إعادة تأهيل جسر دير الزور المعلق

01-05-2008

إعادة تأهيل جسر دير الزور المعلق

تشتهر دير الزور بمعالمها الحضارية والأثرية، واختراق نهر الفرات لها بطول 200 كم، بدءا من الرقة وصولا الى منطقة الفرات.

وحتى دخوله القطر العراقي الشقيق، حيث يوجد العديد من الجسور المقامة على تلك النهر وأهمها وأكثرها جمالا وعراقة الجسر المعلق والذي يعد احد المعالم الحضارية في سورية، وللحفاظ على هذا المعلم الحضاري والذي يحتاج الى الاهتمام والصيانة كونه لم يشهد ذلك منذ دخوله الخدمة منذ عام 1931. ‏

ولتسليط الضوء على إعادة تأهيل الجسر المعلق التقينا بالمهندس عبد الكريم الخضر مدير دائرة الطرق بدير الزور وطرحنا عليه بعض التساؤلات المتعلقة بذلك فقال: 
 بداية الفكرة: جاءت فكرة إعادة الصيانة والتأهيل للجسر المعلق بدير الزور بعد مرور نحو 76 عاماً على استثمار الجسر ووضعه في الخدمة، وبناء على ذلك قامت وزارة المواصلات بتوقيع عقد بالتراضي مع عدد من الاستشاريين عام 2003 وفق دفتر شروط ومرجعية تتعلق بإعادة التأهيل تتضمن المعاينة والكشف على الجسر وتقييم حالته الفنية الراهنة،وإعداد دراسة هندسية لصيانته وتدعيمه بكل ما يتطلب من أمور وإعادة تأهيله لضمان استمراريته في الخدمة وأضاف المهندس الخضر إن وزارة المواصلات والإدارة العامة وضعت جميع الإمكانات المتاحة لديها للحفاظ على الجسر المعلق كونه يعد احد المعالم الحضارية في دير الزور وسورية بشكل عام، كما يعتبر شعار عروس الفرات وأشار الى وجود اهتمام كبير من المهندس خالد الأحمد محافظ دير الزور لصيانة الجسر وذلك من خلال اهتمامه بمتابعة الدراسات المعدة لإعادة التأهيل وانجاز العمل بأقرب وقت ممكن. وأضاف: إن هذا الاهتمام كان له دور ايجابي وفاعل تجاه فريق العمل الهندسي، كما أضاف قائلاً: يعتبر الجسر المعلق من الجسور الخاصة وقد خرج من الإنشاء بداية الستينيات نظراً للمعالم الخاصة لبعض عناصره، موضحاً أن الجسور المعلقة لها طريقة خاصة في الكشف عنها وطرق معاينتها تختلف عن بقية الجسور العادية الأخرى للصيانة وإعادة التأهيل بالشكل الصحيح. 
 ‏ وعن الفريق الاستشاري الذي أعدّ الدراسة لإعادة التأهيل قال: قام بإعداد الدراسة لإعادة تأهيل الجسر فريق استشاري رفيع المستوى ومؤهل لذلك حيث يتألف من عدد من الخبراء منهم: الدكتور المهندس ساطع بدوي مدير ومنسق للعمل والدكتور المهندس رياض منصور والدكتور المهندس يحيى الخاير والدكتور المهندس اندوراس سعود والدكتور المهندس أدهم سرحان والدكتور المهندس جورج صنيج والدكتور المهندس مفيد هلال والدكتور المهندس معن حبيب والدكتور المهندس جورج زهرة والدكتور المهندس سليمان فارس. ‏

لمحة تاريخية عن الجسر: ‏ أما بالنسبة للمعلومات العامة عن الجسر فقد حدثنا المهندس قتيبة السيد ممثل مكتب الدراسات والإشراف والمشرف على إعادة تأهيل وصيانة الجسر بدير الزور قائلاً: 
 بدأت المباشرة بتنفيذ الجسر المعلق على نهر الفرات الفرع الكبير عام 1928 من قبل بعثة فرنسية وبأيد عاملة سورية، وبدا استثماره بعد الانتهاء من بنائه عام 1931 حيث يبلغ طول الجسر بالكامل 450 مترا وعرضه 3 أمتار وعدد الفتحات الوسطية 4 وبطول تقريبي 105 أمتار للفتحة الواحدة إضافة الى وجود فتحتين طرفيتين، ويبلغ ارتفاع الركيزة نحو 19 متراً ويعتبر ثاني جسر معلق في العالم من حيث المبدأ والتصميم، أما الجسر الأول فيقع جنوب فرنسا. 
 وأشار المهندس السيد إلى أن كلفته الأولية أثناء التنفيذ في عهد الباشا آمر حلب بلغت بحدود مليون و300 ليرة عصملية وأضاف: يخضع حاليا الى إعادة تأهيل وصيانة بإدارة وزارة المواصلات ـ المؤسسة العامة لطرق فرع دير الزور، كما أشار الى الجهة الدارسة والمشرفة المكتب العربي المتكامل للهندسة الاستشارية، أما الجهة المنفذة للعمل فهي المهندس توفيق والمهندس وائل داود، أما عن الكلفة الإجمالية للمشروع فقد أشار الى أن قيمة تنفيذ الأعمال تبلغ بحدود 20 ملايين ليرة منها 8.5 ملايين ليرة للإنارة حيث تمت دراسة الإنارة للجسر من قبل مكتب استشاري متخصص على مستوى عال في هذا المجال، ومدة تنفيذ العمل 6 أشهر من تاريخ تسليم موقع العمل، وتتضمن الأعمال إعادة تأهيل الجملة الإنشائية للجسر وتحقيقها لمرور آلية حتى وزن 3 أطنان، والتحقق من عمل الكابلات ومعدل مقاومة الخرسانة في الركائز الحاملة واستبدال حارة المرور وتجريف الفتحات الطرقية، وإزالة كافة الأعشاب والنباتات البسيطة من سطح الركيزة الوسطية ثم إعادة إعطاء الشكل الجمالي للجسر مع الكابلات من أعمال دهان وإنارة ليلية وتنفيذ بيتون مطبع لأرضية حارة المرور، إضافة الى أعمال استبدال أجهزة الاستناد وإعادة كساء غرف ربط الصواري الأرضية، وأشار الى أن مدة التأهيل تقدر بـ 75 عاماً قادماً. ‏

صعوبات ومقترحات: ‏ أشار المهندس السيد الى العديد من الصعوبات والمقترحات التي واجهت سير العمل منها مرور الدراجات النارية ووجود بعض العناصر الإنشائية التي ستحتاج الى عملية تدعيم سواء فيما يتعلق بالصفائح المعدنية أو بتخريم بعض الكابلات المعدنية، كما لوحظ أثناء دراسة تحقيق الكابلات أنها بمقاطع تفيض عن حاجة المقطع الإنشائي المطلوب. ‏

كما أشار الى العديد من المقترحات تتضمن ضرورة أن تأخذ الجهات الوصائية مستقبلا تكليف احدى الجهات العامة (مجلس المدينة أو الخدمات الفنية بدير الزور) بتولي مراقبة الجسر وتقديم الصيانة البسيطة له وذلك للحد من أعباء تكاليف الصيانات الكبيرة في المستقبل. ‏

غسان ادواره

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...