إندونيسـيا تحـول النفايـات إلـى سـماد

21-05-2012

إندونيسـيا تحـول النفايـات إلـى سـماد

في ضواحي مدينة تانغيرانغ الإندونيسية توجد محطة لمعالجة النفايات، ومنذ عام 2010 تعود هذه المحطة على سكان المنطقة بفوائد كبيرة لا تقتصر على الحفاظ على الشوارع نظيفة فحسب، بل تساعد أيضاً في توفير فرص عمل إضافية.
مكبات القمامة المتعفنة التي تترك من دون استغلالها بأسلوب مستدام، تلحق أضراراً كبيرة بصحة المناخ، إذ ينبعث منها غاز الميثان، الذي يفوق ضرره ثاني أوكسيد الكربون. هذا المشروع الإندونيسي يوضح أن النفايات مفيدة للإنسان والبيئة.
يتم جمع النفايات في تلك المحطة على مساحة تبلغ 300 متر مربع، ليتم بعد ذلك فرزها ومعالجتها عبر إعادة تدويرها أو تحويلها إلى سماد. ولجمع النفايات من شوارع المدينة يومياً، تجوب حوالى 15 دراجة نارية ملحقة بمقطورات، أما الكمية التي تتجمع خلال اليوم الواحد من النفايات فتبلغ 400 كيلوغرام.
ويتولى الموظفون العاملون في محطة معالجة النفايات مهمة فرز النفايات، وفصل الورق والزجاج والبلاستيك والنفايات العضوية بدقة. وتباع كل المواد القابلة لإعادة التدوير، كما أن البعض يقوم بإنتاج أشياء مفيدة من النفايات وهي بعد داخل المحطة، ومثال على ذلك تصنيع محافظ النقود أو الحقائب اليدوية من أكياس البلاستيك القديمة أو عبوات العصائر المصنوعة من الورق المقوى، بينما يمكن تحويل النفايات العضوية كقشور الفواكه أو الخضروات أو بقايا الحبوب إلى سماد وبيعها بعد ذلك. أما الجهات التي تستفيد من مثل هذه الأسمدة الطبيعية فهي متعددة ومنها مثلا زارعو الحدائق والبساتين.
وبالنسبة لسكان القرية، فإن محطة فرز النفايات أصبحت تمثل ركيزة اقتصادية جديدة، يمكنهم الاعتماد عليها. وفي الوقت ذاته، تقوم المحطة بحماية المناخ والبيئة، حيث أن معالجة النفايات تساهم في تقليل نسبة انبعاثات غاز الميثان التي تتولد عن تعفن النفايات.
وفي جزيرة بالي الإندونيسية أيضاً، أخذ السكان على عاتقهم حل مشكلة النفايات، ومنذ عام 2008 أنشئت في قرية تسميسي محطة لتصنيع السماد الطبيعي. وتبلغ نسبة النفايات العضوية القابلة لتحويلها إلى أسمدة طبيعية 85 في المئة، وحوالى خمسة في المئة من تلك النفايات هي مواد قابلة للتدوير، وفقط 10 في المئة لا يمكن الاستفادة منها، لذا فهي تطمر تحت الأرض.
وبالنسبة للسكان أيضاً، فإن هذا المشروع لإنتاج السماد الطبيعي، يمثل فرصة جيدة لكسب المال. توماس فينسترفالد، الذي يقوم بالإشراف على مشروع إعادة تدوير النفايات في بالي والتابع لمنظمة ماي كلايميت «myclimate» السويسرية، يرى أن المشكلة تتمثل في أن الدولة لا تزال تقوم بدعم أسعار الأسمدة الصناعية التي يستهلك إنتاجها كميات كبيرة من الطاقة».
غيرت المشاريع التي تمت إقامتها في تانغيرانغ وبالي، نظرة الناس لمشكلة النفايات وموقفهم منها. والآن يتعلم أطفال المدارس أهمية فصل النفايات والاستفادة منها في إنتاج الأسمدة. كما أن الإيرادات الإضافية وفرص العمل الجديدة ساهمت أيضاً في ازدهار ورخاء المنطقة. ويساهم تحسن مستوى المعيشة بدوره في استعداد وقدرة السكان على تحمل التكاليف المترتبة على نقل ومعالجة النفايات.


(«دويتشيه فيله»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...