أزمات الديون الغربية تفاقم اضطراب الأسواق

10-08-2011

أزمات الديون الغربية تفاقم اضطراب الأسواق

 تردى الاقتصاد العالمي إلى مستويات أعمق من الأزمة أمس، إذ واصلت أسواق الأسهم هبوطها، وفقد المستثمرون الثقة في قدرة الولايات المتحدة وأوروبا على كبح جماح ديونهما سريعاً وتجنب الانزلاق إلى الركود مجدداً.

ورغم أن أسواق الأسهم الآسيوية تجنبت تكرار خسائر اليوم السابق، إلا أن الأسهم الأوروبية تراجعت لليوم الثامن على التوالي، بينما وردت أنباء عن انخفاض مفاجئ في إنتاج مصانع بريطانيا في حزيران (يونيو)، ما سلط الضوء على ضعف اقتصاد المملكة.

وبسبب الخسائر المتفاقمة في الأسواق تتضاعف الضغوط على مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي (البنك المركزي) لإعلان إجراءات جديدة لدعم الاقتصاد الأميركي في اجتماع حول السياسة النقدية كان مقرراً في وقت متقدم ليل أمس، لكن محللين قالوا إن خيارات المجلس محدودة. وقال العضو المنتدب لبحوث السلع الأولية العالمية في «يو بي إس» بيتر هيكسون: «وصلنا إلى حال من البيع لوقف الخسائر والبيع بدافع الهلع... وهذا سيستمر إلى حين اتخاذ إجراء رسمي. حتى الإجراءات الرسمية تبدو غير فاعلة من حيث معنويات السوق التي تتساءل إن كان في جعبة صناع السياسة مزيد من الذخيرة».

وحتى أول من أمس محت خسائر الأسهم نحو 3.8 تريليون دولار من ثروات المستثمرين في أنحاء العالم، بعدما هرع المستثمرون أخيراً إلى الأدوات الاستثمارية التي تعتبر آمنة مثل الين الياباني والفرنك السويسري والذهب الذي سجل مستوى قياسياً جديداً. وتراجع مؤشر «أم أس سي آي» لأسهم كل دول العالم 1.2 في المئة لتصل خسائره إلى نحو 20 في المئة منذ سجل ذروة في أيار (مايو). والقاعدة العامة للسوق تفيد بأن هبوطاً بهذا الحجم يمثل فرصة للمضاربين على انخفاض الأسعار.

ومع استمرار الهروب من المخاطرة في آسيا واوروبا، ورد مزيد من الأخبار السيئة وجاء هذه المرة من الصين المحرك الرئيس للاقتصاد العالمي. وأظهرت بيانات رسمية تباطؤ نمو الإنتاج الصناعي الصيني وتسارع معدل التضخم السنوي في شكل مفاجئ إلى 6.5 في المئة في تموز (يوليو). وتضع ضغوط التضخم البنك المركزي الصيني في موقف صعب، إذ يحاول إبقاء الأسعار تحت السيطرة من دون التأثير سلباً في الاقتصاد الذي يواجه تهديدات متزايدة من الخارج.

وفشل زعماء العالم في تغيير اتجاه الأسواق الهابطة بعد تضرر ثقة المستثمرين من خفض مؤسسة «ستاندارد اند بورز» التصنيف الائتماني الأميركي الأسبوع الماضي. وأدت هذه الخطوة إلى تنامي المخاوف من أن تؤدي أزمة ديون منطقة اليورو وتعثر الاقتصاد الأميركي إلى تجدد الركود الاقتصادي في العالم. وتراجعت المؤشرات الرئيسة في آسيا في التعاملات المبكرة بعدما خسرت الأسهم الأميركية أكثر من ستة في المئة أول من أمس. وعلى رغم أن بعض المؤشرات تعافى بنسبة كبيرة، إلا أن أسهم هونغ كونغ سجلت أكبر خسارة يومية منذ أزمة 2008.

وواصل المؤشر «يوروفرست 300» لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى تراجعه للجلسة الثامنة على التوالي وسجل أدنى مستوى في سنتين في أوائل التعاملات لكنه تعافى في ما بعد. وتكبدت البورصات العربية خسائر كان أكبرها في مصر، حيث سادت أجواء ذعر، فيما تراجعت البورصة السعودية. لكن بورصة نيويورك بدأت تعاملاتها على ارتفاع، إذ علق المستثمرون آمالاً كبيرة على اجتماع مجلس الاحتياط. وسجل المؤشر «داو جونز» ارتفاعاً نسبته 0.55 في المئة بينما تقدم المؤشر «ناسداك» 1.96 في المئة. وقفزت أونصة الذهب إلى أكثر من 1770 دولاراً في مستوى قياسي جديد، فيما هبط اليورو إلى مستوى قياسي منخفض عند 1.0475 فرنك سويسري. وارتفع الفرنك السويسري إلى أعلى مستوى على الإطلاق أمام الدولار عند 0.7359 فرنك.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...