ألمانيا باعت اللاجئين السوريين

21-03-2016

ألمانيا باعت اللاجئين السوريين

د.جميل م. شاهين: لم يمرّ عـام بعد على موجة اللاجئين السوريين العارمة، قبل أن تبيعهـم ألمانيا بالرخيص، ولمعشــوقتها تركيا. كم تحدثتُ وكتبتُ ونصحتُ في هذا المجال، لكنّ قناعـة البعض بإنسانية الغرب، أعمت بصيرتهم، ودفعت بصغار العقـول وضعيفي الـولاء للهتاف “بالروح بالدم”، بينما قام غيرهم بتسـمية مولوداتهـم الجديدة باسم ميركـل! فقد أطلق ثلاثة لاجئين سوريين اسم ميركل على أطفالهم الإناث، غير دارين أنّ ميركـل هو كنية المستشارة الألمانية وهو تصغير لاسم مذكر هـو مـارك، وكانوا فاغري الفم ومسرورين وهم يتحدثون للصحافة الألمانية عن زعيمتهـم الجديدة، و”بالروح بالدم نفديكي يا ميركل”…  وسيستمر العمى لكن لينتقل باتجـاه آخر ودولة أخرى، فها هي كنـدا وأستراليا ونوعاً ما الولايات المتحـدة تأخذان جزءاً من بريق برلين اللجوئي، لتبـدأ موجـات جديدة باتجاه هذه الـدول “الإنسانية”، وليسـهل الوقوع من جديد بنفس الحفـرة. مادلين أولبرايت قالت حرفياً قبل أيام: “الكـلاب تعيش في الولايات المتحدة حياةً أفضل من اللاجئيـن.”!!

نصوص الاتفاق المُعلنـة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا تصبّ في صالح الأخيرة، التي ستحصل على المال وسـيُعاد فتحُ ملف انضمامها للاتحـاد الأوروبي ويمنحُ مواطنوها تأشيراتِ دخول لأوروبا، وعليها منـع وصول أيّ مهاجـر وإعادتـه إليهـا حتى إن وصـل اليونـان، علماً أنّ 172 ألف لاجئ موجود حالياً في اليونـان ينتظرون… الأوروبيون غير راضين على الاتفـاق وقـد يتم نقضـهُ بأية لحظة، لكن بالتأكيد لن يكون هناك اتفاق لصالح اللاجئيـن.

هذا هـو المُعلـن، المخفـي أعظـم وما علمتُ منـهُ عن طريق الصليب الأحمر في برليــن، أنّ فكرة “الترحيـل الجماعـي” يتم التحضير لهـا، وسط اعتراض المنظمات الإنسانية وأولها الصليب الأحمر، فتركيا بلدٌ بات غيـر آمـن، وقـد جهّزت فعـلاً خمس منـاطق على الأقـل سـيُزجّ باللاجئيـن السوريين فيها، وكلمة يُزجّ مقصودة لأنهـا عبارة عـن مراكـز لجـوء شـبه سـجون، وزّعت على الحـدود السورية، وسوف تختـار السلطات التركية اللاجئين السوريين العرب لوضعهـم في منـاطق كرديـة، لتعديل التـوازن الديموغرافي /السكاني/ هناك، والمطلوب منهم أمران:

ــ الاشـتباك الدائم مع الأكـراد أي هـم دريئـة أمام الجيش التركي.

ــ استغلالهم ودفعهـم باتجـاه الجنوب لإقامـة الحلم الأيردوغاني بمنطقـة آمنـة من شمالي حلب إلى رأس العين والقامشلي.
أوروبا واجهت أسوأ أزمة منذ الحرب العالمية الثانية، وهي وصول مليون ونصف لاجئ خلال عام 2015، والمستشارة الألمانية ارتكبت أكبر خطأ في حياتها السياسية بفتـح الباب على مصراعيه لهم، كانت تخطط لأمر فحصلت على عكسهِ، اليوم شعبية ميركل وحزبها في أدنى مستوى، وصعـود اليمين الألماني بصـورة غير مسـبوقة عبر حزب “البديل من أجل ألمانيا AfD” بقيادة الصيدلانيـة Frauke Petry، وحصوله على المركز الثـاني في ولايـة ساكسن أنهالت، هو رسالة خطيرة جداً لميركل ولأوروبـا كلهـا، فالشعب الألمـاني قال كلمتهُ “لا للاجئيــن ومعهـم ميركــل”، هنـا وجدتْ ميركل نفسها أمام خيارين لا ثالث لهمـا: التضحية بحزبها وبمنصبها، أو بيـع اللاجئين السوريين لتركيـا، وهل يمكن نقاش أيّ خيار هنا، البيـع أسـهل الأمــور، فباعـتْ.
هي لم تعترف بذلك ولـن تعترف، لكن زيهوفر زعيم حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي CSU، شقيق حزب ميركل، قال حرفياً: “غيّرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل سياستها تجاه اللاجئين ولم تعـد تُرحّـبُ بهـم.” .
الاتحـاد الأوروبي وتركيـا اسـتفادا من الاتفـاق، والخاســر الوحيـد هـم اللاجئـون السـوريون الذين تتقاذفهـم الـدول وأمواج البحـار.


إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...