(أشباح أبو غريب ) تلاحق إدارة بوش سينمائياً وتتهمها بالكذب

22-01-2007

(أشباح أبو غريب ) تلاحق إدارة بوش سينمائياً وتتهمها بالكذب

عندما كانت روري كنيدي مخرجة الافلام الوثائقية ترغب في صنع فيلم عن السبب الذي يدعو الناس العاديين لارتكاب أفعال شريرة غير معتادة لم تفارق خيالها صور الجنود الامريكيين وهم ينتهكون حقوق سجناء أبو غريب في العراق.
كانت النتيجة فيلم "أشباح أبو غريب" (Ghosts of Abu Ghraib) وهو واحد من بين أكثر الافلام الوثاقية جذبا للاهتمام في مهرجان صن دانس السينمائي هذا العام وهو فيلم يخاطب الجمهور المعارض للسياسة الامريكية في العراق.
وبما أن كنيدي وهي ابنة روبرت كنيدي شقيق الرئيس الامريكي جون كنيدي أجرت مقابلات مع الجنود وشهود الانتهاكات التي حدثت في أبو غريب عام 2003 خلصت الى أنها جاءت افرازا لنظام يحارب الارهاب منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول وليست أحداثا فردية من بعض الاشخاص الخارجين عن النسق العام.
وقالت كنيدي لرويترز السبت على هامش المهرجان "الامر لا يتعلق بأبو غريب فحسب بل بأمريكا ومن نكون كبلد."وباعتبار كنيدي الحائزة على جوائز كثيرة عن أفلامها أحد أفراد أشهر العائلات السياسية في الولايات المتحدة فانها تربت على الاعتقاد بأن الولايات المتحدة تمثل حقوق وكرامة الانسان.
وقالت "خلال السنوات الثلاث الماضية أصبحنا الان بلدا يمثل العكس تماما ونشتهر بتعذيب الناس... هذا له صلة مباشرة بالسياسات المتبعة."
وكنيدي ليست المخرجة الوحيدة التي تعرض لها أفلام عن العراق في مهرجان صن دانس اذ ان فيلمها يتنافس مع فيلم "لا نهاية قريبة في الافق" (No End in Sight) الذي يهدف الى كشف سلسلة من الاخطاء الخطيرة والانكار وانعدام الكفاءة في حرب العراق. ونال فيلم "تفتت العراق" (Iraq in Fragments) في العام الماضي بعضا من أكبر جوائز المهرجان.
ووصفت كنيدي أحدث أفلامها بأنه الاكثر تحديا ابتداء بالضغط العصبي الذي عاشت فيه نتيجة معايشتها "يوما بيوم" للصور التي أصبحت شهيرة في الوقت الحالي والتي التقطها جنود لسجناء تم تغطية رؤوسهم أو عرايا أو يجري اذلالهم جنسيا.
وأجرت مقابلات مع 15 شخصا اما شاركوا في هذه الممارسات أو كانوا شهودا عليها. ولم تتمكن المخرجة من الوصول الى ثلاثة جنود من رتب صغيرة يقضون الان أحكاما بالسجن صدرت ضدهم في السجن العسكري.
وقالت كنيدي "ما قاله لي كل منهم انهم فعلوا ذلك لانهم أمروا بأن يفعلوا ذلك وان الجميع كانوا يفعلون ذلك."
ومضت تقول "كان هذا متناقض بشكل صارخ مع ما ذكرته الادارة والتحقيقات التي أظهرت جميعها أن هذا ليس معتادا وأن هؤلاء التسعة يشبهون التفاح الفاسد في وردية الخدمة الليلية."
كما تمكنت من الوصول الى ستة من المحتجزين في أبو غريب والذين أجرت معهم مقابلات في تركيا لاسباب أمنية. وطلب خمسة من بين الستة عدم الاعلان عن أسمائهم.
حاولت كنيدي دون نجاح اقناع المسؤولين من ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش والجيش التحدث اليها بدلا من ان تعتمد على تصريحات الصحف والجلسات التي عقدت في الكونجرس.
وذكرت أنها تأمل أن يؤدي الفيلم الوثائقي الى تكون ضغوط من اجل اجراء المزيد من التحقيقات في الانتهاكات التي حدثت في ابو غريب وأن تدفع كذلك لاحداث تغييرات في السياسات التي تقول انها تقر التعذيب.
وأردفت كنيدي قائلة "أتمنى أن نعيد النظر في بعض تلك الافكار مع القيادة الجديدة في الكونجرس وأتمنى تغيير الاتجاه في هذا البلد."
ولدت روري كنيدي أصغر أبناء روبرت كنيدي الذي كان مدعيا عاما للولايات المتحدة بعد اغتيال والدها عام 1968 عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك ولكنها تقول ان ما اشتهر عنه من محاربة الظلم ترك في نفسها أثرا كبيرا اتضح في أعمالها وفي هذا الفيلم بالتحديد.
وقالت كنيدي "يبدو أن من الظلم تحميل 11 جنديا صغيرا مسؤولية ما يبدو أنه عمل شخصيات أكبر كثيرا في التسلسل القيادي."
وتابعت "هذا الظلم ربما يكون من الاشياء التي كان سيحاربها أبي وحفزني نوعا ما لاخراج هذا الفيلم."وأنتجت شبكة اتش.بي.أو فيلم كنيدي وسيعرض في دور العرض وفي الشبكة في فبراير شباط.

 

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...