أقباط مصر يترقبون صدور وثيقة من الفاتيكان قد تشكك في مسيحيتهم

10-07-2007

أقباط مصر يترقبون صدور وثيقة من الفاتيكان قد تشكك في مسيحيتهم

يترقب رجال دين أقباط كبار في مصر يتبعون كنيسة الاسكندرية للأقباط الارثوذكس التي يرأسها البابا شنودة الثالث صدور وثيقة من بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر الثلاثاء 10-7-2007 تنص حسب الأنباء التي تدوالتها وسائل الاعلام خلال اليومين الأخيرين على "أن كنيسة المسيح موجودة فعليا وحصريا في الكنيسة الكاثوليكية".

وأكد اسقف المعصرة وحلوان الأنبا بسنتي لـ"العربية.نت" أن الوثيقة لا تتضمن نفيا للآخر، مشيرا إلى حدوث حوار حول الاختلافات العقيدية بين كنيستي روما والاسكندرية، لكنه أكد الحاجة إلى مذكرة تفسيرية من بابوية الفاتيكان.

وطلب رجل دين قبطي كبير التريث حتى صدور الوثيقة معربا عن شكوكه في أن يصدر عن بابا الفاتيكان مثل هذا القول. وقال القمص مرقص عزيز كاهن الكنيسة المعلقة بالقاهرة في تصريح لـ"العربية.نت": "يجب أن ننتظر حتى يعلن البابا هذه الوثيقة التي من المفروض أن تصدر في العاشر من يوليو الحالي، فمن الممكن أن يكون بعض الظن اثما، لأننا لا نعرف مضمونها حتى الآن".

وأضاف: "لكننا نثق في كنيستنا الارثوذكسية وفي ايماننا وأنه ايمان صحيح، واستبعد ان يقول بابا الفاتيكان هذا الكلام. وما عرفته أنه يتحدث عن الناس الذين قاموا بتشكيل جمعيات وخرجوا من الكنيسة معلنين أنهم غير محتاجين لها، فأراد أن يقول لهم إنه من غير الممكن أبدا أن يحصلوا على الخلاص، لأنه يتم تعميدهم في الكنيسة، وبدون هذا التعميد ليسوا مسيحيين. عندنا ما يسمى أسرار الكنيسة والاعتراف وأمور أخرى مشابهة لا تتم إلا داخل الكنيسة، فالذي يفقدها كيف يكون له خلاص؟".

وتابع القمص مرقص عزيز بأنه إذا كانت "الوثيقة تتحدث عن المعنى السابق، أي عن هؤلاء الذين خرجوا من الكنيسة، فكلام بابا الفاتيكان صحيح، خاصة أنني عرفت أنه لم يتناول الكنائس الارثوذكسية ولا الانجيلية ولا أي طائفة من الطوائف، ومع هذا نحن في انتظار الوثيقة التي ستنشر غدا، لنرد إذا كان هناك ما يستحق الرد، مع أني أشك أن يقول بابا الفاتيكان أنه لا توجد غير الكينسة الكاثوليكية".
 من جهته اعتبر الانبا بسنتي اسقف المعصرة وحلوان بالقاهرة أن "الأمر بحاجة إلى مذكرة تفسيرية من الكنيسة الكاثوليكية تبين أن المقصود بهذا الكلام الجماعات المنشقة عنها لكي ترجع إليها، تماما كما جرى عندنا في مصر في حالة المنشق عن الكنيسة الارثوذكسية القبطية (ماكسيموس) أو ماكس ميشيل".

وقال لـ"العربية.نت": "طالما كل الطوائف المسيحية تؤمن بالثالوث القدوس والقدس والفداء والقيامة وحلول الروح القدس وبالكتاب المقدس، فهذه هي العقيدة المسيحية، أما وجود هذه الطوائف فيمثل خلافات في بعض الجوانب العقيدية، وهناك حاليا حوار بين الكنائس الممثلة لها، فمثلا الكاثوليك يؤمنون بالمطهر، والارثوذكس لا يؤمنون به ويكتفون بالفداء وبالتوبة والاعتراف، لكن هذه الخلافات لا تنفي مسيحية أي من هذه الطوائف".

وأضاف "كل ما في الأمر أنني سمعت أنه يوجه كلامه لبعض الجماعات الخارجة عن الكنيسة الكاثوليكية، أي أنه يحمي كيانه بالتصريح بأنه على حق وأن الطريق إلى الملكوت يتم به أو بأي كنيسة تؤمن بالمسيحية المعروفة في العالم كله".
 وقال الأنبا بسنتي "ما ستذكره الوثيقة في هذا الاتجاه لا يعتبر نفيا من بابا الفاتيكان للآخر المسيحي، وإلا فما فائدة الحوار الجاري الآن بين كنيسة روما الكاثوليكية وكنيسة الاسكندرية الارثوذكسية، فمثلا هناك حوار حول طبيعة كيان المسيح وتم الوصول بشأنه إلى اتفاق وقعه الجانبان، لكن بقيت هناك ثلاث نقاط كبيرة لا زال الحوار مستمرا بشأنها وهي انبثاق الروح القدس، والمطهر، والحبل بلا دنس".

المعروف أن كنيسة الاسكندرية تعتبر من أعرق أربع كنائس كبرى في العالم مع كنيسة أورشليم وكنيسة روما وكنيسة انطاكيا، واسسها القديس مار مرقص الذي يعتبر انجيله أقدم الاناجيل الأربعة، ويترأسها منذ عام 1971 البابا شنودة ثالث الذي يطلق عليه مسمى "بطريرك الأقباط وبابا الاسكندرية".

من جهته وصف الباحث والمفكر القبطي المصري رفيق حبيب الوثيقة المرتقبة بأنها "استمرار لمواقف البابا المتشددة التي تتراجع نسبيا عن قبولها للآخر الديني سواء المسيحي أو الإسلامي".

ووجهت قيادات أرثوذكسية وإنجيلية في مصر هجوماً حاداً على البابا مؤكدة أن هذا الإعلان يحمل دعوة للتقليل من الآخر، ويعد "فكرا رجعيا يعيد المسيحيين إلي عصور الظلام".

وقال حبيب في تصريحات خاصة لـ"قدس برس" إن نشر هذه الوثيقة "سيؤثر سلبا على الحوارات والعلاقات بين الطوائف المسيحية، واستعادة للمعارك الكبرى بين هذه الطوائف"، مضيفا "سيكون لهذا الإعلان تأثيراته أيضا على أي نشاط مشترك له صفة العالمية بين الطوائف، وسوف يؤدي لجدل فيما بينها تعيد حالة من السخط العام يفترض أنه تم تجاوزها تاريخيا"، حسب قوله.
 وأشار حبيب إلى أن "هناك اتجاها محافظا ومتشددا لبابا الفاتيكان يتزايد مع الوقت ضد قبول الأخر سواء المسيحي الذي يخالف الكاثوليكية أو المسلم"، مرجعا ذلك إلى أن "بنديكت السادس عشر قبل أن يجري اختياره بابا للفاتيكان كان معروفا بمواقفه المتشددة، وتحديدا موضوع تكفير الطوائف المسيحية بعضها لبعض".

وكانت وسائل إعلام قد نشرت الجمعة الماضي 6-7-2007 أن الفاتيكان يستعد لنشر وثيقة تؤكد مجددا على أن كنيسة المسيح الوحيدة هي الكنيسة الكاثوليكية. وأفادت وكالة أنباء "اي- ميديا" المتخصصة بتغطية أخبار الفاتيكان أن هذه الوثيقة ستصدر في العاشر من يوليو الجاري عن مجمع العقيدة والإيمان، في حين اشارت صحيفة "الجورنالي" الإيطالية إلى أن هذه الوثيقة ستجدد التأكيد على أن كنيسة المسيح موجودة "فعليا" و"حصريا" في الكنيسة الكاثوليكية.

وأثار هذا الإعلان الذي يعتبر أن الكنيسة الوحيدة التي تمتلك جميع وسائط الخلاص هي الكنيسة الكاثوليكية، انتقادات وهجوماً حاداً من قيادات أرثوذكسية وإنجيلية في مصر على بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر.

وحسب ما جاء في تقرير "قدس برس" أبدى د.القس إكرام لمعي رئيس لجنة الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية اندهاشه من الكلام الصادر عن الفاتيكان، مشيراً إلى أن شخصية البابا بنديكت السادس عشر "تتسم بشيء من التعصب والجمود على عكس سابقه الراحل البابا يوحنا بولس، الذي كان يتحلي- حسب قوله- بروح المحبة والتسامح وقبول الآخر".

وكان بابا الفاتيكان الحالي قد اقتبس خلال كلمة ألقاها في أوائل سبتمبر الماضي قولا للإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني باليولوجوس جاء فيه إن "الإسلام شر وغير عقلاني وانتشر بحد السيف".

وأثارت تصريحاته موجة غضب إسلامي في العديد من دول العالم، وطالبت هيئات إسلامية مثل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والأزهر البابا بالاعتذار عن تلك التصريحات لكنه اكتفى بالإعراب عن أسفه بسبب الردود الغاضبة التي أثارتها، ولكونها أسيء فهمها، على حد قوله.

المصدر: وكالات
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...