إسرائيل تهوّد القدس على مقاعد الدراسة: فرض مناهج محرّفة تلغي عروبة فلسطين

08-09-2011

إسرائيل تهوّد القدس على مقاعد الدراسة: فرض مناهج محرّفة تلغي عروبة فلسطين

خطت اسرائيل خطوة جديدة أمس باتجاه تهويد مدينة القدس المحتلة، بما فيها من مقدسات وأرض وحجر وبشر وتلاميذ في مدارس فلسطينية، تعاني أصلا من كوارث تعليمية وصحية وتوسعية يضاف إليها اليوم مصيبة إلغاء طابع العروبة في مناهجها الدراسية الفلسطينية.
وكشفت «الحملة الأهليّة للحفاظ على المناهج الفلسطينيّة» عن تعميم وزعته بلديّة الاحتلال على المدارس الخاصة ومدارس البلدية في القدس، يُشير إلى أنّ الأخيرة باشرت في توزيع كتب المنهاج الدراسي على هذه المدارس، لكنه ليس المنهاج المعتمد من وزارة التربية والتعليم الفلسطينية. تشييع الشهيد خالد سهمود الذي سقط بنيران القصف الإسرائيلي في خان يونس أمس الأول(أ ب أ)
ويظهر بحسب المؤسسة أن بلدية القدس ستوزع المنهاج على الطلبة الفلسطينيين في القدس من الصف الأول وحتى العاشر، مشيرة إلى أن النسخ الجديدة من المنهاج «نسخ مشوهة ومحرفة» تفاقم عملية تهويد المدينة وعزلها عن الواقع والنسيج الفلسطيني.
وقالت الحملة إن المنهاج «المحرف» على سبيل المثال يشطب فكرة أن القدس «مدينة محتلة» ويزيل أي كلمات لها علاقة بالانتفاضة، أو قصائد وطنية ومنها على سبيل المثال قصيدة للشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد، يقول فيها «القدس ... أنا منها وأفديها بالمال وبالنفس ولا أرضى لها ذُلاً... ».
وقالت ديما السمان، مسؤولة وحدة القدس في وزارة التربية والتعليم، لـ«السفير» إن اسرائيل لا تسمح للسلطة الفلسطينية بممارسة أي نشاط في القدس وأن المراهنة فقط على تحرك الأهالي في المدينة وعدم قبول الطلبة ومدراء ومعلمي المدارس بالتعامل مع المنهاج المحرف. وأضافت «هم فصّلوا منهاجاً على مقاسهم لأننا رفضنا التعاطي مع ملاحظاتهم حول المنهاج الفلسطيني المستخدم في القدس منذ عام 2000».
وتبين السمان أن اسرائيل على سبيل المثال لا تريد للمنهاج الفلسطيني ان يذكر كلمات عديدة منها « شهيد، فلسطين التاريخية، القدس المحتلة»، كما طالبت بحذف بعض الآيات القرآنية التي «تحرض على اليهود». بالإضافة إلى مقررات دراسية كاملة مثل «التربية الوطنية».
وتقول السمان «يقولون إن المنهاج الفلسطيني يحرض على اسرائيل، علما أن هناك لجانا دولية شكلت وقالت إن المنهاج لا يحرض بتاتاً، وفي المقابل مناهجهم الدراسية تدعو لقتل العرب، وتعتبر أن من يقتل فلسطينياً يأخذ أجراً، لكنهم لا يعتبرون هذا تحريضاً، الأمر كله مدعاة للسخرية».
وأضافت السمان «حاولت إسرائيل في السابق إلغاء المنهاج الفلسطيني المقر من وزارة التربية والتعليم واستبداله بآخر محرف، لكن التلاميذ رفضوا التعامل معه وقاموا بحرقه، ورفضوا التوجه إلى المدارس فاضطرت اسرائيل للتراجع عن الموضوع».
من جهته علق الأمين العام للجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم «الالسكو» إسماعيل التلاوي في تصريح له بالقول إن «الانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها سلطات الاحتلال في الآونة الأخيرة تجاه طلابنا في محافظة القدس، كرفض إدخال المناهج الفلسطينية للمدارس، وفرض المناهج الإسرائيلية في المدارس الفلسطينية، وتحريف وحظر ومنع تداول المواد التعليمية التي تتناول القدس والعروبة والدين الإسلامي الحنيف، والقضايا الوطنية الفلسطينية في المدارس الخاصة وشطبها من المناهج، هو اعتداء صارخ على المبادئ الإنسانية، يجب علينا التصدي لها بكل الوسائل المتاحة».
وأكد أن أوامر بلدية الاحتلال لمدراء المدارس الفلسطينية الخاصة والتابعة لبلدية الاحتلال، بتسلم كتب محرّفة عن المنهاج الفلسطيني، هو أمر مدان ومرفوض.

أمجد سمحان

المصدر: السفير 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...