اليونانية والحبشية والسريانية وغير المنشورة: الارمنية والجيورجية، كما تطرح فهما جديدا حول طبيعة الاختلاف بين مؤيدي ورافضي قرارات المجمع المسكوني الرابع المنعقد في خلقيدونية (آسية الصغرى) العام 451م، اضافة الى مسائل اخرى.
من هذا الكتاب، نقتطف حوارا لاهوتيا بين الملك اليهودي ومسيحيي نجران:

" 2 – حوار لاهوتيّ
بين الملك اليهودي والقديسين:

2 – أ – دعوة الى الكفر بالمسيح والتهوّد:
104 وكان المنادي ينادي بلغة حميرية ويقول: "اكفروا بالذي يقال له المسيح الناصري وتهودوا وكونوا على ديني (f76r:BE) لكيما تحيون". 105 وكانوا الشهدا القديسين يقولون: معاذ الله ان يكون لنا هذا او نكفر بالدين الذي عليه عمدنا". 106 فاجاب الملك الكافر للقديسين وقال: "107 ان الروم قد عللوا ان اباينا انما صلبوا انسانا بأورشليم، 108 وقد كانوا كهنة وعلما بالناموس. 109 وانما ضربوه وشتموه وأماتوه بقتل قبيح لما علموا انه ليس بإله. 110 فلاي شي تضلون انتم في اثر هذا الانسان؟ 111 ألعلّكم افضل من الروم، الذين يقال لهم المنانيين، (200r:st) الذين هم عندنا اليوم؟ 112 (f67v:BS) وهم يخبرونا ويقولون: انا ليس نقول انه اله، ولكن نبيا. 113 فلست اريد منكم يا اهل نجران ان تكفرون بالله الذي خلق السما والارض، 114 ولا ان تعبدون الشمس والقمر ولا النجوم التي في السما، 115 او شي في الارض من الخلق، او شي مما في البحور والانهار. 116 ولكن اريد منكم ان تكفرون بالذي يُسمّا يسوع، 117 الذي كان يجدّف كثيرا ويجعل نفسه إلاهاً. 118 ولكن تقولون هذا فقط: ان الذي صلب انسان وليس إلاها.
2 – ب – اعتراف إيمان القديسين:
119 فقالوا له القديسين2: "عن انفسنا وعن جميع امتنا، وعن كل من كان منا بسبيل، 120 نجيب ونتكلم (f25r:BN) ونشهد ونعترف بالاعتراف الصالح الذي به عمدنا بسمـ الاب والابن وروح القدس. 121 (f200v:ST) ولا نكفر بجوهر الله ولكنا نقول ان يسوع المسيح الذي انت تجدف، عليه، انه احد الثالوث القدوس. 122 هو كلمة الاب الذي تجسد في آخر الازمان مِنَجْل خلاصنا، من روح القدس ومن مريم العذرا. 123 وقد اعلمنا في كلامه المقدس "انكم ساتساقون الى الملوك والسلاطين منجل الشهادة عليهم وعلى الامم"، 2. 124 فاما انت فنحن نكفر بك وبما انت عليه. 125 انت الذي (f76v:BE) غدرت باله الناموس وكذبت الحق".
2 – جـ – دعوة اخرى لإنكار المسيح ورفضها:
126 عند ذلك ري ان ياخذهم بلطف وحسن كلام ورفق لكي يكفروا بالمسيح، 127 فلم يوافقوه. 128 وكان قولهم له: "لو انك اردت ان تبيدنا بالعذاب" والنار لم نكفر به ولا بالايمان بالثالوث القدس، 129 لان حياتنا وموتنا (f68r:BS) بالمسيح".

المصدر: النهار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...