إسرائيل تنجح في الإفراج عن طيارَيها المحتجزين في أريتريا

26-08-2011

إسرائيل تنجح في الإفراج عن طيارَيها المحتجزين في أريتريا

سراً ومن دون ضجة إعلامية، أفلحت إسرائيل في الإفراج عن اثنين من طياري إحدى شركاتها «المدنية» العاملة في أفريقيا بعد اعتقال دام حوالى الشهر في اريتريا بتهمة تهريب أسلحة.
وبرغم الاهتمام الإعلامي الإسرائيلي بالحدث، إلا أنه لم يتجاوز الفرحة بتحقيق إنجاز دبلوماسي ينم عن بقاء بعض الاحترام لإسرائيل في دول أفريقية وخصوصا اريتريا. وتم الإعلان عن أن الطيارين لم يهربا أسلحة وإنما كانا محتجزين بشبهة تهريب الأسلحة.
ولم تخف المصادر الحكومية الإسرائيلية أن الإفراج عن الطيارين جاء إثر مساع كبيرة بذلتها شخصيات كبيرة مع الرئيس الاريتري أسياس أفورقي، وأن الأمر كان نتاج حملة دبلوماسية كبيرة.
وقد مارس الضغط السفير الإسرائيلي في أسمرة، فيما مارست الحكومة الإسرائيلية الضغط على السفير الاريتري في تل أبيب. وشددت إسرائيل على أن الأمر لا يتعدى خطأ في الأوراق الجمركية وأن بالوسع إصلاح المشكلة.
ونشرت «هآرتس» أن الوزير السابق من حزب العمل، إفرايم سنيه الذي يقيم صداقة وثيقة مع الرئيس الاريتري مارس نفوذه ولعب دورا مركزيا في الإفراج عن الطيارين بل زار أسمرة خلال الأزمة والتقى أفورقي.
ولإسرائيل دين في عنق أفورقي جراء مداواته قبل عشرين عاما من مرض الملاريا الذي أصيب به أثناء الثورة الاريترية على النظام الأثيوبي من أجل نيل الاستقلال. فقد حملته طائرة إسرائيلية من هناك إلى مستشفى في تل أبيب حيث شفي من هذا المرض القاتل في أفريقيا.
والطياران المفرج عنهما هما طياران في الاحتياط التابع لسلاح الجوي الإسرائيلي يهودا ماعوز وفيرد أهرنسون، والأخيرة سيدة. ويعمل الاثنان في شركة تدعى «الجسر الجوي» وقد نقلا إلى اريتريا، وفق الرواية الرسمية، شحنة خاصة شملت قطع غيار اشتبهت السلطات الاريترية بأنها أسلحة، فوثائق الجمارك حول المنشأ لم تتطابق مع محتويات الشحنة، ولذلك ارتابت اريتريا بأن قطع الغيار هي تهريب لأسلحة خاصة.
وفي كل حال لم تودع اريتريا الإسرائيليين السجن، وإنما وضعتهما تحت نوع من الإقامة الجبرية في أحد فنادق أسمرة. لكن إذا كانت القصة كذلك فمن المنطقي الافتراض أن الأمر لا يستدعي هذا التدخل المكثف من جانب كبار المؤسسات والشخصيات الإسرائيلية. فاريتريا في نهاية المطاف ليست معادية لإسرائيل في أقل تقدير. والأهم أن كثيرين، بمن فيهم إسرائيليون، يعتبرونها معقلا متقدما لإسرائيل في القرن الأفريقي.
والواقع أن اعتقال الطيارين الإسرائيليين والإفراج عنهما أظهرا طبيعة العلاقات الخاصة بين إسرائيل واريتريا. وقد أشارت صحيفة «يديعوت أحرنوت» إلى أن اريتريا غدت في السنوات الأخيرة معقلا إسرائيليا. وقالت ان هناك العشرات من الشركات الإسرائيلية التي تعمل هناك وأحيانا بالتعاون مع شركات أوروبية في ميادين مختلفة من الأمن إلى الصحة إلى الزراعة والتنقيب عن الألماس.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فإن اريتريا تكن تقديرا كبيرا لإسرائيل، وأن العلاقات الأمنية بينهما وثيقة جدا، إذ يقوم ضباط إسرائيليون بتدريب وحدات النخبة في الجيش والشرطة الاريترية.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...